رأت مجلة (فرونت بيدج مجازين) الأمريكية، أن موقف الغرب والإدارة الأمريكية، الداعم لجماعة الإخوان المسلمون في مصر، والذي يصورها كحركة ديمقراطية لا تدعو إلى العنف، يشبه إلى حد كبير الموقف الذي اتخذوه لنصرة الثورة الإيرانية عام 1979. واستهلت المجلة تقريرها -الذي بثته على موقعها الإلكتروني- قائلة: "إنه مثلما انتقدت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" نظام شاه إيران، وتعاطفت مع الثورة الإسلامية عام 1979، وتأكد الغرب عقب ذلك بأنها كانت سياسات خاطئة، فقد انتهجت إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما، وغيرها من الإدارات الأوروبية ذات النهج، عندما صورت الإخوان على أنها (الضحية الوحيدة) التي سقطت إثر أعمال العنف التي عمت مصر الفترة الأخيرة، وأنها جماعة تكافح من أجل العدالة الاجتماعية والقيم الديمقراطية وتفعيل دور القانون".
وأعادت المجلة إلى الأذهان ما قامت به وسائل الإعلام الغربية من تصوير الثورة الإسلامية الإيرانية وقائدها "الخميني" على أنها "جماعة ديمقراطية تم اضطهادها على يد حكومة الشاه"، مما ساعد في نجاح الثورة، ووصول الخميني إلى سدة الحكم.
وأضافت المجلة: "أن هناك بعض المحللين الغربيين يدافعون الآن عن الموقف الذي اتخذته إدارة أوباما إزاء مصر ودفاعها عن الإخوان.. زاعمين أن تاريخ ثورة إيران قبل 40 عاما لا يمكن أن يقارن بالموقف الراهن في مصر، وأنه من المنطقي أن تغفل وسائل الإعلام الغربية، والزعماء السياسيون، وإدارة أوباما، عن الدروس التي وجهها تاريخ الشرق الأوسط للغرب فيما يخص المجتمعات الإسلامية".
وأردفت: "بالرغم من ذلك، لا توجد حاجة لتعلم واكتشاف دروس التاريخ لإدراك الحقيقة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وأجندتها السياسية والدينية، فمنذ أن تم انتخاب محمد مرسي المنتمي لها رئيسا لمصر، وحصول جماعته على معظم مقاعد مجلس الشعب، فإنها سعت لصياغة دستور يعمل فقط على تمركز السلطة في أيديها، ويميز بين الأقليات خاصة المسيحيين، بجانب تضخيم عدم المساواة بين الجنسين، وإغفال حقوق الإنسان الأساسية، وغيرها من الأمور التي تقلص السلطة السياسية والاقتصادية التي تمتلكها مؤسسات الدولة".
ورأت المجلة أن مرسي منح لنفسه "سلطات مطلقة" عندما أصدر الإعلان الدستوري وحصن قرراته ضد المراجعة القضائية حتى تمت صياغة الدستور، في خطوة فشل عن إدراكها الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي حكم مصر لأكثر من 30 عاما.
وذكرت (فرونت بيدج مجازين) "أنه نتيجة لذلك، خرج الملايين من المصريين إلى الشوارع في 30 يونيو للاحتجاج ضد سياسات مرسي، واختاروا اتخاذ ميدان التحرير رمزا لهم ولمطالبهم طيلة أيام من أجل تجنب العيش في ظل نظام ديني أشبه بالنظام الإيراني، الذي سرعان ما راجع الدستور بعدما استحوذ على السلطة في سبعينيات القرن الماضي وأجبر السيدات على ارتداء زي معين، ومنع الاختلاط بين الجنسين، وفرض العديد من الإجراءات التشددية حتى وجد الإيرانيون أنفسهم يعيشون تحت مظلة حكم ديكتاتوري قمعي".
وأشارت إلى أنه عقب قيام الإخوان ورئيسهم محمد مرسي بتغيير سياسات الدولة المصرية، طالب الملايين من المصريين القوات المسلحة للتدخل لإسقاط الجماعة من الحكم" وهو ما أكده مهندس مصري- رفض الكشف عن اسمه - بالقول "إن ما جرى في 30 يونيو لم يكن انقلابا عسكريا بل تنفيذا لمطالب الملايين من المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع".
ومضت المجلة في سرد تهديدات قادة الإخوان للشعب المصري، ومنها توعداتهم بنشر الفوضى وتعميق النزاع في سيناء، مشيرة إلى قيام مسلحين بقتل 25 عسكرياً مصرياً وتنفيذ عدة تفجيرات إرهابية هناك.
واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها، قائلة: "بينما تطالب إدارة أوباما بالإفراج عن قادة الإخوان المحتجزين لدى السلطات المصرية، تتجلى ضرورة ملحة تتمثل في أهمية إعادة فهم الأجندة الأيديولوجية للإخوان المسلمين، خاصة بعدما كشفوا عن وجود سياسات تعصبية بين أفكارهم".