توصل باحثون أميركيون إلى مركبات فريدة من نوعها توجد في أحد الميكروبات الموجودة في أعماق المحيطات ويمكن لها أن تقضي على سلالات البكتيريا المقاومة للعقاقير. يسعى ويليام فينسيال، من معهد سكريبس لعلم المحيطات في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو والذي اكتشف مؤخراً مركبات فريدة من نوعها ، أن يطور اكتشافه على أرض الواقع وأن يحوله إلى علاج مادي ملموس يمكن أن يساعد في القضاء على الجمرة الخبيثة.
وتتسم أنواع البكتريا السبحية، التي لم يكن لها وصف من قبل، بهيكل وتركيب كيميائي مختلف عن جميع المضادات الحيوية الأخرى التي تم العثور عليها حتى الآن، وهو ما يعني أنها قد تكون بداية لإطلاق مجموعة جديدة كليةً من العقاقير العلاجية.
وإلى جانب دورها المحتمل في القضاء على الجمرة الخبيثة، أوضح الباحثون أنهم يعتقدون أن تلك المركبات الجديدة من الممكن أن توفر يوماً ما علاجات جديدة لمجموعة أمراض من بينها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة لمضاد الميثيسيللين.
وقام الباحث في معهد سكريبس، كريس كوفمان، أولاً بتجميع الكائنات الحية الدقيقة التي تفرز تلك المركبات عام 2012 من رواسب موجودة قبالة شاطئ سانتا باربارا في كاليفورنيا. واستعان فريق فينسيال في مركز سكريبس للتكنولوجيا الحيوية البحرية والطب الحيوي بتقنية تحليلية لكشف البنية غير العادية لجزء من نوع يعرف باسم المتسلسلة.
وأظهرت الاختبارات الأولية للمركب، الذي أطلق عليه anthracimycin، أنه يحظى بالقدرة على مكافحة الجمرة الخبيثة وكذلك المكورات العنقودية الذهبية المقاومة لمضاد الميثيسيللين.
ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية في هذا الإطار عن فينسيال قوله: "تكمن الأهمية الحقيقية لهذا الجهد البحثي في حقيقة أن مركب anthracimycin يحظي ببنية كيميائية مميزة وجديدة. وما تم التوصل إليه حتى الآن يعد كشفاً بحثياً كبيراً، من الممكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى اختبار وتطوير علاجات قد تفيد في المستقبل".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الكشف جاء ليقدم أحدث الأدلة على أن المحيطات، وكثيرًا من المناطق الموجودة بها دون أن يتم استكشافها حتى الآن، تشكل مورداً ضخماً لمجموعة من المواد الجديدة التي قد تستخدم يوماً ما في معالجة منوعة من الأمراض والعلل.