"كذب مساوى ولاصدق منعكش" * هذه المقولة منتشرة فى أوساط من لهم تواصل مع حجم كبير من الجمهور، أن تبرّر لنفسك الكذب كشيئ مُسَلّم به فتلك بديهيّة أولى ،أما الهدف المطلوب فهو إنجاح الكذبة بأىّ ثمن لضمان الخروج من المأزق. *الكاتب "هارون بريهوف" مُحقق فى جرائم النّصب والإحتيال لدى واحدة من أكبر أربعة شركات مُحاسبة فى الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وخبير لغة الجسد قام بمناقشة أساليب وطرق الكذب فى كتابه الجديد "موهبة لغة الجسد" فى العام 2011. *يُشدّد "بريهوف" على أهميّة الإهتمام بلغة الجسد من العاملين فى مختلف المهن لضمان إزدهارهم وتقدّمهم فى مجالهم المهنى ،مِمّن يستفيدون بصورة مباشرة بعلم "لغة الجسد" السياسيين ،نجوم السّينما والفنّ والغناء، رجال التسويق والمبيعات ، رجال الشرطة والتحرّيات وكشف الجرائم الجنائيّة ، وحتّى المسئولين عن الأمن القومى لكشف المخرّبين والعملاء والخونة.
*"بيل كلينتون.....الأكثر صدقًا" "بريهوف" يذكر أنّ من أفضل الأشخاص الذين عرفهم طوال حياته مِمّن يتمتّعون بالسيطرة والتحكم فى لغة جسدهم بصورة "السّهل المُمتنع" هو الرئيس الأميريكى السّابق "بيل كلينتون" ، هذا الرجل - كلينتون- يتمتّع بقدرة فائقة على توطيد العلاقة وإذابة الحواجز مع أى شخص يقابله لأول مرّة بمجرّد التلاقى البصرى ،المصافحة باليد وتبادل عبارات التحيّة. *عندما يُصافحك لأول مرة سيُمسك بيدك لبرهة أطول "نسبيّاً" ويُعلّق عينيْه عليك لفترة زمنيّة أطول "نسبيّاً" ليوصل لك رسالة تفهمك أنّه ودود ودافئ ويهتم بك كثيراً، "كلينتون" سيقف بزاوية موازية لك وليس مواجهاً لك كرسالة مفادها أنّه لايُمثّل تهديداً لك ، كما أنّه بعيد عن دائرة نفوذك الخصوصيّة لن يخترقها بأى صورة أو شكل ، كلينتون مُدهش فى تواصله مع الآخرين. * لكن قدرات كلينتون طبيعيّة لم يقم بالتدريب عليها ولكنّها "موهبة" بمعنى أنّ للرجل قدرات تواصليّة مُدهشة تمكّنه من الولوج لأكثر الشعوب إبتعاداً عن ثقافته ، لكن بقيّة السياسيين مِمّن يفتقرون لتلك الموهبة ويُصرّون على إقحام أنفسهم لساحة السّياسة لحصد المكاسب والتحكّم فى البلاد والعباد فإنهم يعرفون أنّه لامفرّ من أخذ "كورس مُكثّف" فى تعلّم لغة الجسد ، بعد أن عرفو أن الكلام لايتعدّى 7% من التواصل و93% هو تواصل جسدى غير لفظى فإنّه لامفر من تلك الدّراسة (55% تواصل عن طريق حركات لغة الجسد ------38% تواصل عن طريق نبرة الصوت،سرعة الكلام،الإيقاع، السكوت وإعادة الكلام -------7% عن طريق إستعمال العبارات و الكلام نفسه).
*من أكثر الأخطاء الشّائعة التى يقع فيها السياسيين هى أن يقول السياسى خطاباً ما - مثلاً عن أطفال الشوارع- ثم يقوم بعدها بلمس قلبه بكف يده كعلامة على عطفه عليهم ،مع أنّ الطبيعى أن يقوم بلمس قلبه أثناء سرده للطفولة المشرّدة وليس بعدها ،الإبتذال والكذب واضح ومفضوح بشكل غير مُسبق. *قد يقوم السياسى الكاذب بنطق عباراته بكل قوّة وثقة ، لكنّه سيقوم بلمس وجهه بأصابعه ،العبث بشعر رأسه ،العبث بأصابعه بعضها بعضاً ،حتى غير الواثقين من أنفسهم لن يقومو بتلك الحركات بنفس معدّل هذا السياسى الكاذب ،الأكثر صدقاً سيكون منتصب القامة مربّع الكتفين لايتلجلج أو يتلعثم فى نطقه لعباراته أو يخرج عن سرد فكرته لأفكار فرعيّة لالزوم لها.
*"إبحث معى عن التعبيرات الميكروسكوبيّة الفرعيّة" *إنّها تلك التعبيرات الفرعيّة التى تحدث فى جزء من الثانية والتى تكشف عن شعور لدى الشخص لايُمكنه إخفاؤه لجزء من الثانية ،هذه المشاعر عادةً هى سبعة لايُمكن تحت أىّ ظرف التحكّم فيها فهى تخرج عن نطاق السيطرة لجزء من الثانية قبل أن يبدأ الشخص فى تدارك الأمر والبدء فى تغطية نفسه ،هذه المشاعر هى (الغضب – الإشمئزاز – السّعادة – الحزن – المفاجأة – الخوف – الإحتقار ). *صورة منتشرة للمعزول أثناء تأديته للصلاة ينظر فى جهة ليست مكان السجود ،تمّ إلتقاط الصّورة والتركيز على عينيْه لتكشف أنّ الرجل أبعد مايكون عن الخشوع أو التركيز فى صلاته ،ربّما قام بعدها بإخفاء تلك النظرة بتغطية وجهه وكأنه يقوم بالدعاء .
*المحقق السابق لدى المباحث الفديراليّة "جو نافارو" يؤكّد أن وجه الإنسان لايكشف إلا 10% مِمّا يفكر فيه الشخص فعلا، إن لم تتمكّن من القبض على تلك التعبيرة الميكروسكوبيّة فبإمكانك البدء بملاحظة يدىْ الشخص ماذا تلمس وكم مرّة تلمس هذا الجزء المُعيّن من الجسد ، هل هو متوتّر، سعيد حزين أو خائف ؟ كلها إجابات تكشفها حركة اليديْن ،فالطفل الصغير يقوم باستعمال ذراعية والتلويح بهما لجذب الإنتباه لنفسه.
*قام المعزول بحكّ "---" الذكرى فى وجود رئيسة وزراء أستراليا ،الكثير ذكرو أن تلك حركة فجّة لايقوم بها إلا الأشخاص غير المُتحضّرين لإبراز رغبهم فى التواصل الجنسى مع الإناث - تماماً مثل لغة الجسد لدى القرود- لكن، إن سلّمنا جدلاً بمصادفة لحدوث تلك الحركة فلا يُمكننا التهرّب من مصوّر الكاميرا الذى تمكّن من القبض على هذا "التعبير الميكروسكوبى" من خلال تصويره لنظرة مختلسة للمعزول يسرق فيها نظرة سريعة على سَاقىْ الضيفة الأستراليّة المكشوفتيْن ل"أخذ فكرة عن الوضع وتقييم الموقف".
**"مارك جيفريز للإستشارت الفنيّة" بإمكانه مساعدتك على الهروب من ملاحظات جالبى المتاعب من أمثالى: 1-عليك أن تكون مرتاحاً قبل وأثناء إلقاء خطابك أمام الجماهير. 2-الإستعانة ببعض فنّانى السينما مفيد لتعليمك الكذب فالتمثيل ماهو إلا سرد لأحداث غير حقيقيّة بكل ثقة وثبات. 3-هل وَاجِهَتَكْ وصُورَتَكْ أمام الجماهير هى كل شيئ؟ 4-عليك أن تشعر بالكذبة ، تعيش بداخلها ،تحلم بها ، تراها بوضوح وكأنّها حقيقة ،ثم تبدأ بسردها على النّاس ."عيش الكذبة وصدّقها". 5-التدريب على النجاح فى إختبارات جهاز كشف الكذب مفيد لتقوية ثباتك الإنفعالى عند مواجهتك بسؤال محرج من أحد الصحفيين. "للحديث بقيّة" .