يتعرض الرئيس الروسى المنتخب فلاديمير بوتين لاختبار قوى بعد ساعات من إعلان انتخابه لفترة رئاسية ثالثة، بعد خروج المئات من المتظاهرين المطالبين بالتغيير إلى الشوارع مشككين فى شرعية فوزه بالانتخابات الرئاسية التى جرت يوم الأحد الماضى. واتهم زعماء المعارضة الروسية بوتين، الذى ما زال يشغل منصب رئيس الوزراء، بتغيير تكتيكاته وشن حملة على نشطائها بعد أن احتجزت الشرطة أكثر من 500 متظاهر من بينهم عدد من زعماء المعارضة حضروا أول من أمس (الإثنين) تجمعات غير مصرح بها فى موسكو وسان بطرسبرج، أو رفضوا الانصراف بعد تجمع حاصل على تصريح من السلطات. وفى محاولة لامتصاص غضب المعارضة التى تتهم بوتين بتزوير الانتخابات التى فاز بها بنسبة 63.7%، سارعت السلطات بعد ذلك بالإفراج عن كثير من المحتجزين من بينهم أليكسى نافالين وهو مدون يحارب الفساد، وأصبح من قادة الحركة الاحتجاجية لكن البعض يواجه أحكاما بالسجن لمدد قصيرة. وبعد 3 أشهر من الاحتجاجات التى مرت بسلام، يبعث تدخل الشرطة برسالة واضحة مفادها أن صبر بوتين، الملقب ب«قيصر روسيا الجديد» على المعارضة بدأ ينفد، وأنه سيشن حملة على المحتجين إذا تجاوزوا الحد. لكن ضبط النفس الذى تصرف به معظم أفراد الشرطة حتى وهم يضعون عشرات المحتجين فى حافلات يظهر أن بوتين حريص على أن لا يعطى لمنتقديه فرصة لاتهامه بالديكتاتورية واستعداده لقمع كل من يتحدى سلطته. وقال شهود إنه على الرغم من إصابة بعض المحتجين، فإن ضباط الشرطة بدوا حريصين على تجنب إيقاع خسائر فى الاحتجاج الرئيسى الذى وقع فى ميدان بوشكين بموسكو الذى شهد كثيرا من الاحتجاجات خلال الحقبة السوفيتية. غير أن صحفيين آخرين شاهدوا الشرطة تلجأ إلى تكتيكات أشد مع مجموعة حاولت أن تنظم احتجاجا فى ميدان لوبيانكا الواقع أمام مقر جهاز الأمن الاتحادى خلف جهاز «كيه جى بى» السوفيتى. وقال الملياردير ميخائيل بروخوروف الذى خسر انتخابات الرئاسة أمام بوتين وحصل على نحو 8% فقط من الأصوات «كان من الممكن تفادى استخدام القوة واحتجاز سياسيين معارضين.. لقد كان تجمعا سلميا. أنا غاضب من استخدام القوة ضد أناس جاؤوا ليعبروا عن رأيهم". ويرجح مراقبون أن بوتين سيسمح ببعض الاحتجاجات المعزولة تحدث فى مكان وزمان متفق عليه مع السلطات كصمام أمان لحالة الإحباط من هيمنة بوتين على السلطة طوال 12 عاما التى تسود فى الأغلب بين متظاهرين من المدن. وفى الوقت الذى تصف السلطات الروسية الانتخابات بأنها نزيهة وديمقراطية، فإن ممثلى بعض المرشحين ومعارضين ومنظمات مراقبة الانتخابات مثل جمعية «جولوس» ورابطة الناخبين وكذلك وسائل إعلام مستقلة يتحدثون جميعا عن عمليات تزوير، وقدّر موقع إلكترونى أنشئ خصيصا لإحصاء التجاوزات، الإثنين بنحو 6 آلاف حالة انتهاك لقانون الانتخاب، وخصوصا عبر «نقل عدد كبير من الناخبين".