ساعات قليلة على اليوم الأهم فى تاريخ مصر يوم 30/6/2013 وهو يوم من صنيعة شباب مصر وليس أحد غيرهم، شباب خاف على بلده وحزن على ضياع أرواح زملائه دون أن تأخذ بلدهم حقهم ولقد انتظر هؤلاء الشباب كثيراً وطويلاً وساروا خلف الإخوان أولاً اعتقاداً منهم أنهم لن يضيعوا حق إخوانهم الشباب الذين كانوا السبب الأول فى وصول مرسى وأعوانه إلى كرسى الحكم فكانت صدمتهم كبيرة عندما اكتشفوا أن العكس هو الصحيح وأن كثيراً من زملائهم ذهبوا ضحايا جدداً لكرسى السلطة فذهبوا إلى المعارضة بكل أنواعها وطوائفها وساروا خلفها أملاً فى أن يتوحدوا بحثاً عن الحرية التى مات زملاؤهم من أجلها ولكن خاب أملهم فالمعارضة نفسها لا تعرف ماذا ستفعل غير المؤتمرات والبيانات والظهور فى الفضائيات فعزموا أمرهم وتوكلوا على الله وقرروا أن يكونوا هم الفاعلين مهما كلفهم هذا من تضحيات فتمردوا على الجميع وقرروا أن يكونوا قادة ومخططين وأن يديروا هم الأمر اعتماداً على أنفسهم دون الحاجة لأحد فكانت المفاجأة أن الشعب المصرى كله دون استثناء سار خلفهم وكأنه كان ينتظر فقط إشارة البدء فنجحوا فى اللحظة الأولى وصاروا أسطورة سيتحدث العالم عنهم حتى ولو لم يستطيعوا تغيير نظام الحكم لأنهم سيواجهون بالمدافع والخناجر وكل أنواع العنف ولكنهم بالتأكيد نجحوا فى إثبات أن الشعب المصرى صاحى وجاهز وأنه لن يسمح أبداً لفصيل واحد أن يحكمه ورغم خوفى الشخصى من أن الخلاص لن يكون بالسهولة التى يتوقعها البعض خصوصاً أن الأمريكان وبعضاً من الخارجين سيكونون يداً واحدة للإبقاء على النظام الحالى إلا أن النصر قادم لا محالة لهؤلاء الشباب الذين علمونا الدرس للمرة الثانية وأكدوا للجميع أن صوت الشباب لا يمكن لأحد أن يسكته وأن مصر لا يمكن أن تخضع لتدخل خارجى فأهلاً بانتصار الشباب وأرجو منهم أن يصبروا لأن النصر مع الصبر. ■■■
إذا كان هناك من يستحق التحية والتقدير فى هذه الأيام فلا أجد أفضل من الإعلام الذى وقف بقوة وعنف أمام كل محاولات التخويف والترهيب له من خلال الحملات والمظاهرات وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى ومحاولات الاعتداء عليه إلا أن معظم الإعلاميين الشرفاء كانت لهم الكلمة وصمموا أن يكونوا خير معين لهؤلاء الشباب فنجحوا فى حشد الناس وخلق رأى عام قوى مساند لثورة الشباب لذلك اسمحوا لى أن أحيّ الجميع وأشكرهم لأنهم جميعاً وضعوا أرواحهم فوق أكفهم ولم يخشوا التهديدات المستمرة ليل نهار سواء بالحبس أو الضرب أو حتى القتل وهى التهديدات التى وصلتنا جميعاً، ولكن إعلاميين مثل إبراهيم عيسى وعمرو أديب ولميس الحديدى وخيرى رمضان ويوسف الحسينى ويسرى فودة وغيرهم ماجد وأمانى الخياط وإيمان عز الدين وتوفيق عكاشة ومجدى الجلاد وأسامة كمال وأحمد موسى ورانيا بدوى ومحمد الغيطى وجابر القرموطى ورولا خرسا وحمدى رزق وعزة مصطفى وعادل حمودة وياسر رزق وتامر أمين وجمال الغيطانى وعبدالحليم قنديل وجمال فهمى وخالد أبوبكر وباسم يوسف وضياء رشوان ومحمد شردى ومحمد ناصر وحياة الدرديرى وعماد أديب ودينا عبدالرحمن وخالد تليمة وجيهان منصور ومنى الشاذلى ووائل الإبراشى وأحمد المسلمانى وريهام السهلى وريهام سعيد ومحمود سعد وخالد صلاح وحسين عبدالغنى ومصطفى بكري و محمد حسن البنا عبدالله السناوى وغيرهم كثيرون ممن لم تسعفنى الذاكرة على ذكرهم يستحقون أن يكرموا ويشكروا من قبل الشعب المصرى على كل ما قدموه منذ 25 يناير حتى الآن لكل ما فعلوه وقدموه من إعلام هادف وقضايا حقيقية وتغطية محترمة أعادت للإعلام المصرى ريادته الحقيقية والتى كانت مفقودة منذ زمن، هؤلاء كانوا صوتاً حقيقياً للشارع المصرى فنجحوا بامتياز فى أن يكونوا نبض الشارع المصرى فى كل مكان فهنيئاً لهم ولزملائهم الشرفاء ومبروك عليهم حتى ولو لم ينجح 30/6 فى الخلاص فيكفيهم أنهم تخلصوا من الحواجز والسلاسل وأصبحوا بالفعل إعلاميين أحراراً.