مدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ليوم ثالث رحلاته المكوكية بين القادة الاسرائيليين والفلسطينيين، مثيرا بذلك تكهنات بشأن تقدم في احياء مفاوضات السلام المتوقفة منذ حوالى ثلاث سنوات. وكان كيري استقل مروحية من القدس الى عمان للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا في غضون 24 ساعة، قبل ان يعود ليتابع محادثاته مع القادة الاسرائيليين. وردا على سؤال لصحافي حول تقدم، قال كيري في مستهل اجتماعه مع عباس امس «نبذل كل جهد».
وفي مؤشر الى تقدم محتمل، الغى كيري زيارته التي كانت مقررة امس لابوظبي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان كيري «اتصل بوزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان ليقدم له اعتذاره ويأمل في العودة لزيارة البلد في مستقبل قريب». وأوضحت المتحدثة الأميركية ان وزير الخارجية الغى زيارته لابوظبي لأن «الاجتماعات حول عملية السلام ما زالت مستمرة».
وهي تعليقات نادرة حول مهمة كيري بعدما اكد المسؤولون الاميركيون انهم ينوون التزام الصمت حول كل المناقشات التي تجري في الجلسات المغلقة في اطار ديبلوماسية مرنة.
وبدا ان كيري سيدلي بتصريحات قبل مغادرته المنطقة، لكن الاذاعة العامة الاسرائيلية قالت ان فشله في عقد مؤتمر صحافي كان يتم الترتيب له في عمان يشير الى استمرار العقبات التي تعيق طريق المفاوضات.
وكان مساعدو كيري قللوا من اهمية التوقعات بحدوث اختراق وشيك، واكدوا انهم يأملون في تحقيق تقدم تدريجي قبل الوصول الى مفاوضات جوهرية بين اسرائيل والفلسطينيين.
وهذه هي الزيارة الخامسة لكيري الى المنطقة في خمسة اشهر. في غضون ذلك، اكد مسؤول اسرائيلي ما أوردته صحيفة «الدستور» الأردنية امس عن اعتزام وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاعلان عن عقد قمة رباعية أردنية أميركية فلسطينية إسرائيلية في عمان تكون منطلقا لمفاوضات ثنائية فلسطينية إسرائيلية.
وقال المسؤول، الذي لم يذكر اسمه «من المرجح عقد قمة رباعية ربما قريبا هذا الاسبوع» بحسب صحيفة «هاآرتس » الاسرائيلية.
في غضون ذلك، دعت فصائل فلسطينية الرئيس محمود عباس إلى عدم الرهان على واشنطن لإعادة الحق الفلسطيني. وحذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين امس من أن جولات كيري باتت وسيلة للتغطية على سياسات ومخططات دولة الاحتلال الماضية في تنفيذ المشروع الصهيوني على الأرض وتقطيع أوصال الأرض والشعب وتقويض حقوقه الوطنية في تقرير المصير.
وطالبت الجبهة في بيان لها الرئيس عباس بالكف عن «مواصلة التعلق بأوهام إقناع الإدارة الأميركية بتغيير موقفها الداعم للاحتلال ونفي حقوق الشعب الفلسطيني المكفولة بقرارات الأممالمتحدة».
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن أميركا لا تملك مبادرة حقيقية لإعادة الحق الفلسطيني ولا تستطيع أن تمارس أي ضغط على إسرائيل لإجبارها على تغيير مواقفها المتطرفة تجاه الفلسطينيين.
ودعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، الشيخ نافذ عزام السلطة الفلسطينية إلى الصمود في وجه الضغوط الأميركية والإسرائيلية وعدم العودة للمفاوضات، وواصفا الوعود التي قدمها كيري سواء بإطلاق سراح أسرى أو تسهيلات اقتصادية ب«السراب»، فيما طالبت حركة حماس عباس بوقف المفاوضات التي وصفتها بالعبثية مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن «كيري لا يملك أي مشروع حقيقي».