وكالات عقدت بالديوان الأميري القطري قبل ظهر أمس جلسة مباحثات رسمية بين دولة قطر برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، والجمهورية الفرنسية برئاسة فخامة الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية. حضر الجلسة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين. كما حضر الجلسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعدد من أصحاب السعادة الوزراء. وحضرها من الجانب الفرنسي أصحاب السعادة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامة الرئيس هولاند. وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها، إضافة إلى تناول عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية الراهنة، لاسيَّما مستجدات الأوضاع على الساحة السورية. وقد شهد سمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس الفرنسي التوقيع على اتفاقية بشأن التعاون الدبلوماسي بين حكومة دولة قطر وحكومة الجمهورية الفرنسية، واتفاقية إنشاء صندوق استثماري بين قطر القابضة وصندوق الودائع والأمانات الفرنسي. وأكد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، أن زيارة فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الحالية إلى دولة قطر تعكس عمق العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين. ورحب سموه في تصريحات صحافية عقب المباحثات بفخامة الرئيس هولاند، معربا عن سعادته بهذه الزيارة التي تمثل خير دليل على حرص البلدين الصديقين على تطوير العلاقات المشتركة بينهما. وأضاف سموه أنه تناول مع فخامة الرئيس الفرنسي خلال المباحثات كيفية تعزيز وتطوير العلاقة القائمة بين البلدين، موضحا أنه تابع لقاء فخامته مع غرفة تجارة وصناعة قطر، وتكوين لجنتين من رجال الأعمال في البلدين، متمنيا لهم التوفيق في المستقبل وفي إقامة مشاريع مشتركة سواء كانت في قطر أو في فرنسا. وقال سموه «لقد تطرقنا إلى أهم موضوع يشغل البلدين، والذي انعقد بشأنه مؤتمر خاص بالدوحة، وهو القضية السورية، ونحن نشعر بالأسى لما يتعرض له الشعب السوري في ظل صمت عالمي»، آملا بعد مؤتمر الدوحة أن تتم مساعدة الشعب السوري للدفاع عن نفسه، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية له. وأشار سموه إلى أنه تطرق كذلك إلى مساعدة فرنسا لقطر في مشاريع كأس العالم 2022، والاستفادة من خبرتها الهندسية، خاصة أنها مقبلة على تنظيم بطولة أوروبا 2016، كما أن لها خبرة سابقة في تنظيم كأس العالم، من حيث تبادل الخبرة الهندسية والاستفادة من التجربة الفرنسية. من ناحيته، أعرب فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن بالغ سعادته بزيارة دولة قطر وبالاستقبال الذي خصه به حضره صاحب السمو أمير البلاد المفدى خلال هذه الزيارة. وأكد فخامته حرص الجمهورية الفرنسية على تطوير العلاقة بينها وبين دولة قطر لأسباب تاريخية وسياسية وثقافية.. مشيراً إلى وجود مشاريع عديدة تجمع بين البلدين وتقرب بينهما، مستشهدا في ذلك بالعلاقة التي تتعمق باستمرار بين رجال الأعمال في البلدين، حيث تعطي الشركات الفرنسية أفضل ما لديها. ورحب فخامته بالاستثمارات القطرية في فرنسا، التي من شأنها توفير فرص عمل في بلاده. وقال فخامته «إنه فضلا عن الأنشطة الاقتصادية، فقد تطرقت المباحثات مع سمو الأمير إلى الأوضاع السياسية في المنطقة، وفي هذا السياق فإن البلدين توصلا إلى نهج مشترك حيال ما يجري في سوريا، ليس من قبيل التنديد بالمأساة هناك، بل من أجل إيجاد حل للأزمة، ومساعدة المعارضة السورية للدفاع عن نفسها، وكسب المواقع ميدانيا». وشدد فخامة الرئيس هولاند على أن كلا من قطر وفرنسا يريدان حلا سياسيا للأزمة السورية، وقال إنهما يعملان على ذلك. ونوه إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلى مسألة تقديم الدعم إلى دول الربيع العربي مثل مصر وتونس، وقال «إننا ندرك أهمية ذلك، ونعمل يدا بيد مع قطر لدعم جهود التنمية والديمقراطية في هذه الدول». ومضى إلى القول إن المباحثات تناولت كذلك التعاون الثقافي والإنساني بين قطر وفرنسا، مشيراً في هذا الصدد إلى افتتاحه مبنى المدرسة الفرنسية القطرية بالدوحة (فولتير). وبين فخامته أن فرنسا تريد مساعدة قطر التي أصبحت عضوا في «منظمة الفرانكفونية»، معتبرا أن تنظيم كأس العالم 2022 بقطر حدث عالمي عظيم سيشاهده مليارات الناس حول العالم. واختتم الرئيس الفرنسي تصريحاته بالقول «إن نتائج هذه المباحثات تؤكد مغزى زيارته لقطر»، متمنيا للبلدين التقدم والمضي خطوات جديدة إلى الأمام في علاقاتهما الممتازة المستندة إلى الثقة والاحترام والشفافية. وقد أقام سمو أمير البلاد المفدى مأدبة غداء تكريما لفخامة الرئيس الفرنسي والوفد الرسمي المرافق. وأقيمت لفخامة الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى الديوان الأميري مراسم استقبال رسمي.