رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن القادة الاسرائيلين وليس نظرائهم في واشنطن هم من ساهموا في تصعيد احتمالات توجيه ضربة للمنشآت الايرانيية النووية منذ نوفمبر الماضي، لافتة الى أنه قد يصح القول بأن رفع سقف التوقعات في هذا الصدد ساهم بشكل كبير في تشديد العقوبات المفروضة على طهران غير أن ذلك كان له ثمنا. ولفتت إلى أن المخاوف التي تعتري بعض الاسرائيليين تجاه طهران مشوبة بقلق بالغ وذلك نتيجة إدراكهم بأن الجبهة الامامية لبلادهم باتت تتآكل حيث يرون أمامهم معالم غير واضحة وحلفاء لا يفعلون سوى القليل وبعد فوات الاوان فضلا عن حالة التشكك والتردد، فيما تنظر كل من الولاياتالمتحدة وأوروبا الى إسرائيل بوصفها "حكومة تسعى الى تصعيد المواقف ومن ثم إغراق منطقة الشرق الاوسط برمتها في حرب بينما الحل الدبلوماسي لايزال ممكنا." ومضت الصحيفة قائلة أن تلك الهوة في الرؤى تخلق أزمة نوعا ما بين تل أبيب وحلفائها،إذ يرى القادة الاسرائيليون أن الرؤى الغربية تلحق أضرارا بمصداقية الخيار العسكري المطروح لذلك سيسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارة الى البيت الاببض اليوم الى إقناع واشنطن بان طهران تعكف فعليا على تطوير أسلحة نووية تهدد وجود بلاده وأن الخيار العسكري الافضل وأنه يريد من الجانب الامريكي أن يقوم بضرب المنشآت النووية أوإعطائه الضوء الاخضر للقيام بذلك. من ناحية أخرى،تعد الفجوة بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على ذات الاتساع و جحم الفجوة بشأن إيران فنتنياهو من جانبه،يعارض اتفاقات أوسلو الرامية الى انهاء الصراع الفلسطني –الاسرائيلي وتأسيس حكم ذات للفلسطنيين ،بينما لايزال الرئيس أوباما متمسكا بالتزامه حيال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب نظيرتها الاسرائيلية. وفي ختام تعليقها،لفتت الصحيفة الى أنه على الرغم من أن الزعيمين الامريكي باراك أوباما والاسرائيلي بنيامين نتنياهو لطالما نشبت بينهما صدمات تتعلق بالقضية الفلسطينية غير أن الرئيس الامريكي على الارجح سيتعمد عدم التطرق الى هذا القضية من الان وحتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الامريكية بل وسيسعى على رسم صورة بأن كلا من بلاده وإسرائيل سيبقيان "الحلفاء الاقرب لبعضهما البعض".