أعلن رئيس الوزارء الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تعتقد أن إيران تسعى لامتلاك الاسلحة النووية، وليس هناك ما يشير الى مثل هذا السعي. وفي الوقت نفسه قال بوتين في مقابلة مع الصحفي الأمريكي المخضرم لاري كينغ بثت على قناة "سي-آن-آن" الأمريكية مساء يوم الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول، أن روسيا قلقة من اي خطر حتى لو كان نظريا، فيما يخص قضية الانتشار النووي. وتابع قائلا: "هذا يخص جميع الدول ومنها إيران". وأعاد رئيس الوزارء الروسي الى الاذهان أن إيران بدأت برنامجها النووي منذ 20 سنة وفي الآونة الأخيرة تظهر طهران استعدادا للحوار مع المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد بوتين أن بلاده تدعم سعي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحصول على الإجابة الكاملة عن أسئلتها حول البرنامج النووي الإيراني. وأعرب بوتين عن اعتقاده بانه إذا كشفت إيران برامجها في مجال الطاقة النووية أمام الوكالة الدولية فهذا لن يلحق الضرر بمصالحها، مؤكدا في الوقت نفسه على حق إيران في تطوير برنامجها النووي تحت إشراف المنظمات الدولية المعنية. كما أكد بوتين أن روسيا ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية حدودها ومصالحها. وقال: "أريدك أن تعرف وأن يعرف الشعب الأمريكي: نحن لا نضع صواريخنا قرب أراضيكم. أما أنتم فتخططون لوضع الصواريخ قرب حدودنا. تقولون لنا إنكم تفعلون ذلك لكي تحموا أنفسكم من خطر هجوم نووي إيراني على سبيل المثال.. لكن هذا الخطر لا وجود له في الوقت الحالي. أما ظهور رادارات وصواريخ اعتراضية قرب حدودنا حتى إن حدث ذلك في عام 2015 فسيكون عمل هذه المنظومة ضد قواتنا النووية. لا شك أن هذا الأمر يقلقنا، وسنكون مضطرين للرد على ذلك. المقصود في الأمر اتخاذ إجراءات رد فعل وليس عن خطوات نحن بادرنا إليها". وفي معرض حديثه عن احتمال انطلاق سباق جديد للتسلح، أكد بوتين أن بلاده لا تريد ذلك، مشيراً إلى ضرورة مناقشة الاقتراحات الروسية المتعلقة بالأمن في أوروبا بصورة متكاملة. وقال: "في حال رفض كل اقتراحاتنا، وظهور تهديد إضافي قرب حدودنا يتمثل في مشروع المنطقة الثالثة الاستراتيجية لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ، ستضطر روسيا لضمان أمنها بكل الوسائل المتاحة كإقامة منظومات دفاعية ضد المخاطر الجديدة التي تظهر قرب حدودنا، وكذلك تصنيع أسلحة صاروخية نووية جديدة. ليس هذا خيارنا وهذا ما لا نريده، لكننا ببساطة نقول إن هذا هو مستقبلنا إذا لم نتوصل إلى اتفاق حول عمل مشترك. أقول من جديد إننا لا نريد إطلاقا حدوث ذلك". بوتين: العملاء الروس لم يلحقوا الضرر بالأمن القومي الأمريكي كما تطرق فلاديمير بوتين الى اعتقال مجموعة من المواطنين الروس في الولاياتالمتحدة في الصيف الماضي، بتهمة العمالة لصالح الاستخبارات الروسية. وأوضح بوتين أن هؤلاء لم يلحقوا أي ضرر بالأمن القومي الأمريكي بل كانوا ينتمون الى جهاز خاص في الاستخبارات الروسية لا يقوم بنشاط فعال الا في فترات الأزمات في العلاقات بين الدولتين أو إذا تم قطع العلاقات الدبلوماسية. وذكر رئيس الوزارء أن العلاقات الثنائية بين روسياوالولاياتالمتحدة في الوقت الحالي جيدة ومتينة ولذا لا داعي لاستخدام الوسائل الاستثنائية في الوقت الراهن. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت في يونيو/حزيران الماضي عن تفكيك "شبكة تجسس روسية" واعتقال 10 من أعضائها. واعترفت روسيا بان المعتقلين مواطنون روس وأقدمت على عقد صفقة تاريخية لتبادل العملاء مع واشنطن، حيث تم تسليم 4 اشخاص اتهموا في روسيا بالعمالة لصالح الاستخبارات الأمريكية والبريطانية الى الجانب الأمريكي، مقابل الإفراج عن المواطنين الروس ال10.