نعرف من أقدم العصور ان القوة العربية في الوحدة الوطنية العربية ,ومع ذلك اتفقنا علي ألا نتفق علي شيء ,فأصبحت كل دولة تقسم في نفسها بدلا من ان تتحد مع غيرها ,والغريب في ذلك اننا جميعا نعلم ان مخطط تقسييم البلاد مخطط خارجي يستهدف بلادنا ويسعي إلى تدميرها ومع ذلك نسعي في تحقيقه بخطي ثابتة نحو مستقبل عربي متفتت الملامح . وبالرغم من ذلك لم نسعي إلى تقسييم اراضينا فقط ,ولكننا تجاهلنا الدول العربية التي تنزف دما كل يوم والدول الأسلامية التي تشهد ان "لا اله إلا الله" , ومن خلال التجاهل لهذه المواقف جعلنا رئيسة الوزراء الأسرائيلية "جولدا مائير" تقول انهم عندما حرقوا "المسجدالأقصي" ظنوا اننا سوف نأتي لهم افواجا ولكن عندما مر الليل وسطعت الشمس ولم يحدث شيء ادركت اننا أمام "أمة نائمة". وان تكلمنا عن "فلسطين" لا نحتاج ان نؤكد انها دولة عربية .. فهي عربية حتى الانتداب البريطاني ومن ثم الوعد الذي أطلقه الوزير البريطاني آرثر جيمس بلفور للحركة الصهيونية وقضى بأن تسهل بريطانيا عملية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وقد ترافق هذا مع جهود بعض المفكرين اليهود في أوروبا الذين كانوا ينتمون إلى الحركة الصهيونية التي أسسها تيودور هرتسل عام 1897م. بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين -و خصوصًا القدس، حيث وصلت إلى أكثر من 34 ألف مهاجرًا في عام 1925,وقد أقاموا بها مستوطنات زارعية ,بعضها على أراضٍ اشتراها اليهود من الإقطاعيين غير الفلسطينيين أو من عرب فلسطين أو منحها لهم الانتداب البريطاني أو كانت أصلا مسجلة بأسمائهم من قبل. ومع ذلك قبلنا أحتلالها ولم نتحد جميعنا ولو مرة لنصرة اخواننا بها وسمحنا لليهود ان يستولي علي 78%من مساحة فلسطين الكلية وتهجير 85% من السكان الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون فيما و أضحت دولة إسرائيل. ورغم قرارات الأممالمتحدة بعودة الأجئيين الفلسطينيين ,لم تسمح لهم الولاياتالمتحدة بالعودة ,واصبحنا نتعلم دروس الوحدة الوطنية من "اسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية". واما عن دولة "الشيشان" فهي دولة اسلامية وترخيها أكبر دليل جمهورية الشيشان من البلدان الإسلامية التي ضمتها الجمهورية الروسية قسرًا إليها عام 1920م، ورغم شهرتها إلا أن الشيشان ذات مساحة محدودة تبلغ (17.000 كم2)، تقع في منطقة جبال (القوقاز) - التي تمتد بطول 60 ميلاً ما بين البحر الأسود غربًا وبحر قزوين شرقًا - وهي في الجنوب إلى موسكو (بحوالي 1000 ميل)، ويحدها كل من داغستان وجورجيا وجنوب أوسيتا من الجنوب, وداغستان وروسيا شمالا، وأوسيتا الشمالية وأنجوشيا غربًا، ويسكن الشيشانيون شمال القوقاز منذ أمدٍ بعيد، وكانوا يعرفون باسم (يناخ) ، وسماهم الرومان شعوب الكيست. عرف شعب الشيشان الإسلام قبل ألف عام عن طريق التجار العرب، ويغلب على معظمهم النزعة الصوفية؛ فهم شعبٌ مسلم سنّي في معظمه يتبع المذهب الشافعي، كما تتمتع الحركات الصوفية بنفوذ كبير في بلاد القوقاز بصفة عامة.ورغم ذلك لم يتحرك ساكن للعرب وقت كانوا يمتون بالمئات يوميا.
وجاءت اكبر دولة تثبت اننا حقا "أمة نائمة" وهي "بورما": لا يوجد بشر على وجه هذه الأرض، سحق كما سحق المسلمون في بورما، ولا دينا أهين كما أهين الإسلام في بورما؛ عشرة ملايين من المسلمين في بورما -ميانمار حاليا- من إجمالي خمسين مليونا تعداد سكان بورما. عيش المسلمون جحيما حقيقيا، حيث تتعامل الطغمة العسكرية الحاكمة معهم وكأنهم وباء لا بد من استئصاله من كل بورما، فما من قرية يتم القضاء على المسلمين فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين، قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا العديد منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأدا للفضيحة. ومن استعصى عليهم قتله ولم يتمكن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطء وبكل سادية، تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماما، فلا الهيئات الدولية ولا الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالاقتراب من هذه التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش البورمي ؛ كبارا وصغارا، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون مقابل، أما المسلمات فهن مشاعا للجيش البورمي؛ حيث يتعرضن للاغتصاب في أبشع صوره، امرأة مسلمة ظل الجيش يغتصبها لمدة سبع سنوات وأنجبت ستة أطفال لا تعرف أبا لهم، بعد أن قتل الجيش زوجها؛ لأن شوال أرز سقط من على ظهره، وامرأة مسلمة حامل ذهبت لمركز للطعام تابع للأمم المتحدة، فعاقبها الجيش باغتصابها حتى أسقطت حملها في مكان الجريمة .. ومليار مسلم يتفرج. القتل والتهجير للمسلمين في بورما كل دول العالم المتحضرة استحقرت حكام بورما العسكريين، وشددت عليهم العقوبات تلو العقوبات عليهم، حتى الحكومة الأمريكية، نزولا على مطالب الشعب الأمريكي وجمعيات حقوق الإنسان الدولية، قامت بتشديد الحصار على الحكومة البورمية، وأصدرت قرارا بمقاطعة حتى الشركات التي تتعامل مع الحكومة البورمية، ومنع أي من قادة بورما وأسرهم ومن يتعاون معهم من دخول أمريكيا، في حين توجد أنظمة عربية تساعد ثلة الإجرام في بورما على الخروج من أزمتها بسبب الحصار المفروض عليها، وعندما حدثت المظاهرات في بورما في أيلول من العام الماضي، لم يجد زعيم بورما العسكري تان شوي، بلدا يهرب أسرته إليها ، سوى دبي ،وتحديدا برج العرب. ووسط كل هذه الأعتدائات لم يتحرك ساكن للعرب ,بل بالعكس نخون في بعضنا للمصلحة الشخصية,فمتي ستفوقون من نومكم, متي يأتي اليوم الذي نتحد فيه من أجل هذه الأمة العربية ,الا تخجلون ان تكونوا مسلمين ويفعل هذا بأخوانكم ألا تخجلون ان تكون الدول العربية هي التي تسقط بعضها ,ألا تخجلون ان تقول "جولدا مائير" اننا دولة "نائمة" فمتي سنلبي النداء لننقذ بقايا الوحدة العربية.