قال عضو مجلس الشعب النائب "أبو العز الحريري"أنه وغيره من معارضي المجلس العسكري لم يكن لديهم مانع من أن تطول الفترة الانتقالية إلى عامين لكن ذلك كان مشروطا بأن يكمل المجلس العسكري إدارته للبلاد بروح الثورة كما بدأها بأداء التحية العسكرية لها مبديا تعجبه من تحول المجلس العسكري إلى العمل علانية بكل قوة على إعادة نظام مبارك وإحيائه مرة أخرى مشيرا إلى أنه حتى ولو بالمنطق النفعي كان لابد لهم من تأييد الثورة والعمل من أجل صالح البلاد إلا أن ذلك لم يحدث فيما وصف "الحريرى" المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأنه قد تحول إلى المجلس الأعلى لقيادة الثورة المضادة مشيرا غلى أنه قد بدأ ولايته في أيام الثورة الأولى بتأدية أحد أفراده التحية العسكرية لأرواح الشهداء الذين قاموا بها ولكنه مع الوقت تحول إلى محاولة الحفاظ على بقاء نظام مبارك ..وفيما اعترض أحد حضور الندوة المنعقدة بالنادي السوري والتي نظمها روتاري المدينة على هجوم الحريري على المجلس العسكري قام الأخير بالرد عليه قائلا: يا أستاذ مفيش حد ممكن يقنعني إن فيه شيخ منصر – في إشارة للرئيس المخلوع حسني مبارك- ممكن يجيب حواليه أولياء الله الصالحين ليعاونوه في عمله ويضعهم في أعلى المناصب وأضاف "مجلس الشعب الذي يسيطر عليه أغلبية إخوانية وسلفية لا يعبر عن الشعب مشيرا إلى أن هناك 50بالمائة من الشعب المصري لم يشارك بانتخابات مجلس الشعب ..وأضاف أن مجلس الشعب يتخذ العديد من المواقف الظلامية والطائفية ذاكرا موقف السلفيين والإخوان من رفض رئاسة سيدة مسيحية طبيبة من أعضاء مجلس الشعب للجنة متابعة أسر الشهداء والمصابين وكذلك رفضهم تولي عدد من النائبات لأي مهمة واصفا ذلك بأنه موقف ظلامي وطائفي وأنه لا يمكن أن يكون معبرا عن موقف أغلبية الشعب المصري". وأرجع الحريري التربص بالثورة ومحاولة إحياء نظام مبارك إلى قيام تحالف بين ثلاث قوى داخلية وثلاث قوى خارجية جميعها تسعى لهدف وحيد هو القضاء على الثورة وإجهاض استكمالها لأهدافها مشيرا إلى الصراع بين هؤلاء وبين الثوار من غالبية الشعب المصري الذي خرج من قمقم العبودية والإذلال كالمارد سوف سيستمر حتى يحكم الثوار ويحققون أهداف ثورتهم بأنفسهم وقال الحريري أن التحالف الذي أشار إليه يتكون من القوى الداخلية الثلاثة: العسكري والإخوان والسلفيين والذي تربطهم بحسب تعبيره ما يشبه الزواج الكاثوليكي الآن لتحقيق مصالح مشتركة هي القضاء على روح الثورة في نفوس المصريين ومحاولة إحياء نظام مبارك لكن بوجوه جديدة.. وأشار الحريري إلى أن هناك تحالف ثلاثي آخر خارجي تهمه إجهاض الثورة في مصر يتكون من الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودول الخليج حيث بات نجاح الثورة المصرية يهدد مصالحها الحيوية مشيرا إلى أن دول الخليج تخشى انتقال الثورة إليها حال نجاحها بمصر وأن ذلك تلاقى مع مصالح إسرائيل وأمريكا اللتين تدركان جيدا انه حال استكمال الثورة فإن ذلك سيحمل معه بدء العد التنازلي لنهاية الصهيونية العالمية ودولة إسرائيل ذات التوجهات العنصرية وحول إلغاء المعونة الأمريكية قال الحريري أن أمريكا تعطينا المعونة وتستردها منا أضعافا مضاعفة مشيرا إلى أن الفارق في أسعار تصدير الغاز المصري لإسرائيل وغيرها من الدول – والذي تصدره مصر بأقل من سعر إنتاجه – يبلغ14مليار دولار وهو ما يوازي أكثر من عشرة أضعاف المعونة الأمريكية مشيرا إلى أن ذلك لا يعني أنه يطالب بمعاداة أمريكا لكنه فقط ينادي أن تكون علاقة مصر بها علاقة صداقة لا تبعية أو عمالة ..وتابع:فكرة المعونة في حد ذاتها تقضي على الإبداع والابتكار وتجعل الناس تركن إلى الاستسهال وهو أمر لا ينطبق على المصريين وقال الحريري إن المجلس العسكري والولاياتالمتحدةالأمريكية قد توافقا على رحيل مبارك مبكرا حتى لا تنضج الثورة المصرية ويعلو سقف مطالبها أكثر فأكثر وحتى يشاع أن الثورة خلاص قد حققت أهدافها وعلى الناس أن تذهب إلى بيوتها .. ولفت الحريري إلى أن الشرعية الحقيقية في مصر ما تزال للميادين ولأصوات المظلومين من الشعب الذي بات صعبا على كائن من كان السيطرة عليها أو الالتفاف على مطالبها