تتعثر مساعي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للاحتفاظ بالسلطة من وراء الكواليس، فحتى الآن لم يعثر على مرشح للانتخابات الرئاسية يمكن أن يكون "دمية" له في كرسي الرئاسة، وحتى اسفنديار رحيم مشائي الذي ظل يفضله أحمدي نجاد ربما لا ينجح في الترشح بسبب "فيتو" مجلس صيانة الدستور. يبدو ان المحاولة التي قام بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للاحتفاظ بالسلطة من وراء الكواليس عندما تنتهي ولايته هذا الصيف، بدأت تتعثر قبل انتخابات الشهر المقبل لاختيار خلفه. وبعد سلسلة من الانتكاسات والتراجعات بينها اجتماع هزيل الحضور في طهران أصبح احمدي نجاد في موقف دفاعي مواجهاً حملة شرسة ضده من الموالين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. ويتعين على الطامحين في الرئاسة حين يتوجه الايرانيون الى صناديق الاقتراع في 14 حزيران/يونيو ان يعلنوا ترشيحاتهم في موعد اقصاه يوم السبت المقبل ولكن احمدي نجاد يجد صعوبة في تقديم مرشح يمثل مصالحه.
ويخوض مدير مكتبه ومرشحه المفضل اسفنديار رحيم مشائي حملة منذ اسابيع لترويج أسمه لكنه حتى الآن لم يعلن ترشيحه رسميا. ويضمر الجناح الموالي للمرشد الأعلى عداء شديدا ضد مشائي حتى انه من المؤكد أن يستبعده مجلس صيانة الدستور الذي يقرر قائمة المرشحين النهائية. ويخضع المجلس لسيطرة خامنئي. وفي محاولة لفرض مرشحه وصديقه على القائمة هدد احمدي نجاد بفضح الفساد على أعلى مستويات النظام وحذر من انه قد يعلن الانتخابات باطلة إذا لم يُسمح لمشائي بخوضها.
الوقت ينفذ أمام أحمدي نجاد ولدى الرئيس الايراني أقل من اسبوع لتنفيذ انذاره ولكن مصادر قريبة من معسكره قالت انه يبحث عن مرشح توافقي ينال رضا خصومه ايضا. ونقلت صحيفة التايمز عن احد هذه المصادر قوله "انهم يدرسون مرشحين بدلاء يكونون أكثر انصياعا للمحافظين وإذا لم يتراجع مجلس صيانة الدستور بشأن رفض ترشيح مشائي فانهم سيوجهون انظارهم نحو ذلك المرشح التوافقي". وما زالت هوية البدلاء المحتملين سرا محفوظا بكتمان شديد. وقال المصدر "ان أي مرشح يعتبر رجل احمدي نجاد لن يجتاز عملية الانتقاء".
وأنفق طاقم احمدي نجاد اموالا طائلة على حملة مشائي ولكن زخم الحملة تباطأ في الأيام الأخيرة. وكان من المتوقع ان يعلن مشائي ترشيحه عندما حجز الرئيس ملعب آزادي في طهران الذي يتسع لمئة الف شخص لعقد اجتماع حاشد قبل اسبوعين. ولكن الفعالية كانت فشلا محرجا للرئيس. ورغم قيام اعوان الرئيس بتحشيد آلاف الموظفين الذين نقلتهم حافلات الى مكان الاجتماع فان المعلب كان أقل من نصف مملوء. واظهرت أشرطة فيديو نُشرت على الانترنت مشاركين يهتفون مستنكرين "اين غداءنا؟" خلال كلمة احمدي نجاد. ولم يكن مشائي حاضرا.
وبعد ولايتين لا يجيز الدستور الايراني للرئيس احمدي نجاد الترشيح لولاية ثالثة. ولكن خصومه على اقتناع بأنه يعتزم تنصيب دمية في موقع الرئاسة ويستعيد الرئاسة في غضون اربعة اعوام. وأكدت مصادر قريبة من طاقم الرئيس ان تهديده بفضح الفساد في اعلى مراكز السلطة تهديد حقيقي وانه أعد عشرات الملفات التي توجه اصابع الاتهام الى ملالي وعدد من افراد عائلة المرشد الأعلى. وقال مصدر ايراني ان هذه الملفات ملفات متفجرة وهي تتناول تلاعبات مالية بمئات ملايين الدولارات.