تحدثت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن الانتقادات الشديدة التي وجهها أمس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للرئيس الإسلامي محمد مرسي واتهامه بالإهمال في مواجهة الاشتباكات التي وقعت الأحد الماضي أمام الكاتدرائية في القاهرة، التي تعد أخطر أزمة طائفية منذ توليه الحكم في يونيو الماضي.
وقد اعتبر البابا تواضروس أن التوترات الطائفية التي تندلع بشكل متنظم في البلاد قد وصلت إلى حد الفوضى. وكانت الاشتباكات قد وقعت يوم الأحد عقب تشييع جنازة أربعة أقباط قُتلوا قبل يومين في منطقة الخصوص.
وطلب الرئيس محمد مرسي من البابا تواضروس إدانة أعمال العنف التي وقعت يوم الأحد وأعلن فتح تحقيق حول هذه الأحداث وأكد أنه يعتبر أي هجوم على الكنيسة هو هجوم على شخصه.
كما أكدت الرئاسة المصرية من جديد في بيان لها أصدرته أمس الثلاثاء أنها تتابع بقلق هذه الأحداث المؤسفة وأمرت ببذل جميع الجهود الممكنة من أجل السيطرة على الوضع وحماية الممتلكات والأشخاص. ويرجع البيان بداية الاشتباكات إلى الأقباط الذين قاموا بتخريب السيارات عقب تشييع الجنازة.
وشددت الصحيفة الفرنسية على أن هذه التصريحات لم تقنع البابا تواضروس الذي أجرت معه قناة "اون تي في" المصرية اتصالًا هاتفياً.
فقد صرح البابا تواضروس أن "الرئيس مرسي وعد ببذل كل ما في وسعه من أجل حماية الكاتدرائية، ولكن ليس هذا ما نراه"، وأن إدارته للأحداث تظهر الإهمال وسوء تقدير للوضع.
وأضاف بطريرك الكرازة المرقسية أن الأمر يتعلق بهجوم سافر على رمز وطني وهي كنيسة مصر، وهجوم خطير لم يسبق له مثيل على مدار ألفي عام من تاريخ المسيحية في مصر.
وأكد البابا تواضروس أنه يتعين على الدولة أن تتخذ موقفًا واضحًا لأن التوترات تجاوزت حدود حرية التعبير عن الرأي ووصلت إلى حد الفوضى.
وأشارت صحيفة "ليبراسيون" إلى أن الاشتباكات بين المسيحيين والمسلمين في مصر تعد دائمة. ومنذ سقوط نظام حسني مبارك في فبراير 2011، أسفرت الاشتباكات الطائفية عن مقتل أكثر من خمسين مسيحياً والعديد من المسلمين. وأدى انتخاب رئيس ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين إلى تفاقم الشعور بعدم الأمان والتهميش لدى الأقباط، حتى وإن وعد مرسي بأن يكون "رئيسًا لجميع المصريين".