ناشط قبطى: تم عرض اللجوء لشيوخ الدعوة السلفية من الرئاسة لإطلاق صراح محتجزين ليبيا محامى المعتقلين: أنصار الشريعة بليبيا تحتجز أكثر من 300 مسيحى بتهمة التبشير
ناشط قبطى: يجب محاكمة الرئيس ووزير خارجيته على تهمة التقصير والإهمال
المحتجزين فى ليبيا: جرمتنا أننا مسحيين نهان فى الداخل والخارج
تركواعائلتهم فى مصر بحثا عن العمل والرزق فى ليبيا، فمعظمهم تعليمه متوسط ويعملوا فى بيع الملابس فى الأسواق، ولكن تم اضطهادهم لكونهم مسحيين بل الاعتداء عليهم واحتجازهم من قبل جماعة أنصار الشريعة بتهمة التبشير للمسيحية ، فقد تم احتجاز أكثر من 300 شخص، ومعظمهم من محافظات المنيا والفيوم وبنى سويف، وتم إطلاق صراح بعضهم منذ يومين، مع استمرار احتجاز الأخرين .
كما تم احتجاز خمس مصرين أقباط من جانب السلطة فى ليبيا، وتعرضوا لتعذيب مما أسفر عن مقتل مواطن مصرى مسيحى "عزت الحكيم "جراء تعذيبه من قبل الجهاز الأمنى الليبى، بتهمة التبشير، والتى أكدت زوجتة ، أنها قامت بتصوير زوجها والجثة تبدو عليها آثار تعذيب واضحة على وجهه وجسده، خشية من تزييف تقرير الطب الشرعي ، مشيرة إلي أن القنصلية المصرية لم تتدخل فى إنهاء أى أوراق خاصة بزوجها.
تهمة التبشير تلك التهمة التى تحولت إلى ذريعة فى يد " جماعة انصار الشريعة فى مدنية بنغازى" لتعقب المسيحيين والقبض عليهم وارتكاب انتهاكات ضدهم تتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان، مع صمت للخارجية المصرية، قبل تفجير القضية ودعوة عدد من الحركات القبطية لمحاصرة السفارة الليبية، بعد تجاهل الخارجية لمطالب الحركات القبطية، والتى أسفرت عن عدة مقابلات مع السفير الليبى بالقاهرة ورئيس ديوان رئيس الجمهورية وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الكنيسة الارثوذكسية وأثارة القضية فى مجلس الشورى، والذى انتج عنه تكوين لجنة تقصى حقائق لبحث الأزمة.
إلا أن موقف الرئاسة مازال صامت عن التدخل من أجل حل الأزمه والإفراج عن المسيحيين المحتجزين، فى الوقت التى تحركت الرئاسة عندما تم القبض علي خلية إخوانية بالأمارات بتهمة قلب نظام الحكم فتحركت كافة أجهزة الدولة برئاسة محمد مرسى، فقد تبلور موقف الرئاسة فى مقابلة طهطاوى ،رئيس ديوان الجمهورية، مع وفد من الحركات القبطية، وعرض عليهم اللجوء لشيوخ الدعوة السلفية لتوسط إلى كتيبة أنصار الشريعة فى ليبيا لإطلاق صراح المحتجزين ، مما يوضح أن كل مشاكلنا فى الداخل والخارج تحل عن طريق الحلول العرفية فى ظل غياب مؤسسات الدولة والقانون. .
فقد تجاهلت مؤسسات الدولة قضية المصرين المحتجرين فى حجرة واحدة لا تزيد عن مترين، ويوجد بها أكثر من 300 شخص ، يعرضوا لتعذيب والإهانة،حيث يتم القبض عليهم من محلات عملهم فى الأسواق ، وذلك بعد الإستفسار عن هويتهم الدينية ويقوموا بأخذ المسحيين وأحتجازهم ، من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة مع أفراد من الشرطة الليبية، ويعرضوا للتعذيب المهين الذى يصل إلى حد أمرهم بالتبول على صور القديسين والكتب الدينية التى كانت بحوزتهم ، وقد عاد بعضهم إلى مصر بعد احتجازهم عدة أيام من التعذيب والإهانات .
كما أكد أرمتيوس المينياوى، عضو مجلس الشبان المسحيين بالمنيا، أن العائدين من ليبيا إلى محافظة المنيا حوالى13 شخص ، وهناك ما زالوا قيد الاحتجاز من محافظات بنى سويف والفيوم، ، بتهمة التبشير، مؤكدا أنها تهمة تصل إلى حد السخافة وترجع للعصور الوسطى وليست فى ظل السماوات المفتوحة ، وأن الأديان السماوية الصحيحة لا تعرف التطرف والعنف.
وقال"عاطف نادى" أحد المسحيين اللذين احتجزوا فى ليبيا، كنت ببيع بضاعتى من ملابس رجالى فى سوق "الجريد" ، وفوجئنا بأفراد من جماعة أنصار الشريعة يرتدوا جلباب برفقة عدد من الشرطة الليبية، يقوموا بالقبض على كل مسيحى، وبيسألوه انت مسيحى ام مسلم ويقوموا بالقبض على المسيحيين وعندما حاول البعض الهرب تابعوهم بالرصاص، وأخذونا فى عربية ، ووضعونا فى غرفة ضيقة جدا، وكان معى فى السجن أكثر من 200 شخص، وقاموا بحلق رءوسنا، وتعذيبنا وأهانتنا وتعريتنا ، وطلبوا مننا الوقوف على رجل واحدة لمدة وضربونا , أمرونا بالتبول على الصور الدينية المسحية.
وأضاف خرج أحد افراد الجماعة, وقال :" أنتم نصارة كفرة لازم نقيم عليكم الحد" , وقاموا يوم الخميس بتجريدنا من ملابسنا وأوقفونا على الزلط على قدم واحد، ووصلنا إلى مرحلة من التعذيب كنا فيها مستعدين للموت ذهبوا بيوتنا وأخذوا الأنجيل والأيقونات التى نصطحبها فى السفر كبركة ليتهمونا بتبشير.
وتابع:" أصحاب الأعمال الليبيين كانوا متعاطفين معنا وقدموا الضمانات التى طلبتها السلطات للإفراج عنا وأعطونا مهملة تتراوح بين 10 ايام واسبوعين للرحيل ، خسارنا معظم بضائعنا وبعناها برخص الثمن بس كويس أننا رجعنا تانى لأهلينا كنا فاقدين الأمل، وقالوا أن اقامتنا غير سليمة رغم انها كما هو موضح بجوازات السفر الاقامة سليمة تماما، وعن تهمة التبشير فقال "لم نفعل شيئا، أحنا فلاحيين، لا نعرف القراءة، هى جرمتنا أننا مسحيين "
وفيما أوضح " إسحاق سمير:"أحد العائدين من احتجاز ليبيا"، أنه وهو ذاهب إلى عمله تم احتجازة أمام بوابة بعد التعرف على كونه مسيحى ، قائلا: بعد ما عرفوا أنى مسيحى خدونى فى سيارة استقبلونى بالإهانات والشتيمة ، ثم عذوبونا بطريقة مهينة فوق أى تخيل، قعدنا ثلاثة أيام مشفتش النوم، مفيش أكل إلا الفتات، وبعدين عرفت أنى طالع وراجع مصر مكنتش مصدق نفسى أنى هرجع تانى لأهلى، مؤكدا وجود عدد كبير من المسحيين المحتجزين فى ليبيا من قبل أنصار الشريعة، وان الخارجية المصرية لم تتدخل فى شىء وقالوا لأصحابنا لما عرفوا أننا مسحيين ملناش دعوة بيهم وكأننا مش مصرين.
وأضاف :المواطن المصرى لا يذكر فى ليبيا، مفيش كرامة للمصرى، فالمسحيين مهدرين كرامتهم فى الداخل، وأهدار حقوقنا فى الداخل هو اللى أهدر حقوقنا فى الخارج ، بقالى 13 سنة ببيع فى السوق ومفيش حد أشتكى منى فى غلطة.
ويتساءل أحد العائدين من ليبيا فين دور الرئاسة والحكومة والسفير المصرى فى ليبيا؟ ليه المصرى بيتهان من غير ثمن؟ المسيحى بيتعامل مواطن درجة عاشرة فى الداخل والخارج.
كما تابع عاطف ذكى ، من دير العذرا فى المنيا، أن اللذين عادوا إلى المنيا بعد أحتجازهم حالتهم كويسة لكن نفستيهم متأثرة ، مؤكدا أن معظم المحتجزين مش متعلمين فكيف يدعوا لتبشير، قائلاً:" أنا كنت شغال فى ليبيا منذ عام 96 فى الملابس الرجالى وكانت المعلمة كويسة ، ولكنى رجعت لمصر بعد الثورة ، أنا كمسيحى مضهط فى بلدى ازاى مش هضهط برة بلدى. ومن جانبه قال "سعيد فايز"، محامى جبهة الشباب القبطى، إن القانون فى بلدان الربيع العربى التى قامت بثورة من أجل العدالة وتطبيق القانون كطريق العدل أنتحر ، مؤكدا أن سارقى الثورات قاموا بتخدير القانون وإقامة دولة القبيلة، مؤكدا أن جريمة التبشير التى وجهت كتهمة للمصرين بتبشير للمسيحية والتى نتج عنها القبض وكان النتيجة القبض على أفراد من قبل السلطات وقيام بعض الجماعات الإسلامية بإحتجاز عدد كبير يصل إلى المئات .
وأوضح أن التبشير فى الدول العربية يعانى بعض العراقيل مثل دولة ليبيا فى المادة 14 من قانون العقوبات الليبى يجرم أى قانون يخالف الشريعة الإسلامية، وأن كل الدول العربية ما عدا السعودية وقعوا على ميثاق الأمم المتحددة لحقوق الإنسان من خلال منح كل الحقوق ومواطنيها ولكن هذا عكس الواقع من عدم وجود حرية حقيقة .
وأضاف أن تعذيب المصرين وحلق شعرهم ، سواء فى ليبيا او مصر ، مؤكدا وجود قانون للإجراءات الجنائية يضع ضمانات لكل متهم يتم التحقيق معه ولكن هذه الضمانات انتهكت بالكامل فى ليبيا ، لم تراعى ضمانات ومواثيق حقوق الانسان.
كما أوضح "أمير عياد"، ناشط قبطى، أنه بعد أختطاف المسحيين من جماعة أنصار الشريعة المسئول عن قتل السفير برس فى السفارة اللبيبة، قدمت عدد من الحركات القبطية طلب للخارجية وكان مصيرة سلة المهملات، ثم تم تقديم طلبات أخرى لسفارة وكانت دون أستجابة، إلى الإعتصام أمام السفارة الليبية الذى كان نتيجة تجاهل النظام ومؤسسات الدولة لحقوق 300 مواطن مصرى تنتهك كرامته.
مؤكدا أن الخارجية المصرية تصريحاتها كارثة فقولهم بأنهم منتظرين قائمة التهم ثم بعث محامى لهم ، وأن السفارة المصرية غير متحكمة فى سفارتها وليس لها سلطة عليها، وتسيطر عليها الجماعات المتشددة يوضح مدى فشل الدولة وتخاذلها فى حماية حقوق الإنسان المصرى، وتأكيد السفير الليبى بأنه ليس لديه سيطرة على دولة بنى غازى وأن الميليشيات الإسلامية هى من تتحكم فيها ، يوضح أننا فى كارثة دولة بلا حقوق فى الداخل والخارج ، ويجب محاكمة الرئيس ووزير خارجيته على تهمة التقصير والإهمال.