أصبح الكثيرون يستخدمون خدمات التخزين السحابي المختلفة و آصبحت تحتل جزء كبير جداً من حياة المستخدمين سواءً كانوا مستخدمي الهواتف المحمولة أو الحاسبات الإلكترونية، و قامت مايكروسوفت بدعم هذه التقنية بشكل كبير مع مجموعة البرامج المكتبية الجديدة “مايكروسوفت أوفيس 2013″. في هذا التقرير يمكننا أن نشاهد التنوع الكبير لخدمة التخزين السحابي، بالإضافة إلى مميزاتها المختلفة.
تنوع كبير لخدمات التخزين السحابي
انتشرت خدمات التخزين السحابي بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأصبحت جزءا من الإستخدام اليومي للكومبيوترات الشخصية والمكتبية والهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية، مع دعم كبير لها في مجموعة البرامج المكتبية الجديدة “مايكروسوفت أوفيس 2013″. ويمكن للمستخدم من خلال هذه الخدمات تخزين ملفاته على أجهزة متخصصة في الإنترنت، وتحميلها وتعديلها من أي جهاز، ومن دون أي عناء. وأصبح بإمكان المستخدم الآن التعامل مع ملفاته من دون حملها معه في وحدات التخزين المحمولة “يو إس بي” والمخاطرة بتلفها أو فقدانها، أو حتى نسيانها في المنزل أو المكتب. وستبقى ملفات المستخدم في مأمن من أعين المتطفلين، ذلك أنها محمية بكلمة سر لا يعرفها أحد سوى المستخدم نفسه. وتسمح هذه الخدمات للعديد من المستخدمين بالعمل على الملف نفسه وتعديلها، وذلك لرفع الإنتاجية وتسهيل التعاون على إتمام الأعمال. وسنذكر في هذا الموضوع مجموعة من خدمات التخزين السحابي لمشاركة الملفات والعمل المشترك وحفظ نسخ احتياطية من ملفات المستخدم، وحتى للترفيه.
وتوفر العديد من هذه الخدمات حسابات مجانية للمستخدم، وذلك لتجربتها قبل شراء الإشتراكات التي تقدم مزايا متقدمة، وذلك بتوفير سعة صغيرة للتخزين أو فترة زمنية محددة للإستخدام. ومن مزايا هذه الخدمات أنها ستحمي المستخدم ليس من الحذف فحسب، بل ستوفر له الحماية من مخاطر تلف القرص الصلب الداخلي الذي يصعب على أي مستخدم تلافيه في حال حدوثه، ذلك أن هذه الخدمات تقوم بحفظ نسخ احتياطية من الملفات وتسترجعها لدى الحاجة إلى استبدال القرص الصلب، لتصبح الإنترنت قرصا صلبا ضخما يمكن الوصول إليه من أي مكان وفي أي زمان.
المزامنة (التنسيق)
ومن أهم خدمات التخزين السحابي القدرة على مزامنة (تنسيق) Synchronize البيانات بين جهاز المستخدم والسحابة الإلكترونية، وذلك لتسهيل ضمان أن الملفات نفسها موجودة على عدة أجهزة في الوقت نفسه، مع القدرة على استبدال أي جهاز بآخر والعودة إلى تلك البيانات.
ومن أكثر الخدمات شهرة “دروب بوكس” Dropbox التي تقدم بساطة مميزة في الإستخدام، مع سهولة تثبيت التطبيق على الكومبيوتر الشخصي أو الهواتف الذكية أو الأجهزة المحمولة، حيث سيظهر مجلد افتراضي على كومبيوتر المستخدم يسمح بتخزين الملفات سحابيا فور إضافة أي ملف إليه، أو نسخ الملف السحابي إلى كومبيوتر المستخدم بإختيار الملف المرغوب من داخل المجلد وجره إلى الكومبيوتر. وسيحصل المستخدم على 2 غيغابايت مجانا لدى التسجيل بالخدمة، مع القدرة على رفعها لقاء مبالغ مالية تتراوح بين 10 و50 دولارا أميركيا شهريا لسعات 100 أو 500 غيغابايت. ومن المزايا المهمة لهذه الخدمة قدرتها على عرض نسخ مختلفة من الملف نفسه (مثل الوثائق أو الصور المعدلة) والرجوع إلى أي نسخة يريدها المستخدم في أي وقت.
أما خدمة “سكايدرايف” SkyDrive، فتسمح للمستخدم العمل مع وثائق مجموعة برامج “مايكروسوفت أوفيس 2013″ المكتبية وملفات نظام التشغيل “ويندوز فون 8″ للهواتف الجوالة بكل سهولة، ذلك أن عملية حفظ الملفات إلى السحابة تتم بشكل آلي. وتقدم الخدمة 7 غيغابايت مجانا للمشتركين الجدد، مع القدرة على الحصول على 20 غيغابايت لدى استخدام مجموعة برامج “مايكروسوفت أوفيس 2013″، أو رفعها لقاء مبالغ مالية تتراوح بين 10 و50 دولارا أميركيا سنويا لسعات 20 أو 100 غيغابايت.
ويستطيع أي مستخدم التسجيل في خدمة “بوكس” Box للأعمال والتعاون مع الآخرين على الوثائق من خلال ترقية الخدمة للحصول على مزايا الأمن والتكامل مع تطبيقات الهواتف الجوالة لقاء 15 دولارا أميركيا شهريا لكل مستخدم (تتطلب الخدمة تسجيل 3 مستخدمين على الأقل). وسيحصل المستخدم على 5 غيغابايت من المساحة التخزينية مجانا، مع القدرة على الترقية إلى 25 أو 50غيغابايت لقاء 10 أو 20 دولارا أميركيا شهريا.
وتقدم خدمة “شوغارسينك” SugarSync خدمات مشابهة ل”دروب بوكس” ولكن مع إضافة المزيد من المزايا، مثل القدرة على مزامنة أي مجلد في جهاز المستخدم (وليس مجلدا واحدا كما في خدمة “دروب بوكس”)، وتقديم برنامج لإدارة الملفات والمجلدات وترتيبها. وتدعم هذه الخدمة جميع نظم التشغيل الرئيسية للهواتف الجوالة، بما فيها “بلاكبيري” و”سيمبيان” و”كيندل فاير”، مع توفير آلية لترميز (تشفير) الملفات ومحتواها، وذلك لحمايتها من أعين المتطفلين.
المشاركة والتعاون
وتعتبر عملية إرسال الملفات بين المستخدمين عبر البريد الإلكتروني أو تقنية “إف تي بي” FTP مضنية وتتطلب الكثير من الوقت للعمل على ملف كبير بين عدة أفراد، الأمر الذي أدى إلى إيجاد خدمات متخصصة في هذا الأمر تسهل على المستخدمين إتمام الأعمال بسرعة وسهولة، ولن يعود المستخدم إلى الطرق القديمة بعد تجربة هذه الخدمات السحابية.
وتعتبر خدمة “غوغل درايف” Google Drive من أفضل الخدمات السحابية لإتمام الأعمال المكتبية فرديا أو جماعيا، وهي خدمة مريحة وسهلة لمن يستخدم خدمات “وثائق غوغل” Google Docs. وتجدر الإشارة إلى أنه بإمكان الخدمة تحويل ملفات “مايكروسوفت أوفيس” إلى امتداد خاص بالخدمة السحابية والعمل عليها مباشرة وبكل سهولة.
أما خدمة “مايكروسوفت أوفيس 365″ Microsoft Office 365، فتسمح للمستخدم العمل على وثائق “مايكروسوفت أوفيس” سحابيا ومن دون الحاجة إلى شراء وتثبيت المجموعة المكتبية على كومبيوتره الشخصي أو المكتبي، لقاء 6 دولارات أميركية شهريا لكل مستخدم. وتعزم “مايكروسوفت” طرح خدمة جديدة تعمل على الأجهزة اللوحية والكومبيوترات الشخصية.
وتوجد خدمة أعمال سحابية أخرى اسمها “زوهو” Zoho، وهي مجانية للإستخدام الشخصي، وتقدم جدول أعمال مشترك والعديد من الخدمات المكتبية المختلفة. وتتطلب الخدمة اشتراكا لمشاركة الملفات مع الآخرين الذين لا يستخدمون خدمة “زوهو”. وتقدم الخدمة 1 غيغابايت من المساحة التخزينية مجانا، أو 5 غيغابايت لقاء 3 دولارات أميركية شهريا لكل مستخدم.
إرسال ملفات ضخمة
وتستطيع تسهيل التعامل مع البريد الإلكتروني بتحويل الملفات الضخمة نحو خدمات سحابية متخصصة، وذلك حتى لا يضطر المستخدم إلى العمل مع صندوق بريد وارد ضخم جدا مليء بالملفات الضخمة المرسلة والمستقبلة التي تم إجراء تعديلات بسيطة عليها.
ومن تلك الخدمات “رابيد شير” Rapidshare التي لا تضع حواجز بالنسبة لحجم الملف الذي يريد المستخدم تحميله. ويمكن استخدام الخدمة مجانا ولكن الملفات ستحذف بعد مرور 30 يوما على عدم استخدامها، ولا يتم ترميزها، مع عدم تقديم سرعة نقل بيانات مرتفعة للمستخدمين المجانيين، والقدرة على تجاوز جميع هذه الأمور لقاء اشتراكات تتراوح بين 5 و12 دولارا أميركيا شهريا (وفقا لعدد الأشهر التي يريد المستخدم الإشتراك بها).
أما إن كنت تبحث عن خدمة بسيطة، فستعجبك خدمة “سيند سبيس” Sendspace التي لا تتطلب اشتراكا بها أو تثبيت برنامجها على كومبيوتر المستخدم، إذ يمكن التوجه إلى موقع الخدمة والتعامل مع الملفات من هناك. ولكن المستخدم سيحصل على مزايا متقدمة إن استخدم تطبيق الشركة على كومبيوتره الشخصي لمراقبة البيانات وتعديل الملفات. وتسمح الخدمة التعامل مع 20 ملفا في الوقت نفسه لدى الإستخدام المجاني، ويحدود 300 ميغابايت كحد أقصى لكل ملف، مع حذفه بعد مرور 30 يوما.
وتتميز خدمة “يو سيند إت” YouSendIt بتقديمها تطبيقا على كومبيوتر المستخدم وتكاملها مع برنامج البريد الإلكتروني “مايكروسوفت آوتلوك” Microsoft Outlook. وتقدم الخدمة 50 ميغابايت من المساحة التخزينية المجانية، مع القدرة على شراء مزايا إضافية، مثل ترميز البيانات ورفع حجم الملف الأعلى المسموح به ل2 غيغابايت، وتأكيد استلام الطرف الآخر للملف، وغيرها. هذا، ويمكن للمستخدم رفع السعة التخزينية إلى 5 غيغابايت ووضع تاريخ محدد لحذف أي ملف، والكثير غيرها من المزايا لقاء 9 دولارات أميركية شهريا، أو الترقية إلى مزايا أعلى لقاء 14 دولارا أميركيا شهريا وحذف الحد الأعلى للسعة التخزينية والحصول على تأكيد لإستلام جميع المفات وترميز الملفات على أجهزة الخدمة وخلال عملية النقل.
حفظ نسخ احتياطية من الملفات
وإن كنت ترغب بالمحافظة على ملفاتك الشخصية المهمة أو ملفات العمل وضمان وجود نسخ احتياطية منها في حالات السرقة أو التعطل أو حدوث الحرائق، فتوجد مجموعة من الخدمات التي تسهل عليك القيام بذلك، نذكر منها “موزي” Mozy التي تسمح حفظ 2 غيغابايت من البيانات مجانا، مع توفير اشتراكات تتراويح بين 7 و12 دولارا أميركيا شهريا لقاء سعات 50 و125 غيغابايت. وتدعم هذه الخدمة نظامي التشغيل “ويندوز” و”ماك أو إس إكس”، وهي تقدم تطبيقا مكتبيا سهل الإستخدام. ويمكن للمستخدم اختيار نوع الملفات الموجودة في كومبيوتره التي يريد حفظ نسخ منها، مثل ملفات الوثائق والصور وعروض الفيديو، مثلا. وتذحف الخدمة الملفات القديمة بعد مرور 30 يوما.
أما خدمة “كراش بلان” CrashPlan، فهي تعتمد على التخزين “الإجتماعي”، حيث يمكن التسجيل بها مجانا، ولكن الملفات المخزنة ستكون موجودة على أجهزة أصدقاء وأقارب المستخدم. وتدعم هذه الخدمة نظم التشغيل “ويندوز” و”ماك أو إس” و”لينوكس” و”سولاريس”، مع تقديم اشتراكات مدفوعة تسمح للمستخدم حفظ نسخ من الملفات على أجهزتها لقاء 25 إلى 50 دولارا أميركيا سنويا لسعات 10 غيغابايت أو سعة غير محدودة. وتستطيع هذه الخدمة البحث عن نسخ محدثة من ملفات المستخدم في فترات مسبقة التحديد، مثل كل دقيقة أو كل يوم، والقدرة على اختيار الفترة التي ستحذف بعدها الخدمة تلك الملفات من أجهزتها (وليس جهاز المستخدم).
وتقدم خدمة “كاربونايت” Carbonite ميزة غير موجودة في الخدمات الأخرى، هي حفظ نسخة مطابقة لقرصك الصلب، وحتى نظام التشغيل وخياراتك، لقاء اشتراك يتراوح بين 59 و159 دولارا سنويا، وهي ستخزن ملفاتك على قرص صلب محمول يمكن حفظه في مكان محمي أو في مكاتب الشركة المزودة لهذه الخدمة. ويمكن للمستخدم النقر على أي ملف مهم لتحفظه الخدمة مباشرة، مع توفير سعة تخزينية غير محدودة لهذه الإشتراكات.
حفظ ومشاركة الصور
وسمح التصوير الرقمي حفظ كل مناسبة من دون إنفاق المال على الأفلام، ولكن تخزين الكم الهائل من الصور أصبح تحديا وعبئا على الكثيرين، وخصوصا في حال فقدان الصور بسبب تعطل وسط التخزين. وتخصصت بعض الخدمات السحابية بتخزين الصور وتقديم مزايا خاصة بهذا النوع من الملفات.
وستجد مجتمعا نشطا في خدمة “فليكر” Flickr يتكون من أكثر من 50 مليون مشترك. ويعود السبب في ذلك إلى بساطة واجهة الإستخدام للموقع، ولكن الخدمة تقدم بعض القيود. ويمكن للمستخدم تحميل 300 ميغابايت من الصور في كل شهر من دون أن يتجاوز حجم أي صورة 30 ميغابايت، مع القدرة على تحميل عرضي فيديو كل شهر لا تتجاوز مدة وحجم كل منهما 90 ثانية و150 ميغابايت. وسيتخلص المستخدم من هذه القيود بحال اشتراكه بالخدمة لقاء دولار ونصف في الشهر (في حال الإشتراك لمدة عامين). هذا، وستضغط الخدمة الصور إن تجاوزت الحد الأعلى لها.
أما خدمة “فوتو باكيت” Photobucket، فتقدم اشتراكا مجانيا يحتوي على إعلانات، أو يمكن إزالتها بالإشتراك المدفوع للخدمة. وسيحصل المشترك المجاني على 10 غيغابايت من المساحة التخزينية شهريا، وستعرض أداة التحميل الصور الموجودة في كومبيوتر المستخدم التي يمكن تحميلها إلى الخدمة، ولكنها لا تدعم جر الملفات من الكومبيوتر إليها.
وسيحصل المستخدم على مجموعة كبيرة من المزايا في خدمة “سماغ ماغ” SmugMug التي يستخدمها محترفو التصوير، إذ تسمح الخدمة بيع الصور للمهتمين أو طباعتها على الأوراق الكبيرة أو الملابس وإرسالها إلى المشتري. ويمكن للمستخدم تحديد سعر كل فئة، أو نسبة الأرباح التي يرغب بها، لتتولى الخدمة عملية البيع والإرسال وتحصيل النقود. ويمكن للمستخدم تعديل ألوان الصور وإضافة عناصر الحماية إليها، وتحديد الدقة التي يمكن عرضها. هذه الخدمة غير متوفرة بهيئة الإشتراك المجاني، وتبلغ كلفة الإشتراك بها 40 دولارا أميركيا سنويا.
حفظ والإستماع إلى الموسيقى
ويستطيع المستخدم الإستماع إلى موسيقاه من أي جهاز متصل بالإنترنت بإستخدام خدمات مختلفة، منها “غوغل ميوزيك” Google Music التي تسمح حفظ 200 ألف أغنية، وبحجم أعلى يبلغ 300 ميغابايت للأغنية الواحدة. هذا، ولن تحتسب الخدمة حجم ملفات الموسيقى التي يشتريها المستخدم من متجر “غوغل بلاي”، وستحول أداة خاصة ملفات الموسيقى إلى امتداد “إم بي 3″ MP3 بدقة 320 كيلوبت في الثانية، وتحملها سحابيا من نظم التشغيل “ويندوز” و”ماك أو إس” و”لينوكس”.
أما خدمة “آي كلاود” iCloud الحصرية لأجهزة “آبل”، فتسمح للمستخدم الإستماع إلى الموسيقى التي اشتراها من متجر “آي تونز” بدقة 256 كيلوبت في الثانية. وتقدم الخدمة 5 غيغابايت من السعة التخزينية المجانية، مع القدرة على رفعها إلى 10 و20 و50 غيغابايت لقاء 20 و43 و108 دولارا أميركيا سنويا.
وتدعم خدمة “أمازون كلاود بلاير” Amazon Cloud Player أجهزة “كيندل فاير” و”آندرويد” و”آي فون” و”آي بود تاتش”، ولكن من دون دعم نظم التشغيل “بلاكبيري” و”ويندوز فون”. وتقدم الخدمة سعة تخزينية مجانية ل250 أغنية، مع القدرة على شراء سعة تخزينية تكفي ل250 ألف أغنية لقاء 24 دولارا أميركيا سنويا. هذا، ولن تحتسب الخدمة أي سعة لقاء الأغاني التي يشتريها المستخدم من متجر “أمازون” الإلكتروني، مع دعمها لإمتدادي “إم بي 3″ MP3 و”إيه إيه سي” AAC.