نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان الأردن يكافح تحت وطأة نصف مليون من اللاجئين من الحرب الأهلية السورية – و هو صراع يخشي الملك عبد الله الثاني من انه يمكن إنشاء قاعدة إقليمية للمتطرفين والإرهابيين الذين يثبتون بالفعل موضع قدم راسخ في هذه المناطق.
في مقابلة الاربعاء مع وكالة أسوشيتد برس، قال الملك أيضا ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن ينجو من الثورة، التي قتلت ما يقدر بنحو 70000 سوري. قال عبد الله "أعتقد أننا امضينا هذه النقطة، تدمير أكثر من اللازم، الكثير من الدم".
أما بالنسبة لبلده، يقول عبد الله ان الإصلاحات التي بدأت في الأردن ستؤدي إلى مزيد من الديمقراطية وستكون بمثابة نموذج للدول العربية الأخرى التي خضعت لعامين من الاضطرابات التي أطاحت بالزعماء منذ فترة طويلة في تونس ومصر وليبيا و اليمن.
يريد من النظام الملكي في الأردن "اتخاذ خطوة إلى الوراء"، موضحا رؤيته لنمط جديد يكون فيه مستقبل الملوك - وربما هو نفسه - المحكمين بين الفصائل السياسية المختلفة ولكن ما زال هناك التأثير على السياسات الخارجية والدفاعية. وقال عبد الله ان الأردن تنفق 550 مليون دولار سنويا لاستضافة حوالي 500 الف لاجئ من الحرب الأهلية في سوريا - نحو 9 في المائة من سكان الأردن 6 ملايين - ومعظمهم عبروا في الأشهر ال 12 الماضية.
وقال الملك ان هناك حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية ليس فقط بالنسبة للبلدان المضيفة، مثل الأردن ولبنان، وتركيا، ولكن أيضا داخل سوريا، بحيث " يمكن كسب القلوب والعقول قبل ملء المتطرفين الفراغ الذي تركته الهجرات الدولة السورية الفاشلة ".
وقال انه بمواجهة كل هذه التهديدات، تعمل الأردن على "الحالات الطارئة لحماية سكاننا والحدود، دفاعا عن النفس"، وامتنع عن الادلاء بتفاصيل. كما حذر عبد الله من أن التطرف في سوريا، جنبا إلى جنب مع الجمود في عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، قد يشعل المنطقة بأسرها.
اضاف "سيناريو آخر في غاية الخطورة هو تفتيت سوريا والذي من شأنه أن يؤدي الي الصراعات الطائفية في جميع أنحاء المنطقة لأجيال قادمة.. وكذلك المخاطر الضخمة أن سوريا يمكن أن تصبح قاعدة إقليمية للمتطرفين والجماعات الإرهابية، ونحن نشهد بالفعل إنشاء موطئ قدم راسخ في بعض المناطق". أشار عبد الله أيضا إلى القلق من امكانية استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع. كما اعرب عن قلقه إزاء "دولة جهادية ناشئة من الصراع."