أعلن الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هناك مؤشرات على وجود تغييرات في موقف الصين وإلى حد ما روسيا تجاه الأزمة السورية، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة إعادة النظر في الحقوق الكبيرة للدول الأعضاء لمجلس الأمن. ولفت الى ان الدول العربية عانت الامرين من وجود حق النقض "الفيتو" وخصوصا فلسطين. وقال العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع ناصر بن عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة مندوب دولة قطر في المنظمة الدولية مساء اليوم، إن مقترح تشكيل قوة عربية أممية مشتركة مطروح على النقاش في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في تونس يوم 24 فبراير الحالي والذي يحضره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من الدول المعنية بالأزمة السورية لوضع مزيد من الضغوط على سوريا لوقف العنف والسعي للتوصل لحل سياسي للأزمة. وأضاف أنه على إتصال دائم مع الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين مبعوث مشترك للأزمة السورية، مشيرا إلى أنه سوف يجتمع مع بان كي مون يومي 22 و 23 فبراير الجاري، وقال إن قوة المراقبة المقترحة سوف تكون أكبر من بعثة جامعة الدول العربية التي كانت تضم نحو 160 عنصرا انخفضوا فيما بعد إلى 70 بعد إنسحاب عدة دول عربية. وأشار إلى ان "قرار وقف اطلاق النار في سوريا وانهاء العنف يجب ان يصدر عن مجلس الامن". وردا على سؤال حول مدى استمرار العقوبات العربية على سوريا، شدد العربي على أن المقاطعة الاقتصادية مازالت سارية منذ اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في27 نوفمبر الماضي، غير أن بعض الدول طلبت استثناءها لأسباب خاصة بتأثر اقتصادها من هذه المقاطعة أو تخوفها من تأثر الشعب السوري. ومن جانبه قال ناصر بن عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت بالموافقة على مشروع قرار يدعم جهود جامعة الدول العربية ، وتنفيذ المبادرة العربية. هيئة التنسيق الوطني ترفض التدخل العسكري وفي سياق متصل، أكد وفد هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة رفض المعارضة السورية دخول اي قوات اجنبية الى البلاد، واصفا ذلك بأنه خط احمر ولكنه رحب بالقوات العربية. وجاء ذلك في تصريحات لأعضاء وفد الهيئة عقب لقائهم الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الإثنين، حيث بحث معهم جهود حل الأزمة السورية ومؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في تونس يوم 24 شباط/فبراير الجاري. وطالب الوفد مصر بأن تبادر وتؤدي دوراً في حل الأزمة السورية باعتبارها أكبر دولة عربية وموطناً للثورات العربية. وقال عضو المكتب التنفيذي للهيئة رجاء الناصر ان الوفد طلب من العربي العمل في ثلاثة اتجاهات الأول بذل جهود جدية من أجل توحيد المعارضة السورية انطلاقا من أن هناك ضرورة تتطلب تنسيق المواقف. وأضاف أن الاتجاه الثاني يتمثل بتعزيز الدور العربي وعدم السماح بخروج الأزمة السورية من الأجندة العربية الى أيد خارجية وأجنبية انطلاقا من أن الجامعة العربية هي الأكثر قبولا في الشارع السوري، مشيراً الى ان الواقع يؤكد أن هناك تدخلا دولياً أصبح واقعاً، ولكن هذا التدخل يجب تحجيمه ولا يتم السماح له للوصول الى درجة التصعيد العسكري تحت أي سبب من الأسباب. وفيما يتعلق بالاتجاه الثالث، قال الناصر اننا طلبنا من الامين العام الاهتمام بتأمين دعم دولي واسع ليس من طرف أو جهة دولية واحدة حتى لا تدخل الأزمة السورية ضمن الصراع والتنافس الدوليين ولكن ينبغي توفر توافق دولي لمساعدة السوريين من أجل الوصول الى نظام ديمقراطي جدي وحقيقي. واوضح ان العربي وعدهم "بأن هناك دراسة لهذا الأمر ومن المحتمل انعقاد مؤتمر عام لكافة أطراف المعارضة السورية دون استثناء ودون أن يكون هناك اعتراف بطرف على حساب اطراف اخرى باعتبار أن ذلك يمكن أن يعمق من الأزمة بدلاً من المساعدة على حلها وقد يتسبب في احداث شروخ وصدامات داخل صفوف المعارضة والذي سيسيء للثورة السورية ويزيد من نزيف دماء الشهداء السوريين". وحول موعد ومكان انعقاد المؤتمر أشار الى انه لم يتم تحديد الموعد ولكن تم الاتفاق بأن تكون هناك مبادرة سريعة وعاجلة من الجامعة العربية لتحقيق ذلك. وفيما يتعلق بدعوة الجامعة العربية لتشكيل قوات أممية عربية مشتركة لحفظ السلام ذكر الناصر ان الحديث عن قوات دولية لحفظ السلام وفقا للقانون الدولي يتطلب موافقة حكومة الدولة المعنية واذا فرض بالضغط فانه سيعمق الأزمة.