طالب وفد هيئة التنسيق الوطني السورية المعارضة، مصر بأن تلعب دورا مبادرا في حل الأزمة السورية باعتبارها أكبر دولة عربية، وموطنا للثورات العربية مؤكدا رفض الهيئة للتدخل الأجنبي وقبولها بالتدخل العربي. جاء ذلك في تصريحات لأعضاء وفد الهيئة عقب لقائهم الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم حيث بحث معهم جهود حل الأزمة السورية، ومؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في تونس يوم 24 فبراير الجاري. وقال رجاء الناصر ، ومحمد عبد المجيد منجونة عضوا المكتب التنفيذي للهيئة: إن الوفد أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية رفضه للتدخل الأجنبي في الشأن السوري، في حين أنهم يعتبرون أن التدخل العربي ليس تدخلا أجنبيا، مطالبين بطرح هذه المواقف في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في 24 من الشهر الجاري. وقال رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق الوطني السورية إنه حتى الآن لم نتلق دعوة لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس يوم 24 فبراير الجاري ، ولكننا علمنا أن الدعوات لم توجه بعد. وردا على سؤال حول ما طلبه الوفد من الأمين العام للجامعة العربية.. قال رجاء الناصر " طلبنا منه العمل في ثلاثة اتجاهات: الأول .. بذل جهود جدية من أجل توحيد المعارضة السورية، انطلاقا من أن هناك ضرورة تتطلب تنسيق المواقف، خاصة ان الهجمة القاسية التي تتعرض لها تتجاوز قدرات أي طرف من أطراف المعارضة". وأضاف :" الاتجاه الثاني.. تعزيز الدور العربي، وعدم السماح بخروج الأزمة السورية من الأجندة العربية، إلى أيدي خارجية وأجنبية، انطلاقا من أن الجامعة العربية هي الأكثر قبولا في الشارع السوري، الذي هو جزء من أمتها العربية، وإن كان هذا لايمنع فهمنا بأن الواقع يؤكد أن هناك تدخلا دوليا أصبح واقعا، ولكن هذا التدخل يجب تحجيمه، ولا يتم السماح له للوصول إلى درجة التصعيد العسكري تحت أي سبب من الأسباب". وتابع :"الاتجاه الثالث.. الاهتمام بتأمين دعم دولي واسع ليس من طرف أو جهة دولية واحدة، حتى لا تدخل الأزمة السورية ضمن الصراع والتنافس الدوليين، ولكن ينبغي توفر توافق دولي لمساعدة السوريين من أجل الوصول إلى نظام ديمقراطي جدي وحقيقي. وقال الناصر: إن العربي وعدهم بأن هناك دراسة لهذا الأمر ومن المحتمل انعقاد مؤتمر عام لكافة أطراف المعارضة السورية بدون استثناء، وبدون أن يكون هناك اعتراف بطرف واحد على حساب الآخرين، باعتبار أن ذلك من الممكن أن يعمق من الأزمة بدلا من المساعدة على حلها، وقد يتسبب في إحداث شروخ وصدامات داخل صفوف المعارضة، والذي سيسئ للثورة السورية، ويزيد من نزيف دماء الشهداء السوريين". وحول موعد ومكان انعقاد المؤتمر.. قال إنه لم يتم تحديد الموعد، ولكن تم الاتفاق بأن تكون هناك مبادرة من الجامعة العربية سريعة وعاجلة لتحقيق ذلك. وردا على سؤال حول أثر دعوة مجلس الشعب المصري لتوحيد جهود المعارضة.. قال الناصر : "لقد شارك وفد من هيئة التنسيق في اجتماع لجنة الشئون العربية بالمجلس اليوم من أجل الأزمة السورية، وقد اقترح وفد الهيئة ضرورة العمل على إيجاد أي شكل من أشكال العلاقات والتوحيد والتنسيق"، معربا عن تقديره لموقف البرلمان المصري الذي يعبر عن حقيقة التغيير على الساحة المصرية ، ودعوته لوحدة المعارضة السورية الذي يصب في صالح الأمة العربية. وعن الدعوة لإرسال قوات عربية لحل الأزمة السورية.. قال إن دخول أي قوات أجنبية لسوريا هو خط أحمر، ولكن هذا لايشمل القوات العربية، لأنها جزء من الأمة، وهي سند للجيش السوري ذاته، وبالتالي فهناك ترحيب بالقوات العربية فقط. من جانبه ، قال عبد المجيد منجونة عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطني السورية: " إننا ابلغنا الأمين العام للجامعة العربية أن يطرح على مؤتمر أصدقاء سوريا إننا لن نقبل أي شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي في شأننا السوري وإذا حدث ذلك سيكون لنا موقف آخر من هذه الدول التي تتدخل في شئوننا". وأضاف: " نحن لا نريد أن تخرج هذه الأزمة من بيت العرب ويجب أن تبقى عربية مبدأ ونهاية وحلا وأي تدخل اجنبى نعتبره ليس في صالح أزمتنا ولاصالح أمتنا ونحن نعتبر الجامعة هي الطريق لإيجاد حل للأزمة وحماية الدولة من الانهيار"، مشيرا إلى أن المعارضة تريد تغيير النظام ولا تريد أن تسقط الدولة وبالتالى المبادرة العربية تعطى مجالا واسعا للحل العربي. وتابع منجونة أن التدخل الأجنبى سيقود إلى حرب أهلية وقد يدمر الدولة ويلغي وجودها وتقوم فيها كيانات تقسيمية وسنمنع ذلك تحت اى ظرف ولن نقف متفرجين، متهما النظام بأنه هو الذي يدفع إلى التدخل الخارجي من خلال مايرتكبه من جرائم. وقال: إن قانون الأحزاب الذي وضعه النظام لم يشترك فيه أي من المعارضة وكأنه ليست هناك شراكة فى الوطن، وشكلوا لجنة من أطيافهم وطرحوه للاستفتاء بدون رأى آخر ويقولون نحن نعمل وعليكم ان تتبعونا وتطيعونا. واتهم القنوات العربية والأجنبية الرئيسية بأنها تغلق أبوابها أمام هيئة التنسيق في حين تفتحها أمام المجلس الوطنى لأن منطلق هيئة التنسيق هو الذي يحرج النظام على حد قوله-.