تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم احتفالية فنية ضخمة في الثامنة مساء الأحد 17 مارس تكريماً للموسيقار الراحل عمار الشريعي . يحيى الاحتفالية كوكبة من نجوم الغناء الذين تعاون معهم الموسيقار الراحل في العديد من الأعمال المتميزة إلى جانب نخبة من سوليستات الموسيقى العربية بالأوبرا بمصاحبة منتخب فني يضم عازفى وكورال فرق الأوبرا للموسيقى العربية وتتضمن فاصلين الأول بقيادة المايسترو محمد الموجى ويضم موسيقى تتر مسلسل دموع فى عيون وقحة ، مع الايام تتغنى بها غادة رجب ، اغنية مسلسل حديث الصباح والمساء اداء ايمان عبد الغنى ، طبعاً احباب تشدو بها مى فاروق ، بقلبنا اداء احمد عفت ، اميرة فى عابدين غناء هشام عباس ، انا ياما تتغنى بها نادية مصطفى ومشاركة الفنان علي الحجار و ايمان البحر درويش الى جانب احدى مؤلفات الراحل يؤديها منفرداً عازف التشيللو عماد عاشور .
أما الفاصل الثانى بقيادة المايسترو مصطفى حلمى احد شباب العازفين والقادة الجدد بالفرقة القومية العربية للموسيقى يضم اغنيات اكتر من روحى اداء سوما ، تحت نفس الشمس يغنيها وليد حيدر ، اقوى من الزمن تشدو بها مروة ناجى ، بتسأل يا حبيبى تتغنى بها اميرة احمد ، ارابيسك يؤديها خالد سليم ، حبيبتى من ضفايرها تغنيها هدى عمار ، سيبولى قلبى وحبيت كتير تشدو بهما ريهام عبد الحكيم بالاضافة الى موسيقى من مؤلفات الشريعى يعزفها منفرداً على العود ممدوح الجبالى ويختتم الفاصل بموسيقى تتر المسلسل الشهير رأفت الهجان .
كما تتضمن الاحتفالية عرض فيلم وثائقى يتناول مشواره الفنى ومواقفه الوطنية بعد ثورة يناير يرويها مجموعة النجوم الذين شاركوه مشواره الفنى بالاضافة الى مقتطفات من اشهر البرامج التليفزيونية والاذاعية التى اعدها وقدمها الموسيقار الراحل ، كما يتخلل الفقرات عدداً من القصائد للشاعرين الكبيرين جمال بخيت وسيد حجاب.
كما قامت إدارة دار الأوبرا المصرية بتوجيه الدعوة الى نخبة من الفنانين والادباء والمثقفين ورجال الاعلام والفكر والسياسة من محبى عمار الشريعى وعلى رأسهم اسرة الموسيقار الراحل لحضور الاحتفالية .
الجدير بالذكر ان الموسيقار عمار الشريعى ولد في 16 أبريل 1948 في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا بصعيد مصر وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس عام 1970 ، درس التأليف الموسيقي في مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة كما إلتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى بعدما أتقن بمجهود ذاتي العزف على آلات البيانو والأكورديون والعود والأورج .
بدأ حياته العملية كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية ثم تحول إلى الأورج قبل أن يتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقي وكانت أول ألحانه "إمسكوا الخشب" للمطربة مها صبري عام 1975 وزادت ألحانه عن 150 لحنا لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي ، كون عام 1980 فرقة الأصدقاء التي ضمت أصواتا جديدة اكتشفها بنفسه بينها منى عبد الغني وحنان وعلاء عبد الخالق الذين اشتهروا فيما بعد كما تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات التي نال معظمها شهرة واسعة ، عين أستاذا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية عام 1995 وتناولت العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراة أعماله الفنية من بينها رسالة دكتوراة من جامعة السوربون ( فرنسا( ، وضع الموسيقى التصويرية لعشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية كما قدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات "غواص في بحر النغم" .
ونال العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان فالنسيا ( إسبانيا ) عام 1986 ، جائزة مهرجان فيفييه (سويسرا ) عام 1989، وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس ( سلطنة عمان ) عامى 1992 و 2005 ، وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين ( المملكة الأردنية الهاشمية ) ، العديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام 1990، جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن باذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاماً متتالية .
وأيضا جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005 ، رحل عن عالمنا فى 7 ديسمبر 2012 بعد صراع مع المرض تاركاً العديد من الاعمال والمؤلفات والبرامج التى ساهمت فى تنمية الحس والوعى الفنى لدى الجماهير المصرية والعربية .