مازالت زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، لمصر، تثيرالعديد من التساؤلات حول توقيت وطبيعة الزيارة والهدف من ورائها، وخاصة بعد الدعوى التي وجهت لعدد من رموز المعارضة، للاجتماع معه أثناء الزيارة، وهو ما قوبل بالرفض منهم، لشعورهم أنه يريد التأثير عليهم لإثنائهم عن قرار عدم الحوار مع الرئاسة ومقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما يمثل تدخلا في الشأن المصري، على حد تعبيرهم. قال عصام شعبان، القيادي بالحزب الشيوعي المصري، "نرفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في السياسة الداخلية لمصر، كما أن التدخل من قبل الإدارة الأمريكي يهدف لحماية مصالحها في الشرق الأوسط ومصر، وترسيخ أقدام نظم تريد التعاون معها بشكل مستمر، وتأتي زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي الجديد لمصر تأكيدًا لتلك السياسة". وأضاف شعبان، "أمريكا تريد عمل محورين لها في المنطقة، المحور التركي والمصري ليكونا هما ذراعها في إدارة كافة أمورها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، كما أن توجيه الدعوة لرموز المعارضة المصرية من قبل كيري، يكشف عن الوجه القبيح لأمريكا ورغبتها في حماية مصالحها في المنطقة عن طريق دعم استمرار الإخوان المسلمين نظرا للتفاهم الشديد بينهم، علي أساس ملفات واضحة تأتي في مقدمتها تسوية القضية الفلسطينية بالضغط على الفصائل هناك وبقاء النمط الاقتصادي المصري الحالي علي ما هو عليه". وحول الدعوة التي وجهتها أمريكا للمعارضة المصرية بالمشاركة في انتخابات مجلس النواب المقبلة، يقول "تلك الدعوة مرفوضة شكلا ومضمونا وتأتي في نفس إطار رغبة أمريكا في الحفاظ علي مصالحها، وقد أعلنت جبهة الإنقاذ وكافة الأحزاب رفضهم لذلك".. وأشار إلى أن الحزب الشيوعي - الذي ينتمي له - يرفض زيارة كيري من الأساس، مضيفا "دعونا للتظاهر ضد هذه الزيارة، أمام السفارة الأمريكية أو في المطار، حيث إنه حتى الآن لم يتحدد برنامج الزيارة أو معرفة موعد وصوله، وهناك تكتم شديد حولها تحسبا لتلك التظاهرات المرتقبة، وسنقوم بإيصال رسالة واضحة أنكم تدعمون الاستبداد ومصالحكم في المنطقة تتعارض بوضوح مع مصالح الشعب المصري". "الإدارة الأمريكية مؤيدة بشدة للإخوان المسلمين، وجاء هذا في أعقاب توقيع الضمانات من قبل الرئيس مرسي لإسرائيل بشأن عدم اعتداء حماس عليها مرة أخرى وبالتالي أصبح مرسي كنزا استراتيجيا لأمريكا وإسرائيل، خصوصا فيما يتعلق بحماية الأخيرة وتركوا الملعب دون أي ضغوط علي الإدارة المصرية، وهذا ليس غريبا علي أمريكا في سعيها الدائم لحماية مصالحها ومصالح إسرائيل".. هكذا أوضح الدكتور عبد الله المغازي المتحدث الرسمي باسم حزب الوفد. وشدد المغازي، على أن الدعوة التي وجهت لرموز المعارضة للقاء كيري، عادية جدا وتكررت أكثر من مرة من قبل، قائلا "الدعوة لدخول الانتخابات اعتبرناها نوعًا من أنواع الضغوط علينا ورفضناها، لأنها بمثابة تدخل في شئوننا الداخلية". واستطرد... "الهدف من توجيه الدعوة، هو سعي الإدارة الأمريكية لتهدئة الأوضاع في مصر، لأن استقرار الوضع هو استقرار لمصالحها، وأنها طالما أيدت نظامًا تسعى إلى أن يكون ما حول هذا النظام مستقرا، وخصوصا أنه يتفق مع أهدافها الإستراتيجية في المنطقة وبالتالي تسعى له، ولا يهمها الاستبداد الموجود ولا التعنت، أو محاصرة المحكمة الدستورية العليا".