كشف موقع "بولسى مايك" الإخبارى الأمريكى، إن جولة وزير الخارجية الأمريكى الجديد جون كيرى، التى تشمل دولا فى الشرق الأوسط وأوروبا، ستكون جولة استماع، وهو ما يشير إليه جدول تلك الجولة لتتضمنه كل محطة جمهورا مضيفا إما يمتلك صفة "حليف للولايات المتحدة" نوعا ما، أو ضامن رسمى لأمن أمريكا. وأوضح التقرير أنه بالرغم من أن القائمة تحتوى عددا من الحلفاء، إلا أن الإشكالية تكمن فى أن مصر ستثبت أنها المحطة الأبرز فى جولة"كيرى" الخارجية.
ويرى الموقع الأمريكى، أن من الناحية السطحية هناك سببا بسيطا يدعو لهذا الافتراض، فباستثناء مصر، كل الدول الأخرى فى جولة"كيرى" لها نصيب فعال فى منع إيران من محاولة الحصول على السلاح النووى.
وعلى العكس من نظرائها فى أوروبا والخليج، فإن علاقة مصر مع الولاياتالمتحدة، فى فترة ما بعد مبارك، تحولت من علاقة تحالف إلى علاقة صفقات إلى حد كبير، فضلا عن ذلك، فإن مصر تختلف عن المحطات الأخرى فى جولة"كيرى" فى أنها تخوض أزمة سياسية عميقة يشرف عليها الرئيس الإسلامى المنتخب ديمقراطيا.
وحدد موقع بولسى مايك سببين لكون مصر المحطة الأبرز فى جولة"كيرى" أحدهما يتعلق بسوريا، والآخر يتعلق بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وبالنسبة لسوريا، فإن مصر ستكون محطة مهمة لوزير خارجية الولاياتالمتحدة، حيث سيلتقى بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى، ورغم لقاء سابق بينهما فى واشنطن، إلا أن هناك سببين لكون هذا الاجتماع مختلفا:
الأول، أنه يأتى فى إطار تحول سياسى جديد من قبل إدارة أوباما مع الإعلان عن تقديم مساعدات مدنية وعسكرية خفيفة للمعارضة السورية، والثانى، أنه سيكون أول اجتماع لدبلوماسى أمريكى مع"العربى" بعد أن أعلن"كيرى" صراحة مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، ولأول مرة، عن تفاؤلهما المشترك بإمكانية حوار سياسى حقيقى بين الفصائل المتناحرة فى سوريا.
وبالنسبة للصراع العربى الإسرائيلى، يقول الموقع إنه نظرا لخطورة التحديات السياسية التى تواجه مصر، فمن المستبعد إلى حد كبير أن يثير الرئيس مرسى التوتر مع إسرائيل، لكن مع تزايد الحديث عن احتمال حدوث انتفاضة فلسطينية ثالثة، بعد وفاة الأسير الفلسطينى عرفات جرادات فى السجون الإسرائيلية، فإنه ليس من الواضح ما إذا كانت مصر ستلعب دورا بناء فى تلك المسألة، والرئيس مرسى فى الوقت الحالى ليس مستعدا للتضحية برصيده السياسى، خاصة لو كان الأمر لصالح إسرائيل أو الولاياتالمتحدة، وحدوث انتفاضة فلسطينية ثالثة لن يضع فقط ضغوطا هائلة على"مرسى" للوقوف فى وجه إسرائيل، لكنه سيوفر أيضا ل"مرسى" صيحة استنفار لحشد الرأى العام، والعمل على استقرار السياسة الداخلية فى مصر حول قيادته.