ذكرت صحيفة الاندبندنت تحقيقا للمراسلة شارلوت ماكدونالد غيبسون حيث قابلت في دمشق ناشطا قضى 21 أسبوعا في زنازين التعذيب، وحدثها عما تعرض له. و قد استخدم الناشط اسما مستعارا هو "جولان" للتعريف بنفسه ، و حدث المراسلة عن أسبوعا قضاه في ما يشبه الصندوق الحديدي الضيق، ثم تلا ذلك أسبوع آخر في غرفة ضيقة لا يتجاوز ارتفاعها المتر الواحد، قضاه معصوب العينيين. وتحدث عن استجوابه لمدة ثماني ساعات يوميا، وكان مستجوبوه يريدون معرفة كل شيء عن التنسيقيات وعن الثوار،و طريقة عملهم، وكيف ينقلون الجرحى، وحين رفض الحديث أصبح المحققون أكثر قسوة معه، وجلدوه 50 جلدة بسلك كهربائي صباحا و مساءا. في أحد الأيام علق جولان في السقف بواسطة سلك، وكانت عيناه لا تزال معصوبتين، وحين أزالوا عصابة العينيين كان ما رآه فتاتان محجبتان ممن اعتقلوا في المظاهرات، لكن حين رآهما كانتا عاريتين تماما، وعيناهما معصوبتين و قال " منذ هذه اللحظة بدأت بالبكاء". ثم استخدم المشهد للضغط عليه، فقد هدده المحققون بتعرية أمه وشقيقته أمامه إذا بقي رافضا الحديث. كما أكدت منظمة هيومان رايتس واتش استخدام النظام السوري لأساليب التعذيب التي وصفها جولان، و لكن نفى متحدثون باسم النظام ممارسة التعذيب في السجون، وكرروا أنهم يحاربون إسلاميين مسلحين، لكن منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية استجوبت مئة شخص كانوا قد اعتقلوا منذ الانتفاضة، وجمعت شهادات عن تعذيب أطفال لم يتجاوزا الثالثة عشرة.