نظم شيعة باكستانيون غاضبون من تفجير أسفر عن مقتل 85 شخصا من طائفتهم احتجاجا يوم الإثنين للمطالبة بأن توفر لهم قوات الأمن الحماية من الجماعات السنية المتشددة. وألقى الهجوم الذي وقع قرب سوق مفتوحة في مدينة كويتا بجنوب غرب البلاد يوم السبت الماضي الضوء على العنف الذي تشهده باكستان قبل بضعة أشهر من إجراء انتخابات عامة.
ورغم أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة مازالا مصدرا رئيسيا للاضطرابات في البلاد ظهر المتشددون السنة كتهديد أمني آخر.
وبلغ غضب الشيعة أوجه مع تكرار الهجمات التي تستهدفهم.
وفي كويتا يرفض بعض الهزارة الشيعة دفن قتلاهم إلى أن تلاحق قوات الأمن جماعة عسكر جنجوي التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الأخير.
وتجمع نحو أربعة آلاف شخص بينهم نساء وأطفال لدى وضع 71 جثة بجوار موقع شيعي. وردد المحتشدون هتافات تطالب بالكف عن قتل الشيعة.
وقال سيد محمد هادي المتحدث باسم تحالف يضم جماعات شيعية "نحن نتمسك بمطالبنا المتمثلة في تسليم المدينة للجيش وشن عملية ضد الإرهابيين وأنصارهم."
واضاف "لن ندفن الجثث ما لم يتم تنفيذ مطالبنا."
وتتولى قوات حرس الحدود بدرجة كبيرة مسؤولية الأمن في اقليم بلوخستان وعاصمته كويتا لكن الشيعة يقولون إنها غير قادرة أو غير راغبة في حمايتهم.
وصعدت جماعة عسكر جنجوي عمليات التفجير وإطلاق النار في محاولة لزعزعة الاستقرار وإقامة دولة دينية سنية.
وكانت الجماعة وراء تفجير في كويتا الشهر الماضي قرب الحدود مع أفغانستان سقط فيه نحو مئة قتيل.
وفي كراتشي المركز التجاري لباكستان شل إضراب الحركة في المدينة احتجاجا على إراقة الدماء في كويتا.
وعززت السلطات إجراءات الأمن في حين أغلق المتظاهرون طرقا منها طرق مؤدية إلى المطار وعطلوا حركة القطارات المتجهة إلى أجزاء أخرى من البلاد وأحرقوا مركبات.
ويحمل الهزارة البالغ عددهم نحو 500 ألف في كويتا ملامح متميزة مما يسهل استهدافهم.
وترتبط جماعة عسكر جنجوي بعلاقات قديمة بعناصر في قوات الأمن ترى الجماعة حليفا في أي حرب محتملة مع الهند المجاورة. وتنفي قوات الأمن مثل هذه الصلات.