ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأثنين أن مسئولين أمريكيين وعرب أكدوا أن إيران وحزب الله اللبناني يشكلان شبكة ميليشيات عسكرية داخل سوريا لحماية مصالحها في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الألكتروني -أن هذه الميليشيات تخوض حاليا معارك قتالية جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية على أمل الحفاظ على نظام الأسد، غير أن ثمة مسئولين يرون أن هدف إيران على المدى البعيد من تواجد هذه الميليشيات في سوريا هو تكوين شبكة عملاء موثوق فيها لاستعمالها في حال انجرار سوريا إلى آتون معارك طائفية وعرقية.
وقال مسئول بارز بالإدارة الأمريكية -في تصريحات للصحيفة-:"إن دعم إيران لما يقرب من 50 ألف مسلح في سوريا ربما يعكس نيتها الحالية في الحفاظ على نظام الأسد لكنه من الضروري معرفة الهدف الأبعد لطهران في ذلك وهو امتلاك قوة موثوق فيها للاعتماد عليها خلال الفترة القادمة".
من جانبه، شاطر أحد المسئولين العرب البارزين المسئول الأمريكي في رأيه وقال :"إن استراتيجية إيران في هذا الصدد تعتمد على مسارين؛الأول يكمن في دعم الأسد لأقصى درجة والثاني هو تمهيد الطريق لانهيار كبير قد يصيب مصالح إيران في حال سقوط الأسد".
وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية "إن مسألة تفتيت سوريا على أسس قبلية ودينية باتت قضية هامة تؤرق حكومات الدول المجاورة لا سيما مع اقتراب الحرب الأهلية الدائرة هناك إلى عامها الثالث في ظل عدم وجود مؤشرات تذكر لحل سياسي أو حتى نصر عسكري للقوات المعارضة".
وأضافت " إن قوات المعارضة المسلحة،التي تتشكل من أغلبية سنية، لا تزال بعيدة عن تحقيق الوحدة فيما بينها في ظل وجود انشقاقات دينية وجغرافية وسياسية واقتصادية في صفوفها...في وقت تتنامى فيه قوة ميليشيات المتشددين الذين جاءوا من دول أخرى ويتصلون بتنظيم القاعدة".
وحول التنوع العرقي والديني في سوريا، لفتت الصحيفة إلى أن الأكراد السوريين لديهم ميليشياتهم الخاصة التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال شرق البلاد ومناطق بحلب؛ حيث ينصب جل اهتمامهم على الحصول على الأستقلال أكثر من الانضمام إلى طرف على حساب الطرف الأخر...في حين يقف المسيحيون بجانب الأسد خوفا من حكم الإسلاميين في وقت يميل فيه الدروز إلى الوقوف مع قوات المعارضة.
وتعليقا على هذا الشأن، قال بول سالم مدير مركز الشرق الأوسط لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقره بيروت:"إن سوريا تعيش حاليا تفككا أقرب إلى تفكك لبنان في سبعينيات القرن الماضي والعراق خلال الفترة الماضية؛ فنحن أصبحنا ننظر الأن إلى ما كان يسمى سوريا ويتكون من قوى عديدة".
وأضافت (واشنطن بوست) " إن إصرار إيران على الحفاظ على قاعدة لها في سوريا يفسر الغموض من وراء استمرار الحكومة الإيرانية المتعثرة ماليا في تمويل وتسليح جماعات مثل جماعة "جيش محمد" التي تتكون من طوائف شيعية كالعلويين (حسب ما أعلن مسئولون أمريكون وعرب).