مواطنين : تباطئ الأجهزة التنفيذية والإنفلات الأمنى سبب تفاقم المشكلة الباعة الجائلين : لسنا بلطجية .. وهذا مصدر رزقنا .. ونجتاج سوق مجمع
شرطة المرافق : المشكلة تنظيمية وليست تنفيذية .. ولابد من توفير البديل
مجلس المدينة : المشكلة فى قانون الإشغالات القديم فالغرامة به (20 قرش)
رصدت كاميرا "الفجر" أنتشار الباعة الجائلين بمنطقة "محى الدين"ببنى سويف ، التى يوجد بها الموقف الرئيسي للمحافظة بالكامل ، وبها مواقف المحافظات المجاورة ومواقف الأقاليم والمراكز ، وبداية جميع خطوط التاكسي والسرفيس الداخلية لمدينة بني سويف ونقطة شرطة الغمراوي ، فقد أكتظت المنطقة ببائعى الفواكه والخضروات وزحف البائعين بشدة وأحتلوا الشارع الرئيسي بأكمله مما أصاب المنطقة كلها بالشلل المرورى ، فى ظل غياب تام لقطاعات الأمن المختلفة سواء شرطة "المرافق" أو "المرور".
ألتقينا مع عدد من الموطنين القطنين بالمنطقة والمترددين عليها ، حيث أشار بعضهم إلى تقصير الأجهزة التنفيذية ، والبطئ الشديد فى الإصلاحات التى تتم بالكوبرى العلوى منذ مايقارب من عامين ، والبعض الأخر أرجع سبب المشكلة إلى عدم قيام الأجهزة الأمنية ك"شرطة المرافق" و "المرور" بدورها فى ضبط الحالة الأمنية والتنظيمية بشوارع المنطقة مما أحدث فوضى لم تشهدها المنطقة من قبل.
فى البداية ألتقينا مع "على حسن محمود مدرس" وتحدث قائلاً : لم نعرف قيمة هذا الكوبري إلا بعد أن توقف عن العمل لقرابة العامين ولو حدثت مشكلة كهذه في أي مكان آخر لتسارع الجميع لإعادة تشغيل الكوبري في التو واللحظة ولكن قيادات المحافظة لاتهتم بمشاكل البسطاء الملحة ولكن مشغولة بأمور أخري الله أعلم بها.
وأشتكى " محمود الجندي صاحب محل ملابس بالمنطقة" أن معالم المحل قد اختفت بعد الهجوم المكثف للباعة الجائلين أمام المحل وانخفضت مبيعاته للنصف وخلال الأسابيع القادمة سيضطر لغلق المحل والرحيل من هذه المنطقة الي غيرها بعد ان أصبح غير قادر علي سداد إيجار المحل ويقول كيف أتساوي بمن يعتدي علي حرم الطريق بل يعود هؤلاء البائعين الي بيوتهم وقد حصلوا أضعاف ماحصله من مال.
ويضيف "أحمد جمال سائق سرفيس" نضطر للمرور يومياً من خلال مساحة لا تتعدي 2 متر في حين أن مساحة الشارع تتخطي ال 20 متر ونظل ننتظر دورنا في المرور لمدة نصف ساعة كل مرة أدخل فيها للموقف وأضطر الي ركن السيارة من الساعة 12 الي الساعة 3 عصراً منعاً للإصطدام بطوابير السيارات والأهالي في السوق.
بينما أكد أمين الشرطة "عزمى رياض المسئول عن تنظيم المرور أسفل الكوبري" أن إشغالات تجار الفاكهة قد "زادت الطين بله" ، وألقت بظلالها السوداء علي المشهد في المنطقة ، حيث تسببت فوضي المرور بمنطقة أسفل الكوبري في تواجد مكثف للباعة الجائلين وأصحاب السوابق مما جعل موقف منطقة "محيي الدين" تطفو علي بحيرة من الشغب والفوضي لامثيل لها حيث تحتاج السيارة الواحدة لتعبر الموقف من ناحية شارع عبد السلام عارف مروراً بمزلقان محيي الدين وصولاً الي أول شارع صلاح سالم في ساعة الذروة حوالي ساعة علي الأقل وهو ما كانت السيارة تقطعه في لحظات معدودة قبل إعتداء الباعة الجائلين علي حرم الطريق .
وعلى الجانب الأخر ، ألتقت "الفجر" مع عدد من الباعة الجائلين المتواجدين بالمنطقة حيث أكد "سيد بيومي - أحد الباعة المتواجدين بالموقف " نحن ليس لدينا أي مورد رزق آخر ولسنا بلطجية نغتصب حقوق أحد و طالبنا المحافظ بتثبيت أماكن مخصصة لنا وتنظيم السوق ولن نتأخر في مساعدة الحكومة ولكن لم يستجب لنا أحد.
وفاجأنا كلاً من "منتصر و محمود باعى سمك بالمنطقة" عندما قالا : "إحنا صيادين شغالين علي باب الله ومجلس المدينة بيحصل 5 جنيه من المتواجدين داخل السوق وجنيه واحد من المتواجد خارج السوق " .
وألتقينا أيضا مع سيدة تدعى "أم حسين" التى حضرت من الفيوم لبيع "فريك"و"شعرية" في بني سويف وتقول : "أسعي علي تربية 10 يتامي وتعودت علي بيع الفريك في بني سويف لسنوات طويلة وأعود آخر اليوم راضية بقسمة الله لأنفقها علي أولادي اليتامي ونتعرض لبعض الشتائم من الناس والسائقين الذين يضايقهم جلوسنا في نصف الشارع ولكن ليس هناك بديل" .
من جانبه أعلن السكرتير المساعد لمحافظ بني سويف العميد "أحمد زكي رأفت" أن الكوبري قد تكلف 13 مليون جنيه ليتم افتتاح المرحلة الأولي منه وجاري إستكمال المرحلة الثانية منه , في حين شدد ، المهندس "محمد أنور" مدير هيئة الطرق والكباري أن المتابعة مستمرة لإستكمال رصف الكوبري وتركيب الحواجز المعدنية لتسليم باقي الكوبري في الوقت المحدد.
بينما أكد المقدم "محمد فهمي مدير شرطة المرافق" قائلاً : أستطيع بسهولة أن أزيل الإشغالات في أي وقت وقد فعلت هذا أكثر من مره ، وما يحدث أنه بمجرد أن نستدير يعود الباعة الجائلين ببضائعهم ، وقد اقترحت على المحافظة ومجلس المدينة أن توفر مكان بديل وقريب لهم حتى تحل المشكلة فلا أحب أبداً أن أكون ضد الفقراء والضعفاء ولن أكون يوماً ظالماً لهم حتى لا يتحولوا إلى بلطجية ولصوص فليس أمامهم غير هذا ، فالمشكلة في الأساس هي مشكلة تخطيط وليس تنفيذ.
فى حين أكد المهندس "خالد عويس - نائب رئيس مجلس مدينة بنى سويف" أن المشكلة تكمن في ثغرات قانون الإشغالات القديم - علي حد قوله - حيث يتعرض من يستولي علي حرم الطريق الي عقوبة سداد غرامة تقدر ب (20 قرش) عن كل متر وطالب "عويس" بسرعة تغييره ليتضمن عقوبة رادعة تتماشي مع متغيرات العصر.