وكالات عاودت الشرطة المصرية مساء اليوم الاثنين السيطرة على محيط ميدان التحرير بوسط القاهرة، بعد وصول تعزيزات من ناقلات الجند المحملة إليها وتفريقها مئات المحتجين بإطلاق كثيف لقنابل الغاز، فيما استمرت عمليات كر وفر بين الجانبين.
ورصد مراسل الأناضول وصول 11 ناقلة جند محملة بالجنود لدعم قوات الشرطة التي تتصدى لمحتجين بطريق كورنيش النيل ومنطقة السفارات الأجنبية في محيط ميدان التحرير، حيث هاجمت القوات "المعززة" المتظاهرين بإطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، لمحاولة تفريقهم عن المنطقة التي سيطروا عليها في وقت سابق واستولوا على مدرعة للشرطة منها وأحرقوها.
وفيما تمكنت قوات الأمن من القبض على عدد من المحتجين قرب فنادق سياحية بالمنطقة، تزايدت كذلك أعداد المتظاهرين الذين رشقوا القوات بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأطلق بعض الملثمين منهم طلقات من أسلحة نارية يدوية الصنع صوب الشرطة، وسط تصاعد حدة الاشتباكات واستمرار حالة الكر والفر بين الجانبين.
من جانبه قال محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية إن عدد المتظاهرين المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات المحيطة بميدان التحرير بلغ حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم (20 تغ)، 34 مصابا، فيما نقلت سيارات الإسعاف عددا آخر غير محصور إلى المستشفى الميداني بقصر الدوبارة وسط القاهرة.
وأضاف سلطان في حديثه لمراسل الأناضول أن "معظم الإصابات سطحية وحالات اختناق وتتم معالجتها في سيارات الإسعاف المنتشرة في محيط الميدان ويتم نقل الإصابات التي تحتاج إلى عناية أكبر للمستشفيات"
وأوضح أن هناك عددا آخر من المصابين من بين رجال الشرطة نقلتهم سيارات هيئة الإسعاف بخلاف مصابين آخرين للشرطة نقلتهم قوات الأمن.
وكانت وزارة الداخلية المصرية المصرية أعلنت في بيان سابق اليوم أن الاشتباكات الجارية بمحيط ميدان التحرير وسط القاهرة بين عناصرها ومحتجين أسفرت عن إصابة 13 من رجال الشرطة بطلقات نارية.
وذكرت الوزارة في بيانها أن "المواجهات التي تشهدها منطقة كورنيش النيل وجسر قصر النيل بمحيط ميدان التحرير مع عدد من مثيري الشغب الذين يستهدفون الاعتداء على المنشآت السياحية والعامة أسفرت عن إصابة عدد 4 ضباط و2 أفراد تابعين للشرطة و7 مجندين من قوات الأمن المركزي بطلقات نارية في أماكن متفرقة من الجسم بعضها إصابات خطيرة" .
ولفت البيان إلى أن "رجال الشرطة حريصون على تأمين كافة المسيرات والمظاهرات السلمية"، معتبرا أن الشرطة "تقوم بدورها في مواجهة عناصر مثيري الشغب والعمل على ضبطهم".
ولم يتطرق بيان وزارة الداخلية المصرية للأنباء التي ترددت عن قيام بعض المتظاهرين باحتجاز ضابط شرطة عقب السيطرة على إحدى مدرعات قوات مكافحة الشغب قبل قيادتها لميدان التحرير وإحراقها هناك.
وتتواصل الاحتجاجات والاشتباكات بين محتجين معارضين وقوات الأمن ، لليوم الخامس على التوالي، في ميدان التحرير ومحيطه منذ مساء الخميس الماضي عشية الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 .