قال إبراهيم دياكيتا، عمدة مدينة كونا بوسط مالي، إن الهدوء عاد للمدينة بعد سبعة أيام من "الرعب" إثر احتلال مجموعات وصفها ب"الإرهابية" للمدينة الواقعة علي بعد 700 كلم شمال شرق العاصمة باماكو. وقال إبراهيم دياكيتا، في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إن "السكان أصيبوا بصدمة جراء احتلال المجموعات الإرهابية للمدينة قبل حوالي أسبوعين، وإن 15 ألفًا من سكانها البالغين 30 ألفًا فروا إلي المناطق المقابلة لنهر النيجر خلال الأيام الماضية". وأضاف أن "بعض السكان بدأ في العودة بعد تحرير المدينة في 18 يناير/كانون الثاني الجاري، لكن الحياة لم تعد لطبيعتها بفعل الصدمة القوية التي أصابت السكان، وعدم قدرة البعض على التكيف مع الحياة التي أفرزتها المعارك". واحتلت جماعة "أنصار الدين" الجهادية، في 10 يناير/كانون الثاني الجاري، المدينة التي ينتمي أغلب سكانها لقبائل الطوارق، وذلك في محاولة لإفشال ما قالت إنه "خطة وضعتها سلطات باماكو مع الفرنسيين للانطلاق منها لإعادة السيطرة على مدن الشمال المالي". وذكر العمدة أن "السكان قاموا بذبح الخراف فرحًا بدخول القوات المالية والفرنسية، كما قاموا بتوزيع الحلوى في المدينة فرحًا بتحريرها من قبل القوات الفرنسية والمالية، وتخليص السكان من قبضة الإرهابيين". ونفى العمدة "وقوع انتهاكات جسيمة من قبل الجيش بحق الإثنيات الأخرى"، وأكد أن "القوات الفرنسية والمالية ما زالت منتشرة في المدينة لحمايتها من أي مجموعة قد تخطط لاحتلالها كما وقع يوم 10 من الشهر الجاري"، الذي وصفه باليوم الأسود في تاريخ مالي المعاصر. وختم العمدة حديثه بالقول "أريد أن أشكر فرنسا، وسأحمل العلم الفرنسي إلي جانب العلم المالي في سيارتي، ولن أنسي للفرنسيين الجميل الذي قاموا به من أجل مالي، ولا الحرية التي منحوها لنا بعد تخليصنا من قبضة الإرهابيين". يذكر أنه مع وجود فراغ في السلطة أدى إلى الانقلاب العسكري في شهر مارس/آذار الماضي، انتشرت حالة من العصيان المدني في مالي بدأت في شمال البلاد منذ نحو عام وانضم أكثر من نصف البلاد إلى الجماعات المسلحة في الشمال. ونتيجة لجهود فرنسا المكثفة، أعطى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقوات العسكرية المشتركة لدول غرب أفريقيا (إيكواس) حق التدخل العسكري ضد الجماعات المتمركزة في الشمال. غير أن فرنسا بدأت التدخل العسكري في 12 يناير بناءً على استدعاء حكومة مالي، وذلك قبل الموعد المتوقع في سبتمبر المقبل. وتدعم عدة دول غربية فرنسا وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا على عدة مستويات مثل المساعدات اللوجستية، وتبادل المعلومات وعمليات نقل الجنود والعتاد. وترغب أكبر ثلاث جماعات مسلحة مسيطرة على شمال مالي وهي جماعة أنصار الدين، والتوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في تأسيس نظام بالبلاد يستند إلى معتقدات دينية.