حثت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الإثنين/ القوى الغربية على التكاتف مع القوى الإقليمية للتصدى ومواجهة الخطر المتنامى من قبل الجماعات الجهادية. ولفتت الصحيفة - في افتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني- إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاءها ابتهجوا عام 2011 وقت مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، والذي شكل خبر مقتله نقطة تحول في صراع الغرب ضد من وصفتهم بالجهاديين.
وتابعت الصحيفة قولها "وعقب مرور 18 شهرا على مقتل بن لادن، تنامت المخاوف مرة أخرى وبدأ فصل جديد في الصراع ضد التطرف الإسلامي"..مضيفة "وفي الوقت الراهن،هناك العديد من الأخبار والجبهات الجهادية التي تؤرق أجهزة الاستخبارات الغربية".
وأردفت الصحيفة تقول "ففي مالي،انضم تنظيم القاعدة في المغرب إلى القوات المحلية لإحكام سيطرتهم على شمال البلاد،الأمر الذي دفع بالقوات الفرنسية للتدخل ووقف توسع التنظيم في المنطقة ، والذي أدى بدوره إلى حدوث أزمة الرهائن في عين أميناس في الجزائر الأسبوع المنصرم".
وفي سوريا -حسبما أبرزت الصحيفة- تعد جماعة "جبهة النصرة" من المدافعين عن الثورة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد ، ووفقا للاستخبارات الغربية ، فإن عدد المنتمين إلى جبهة النصرة يقدر بحوالي 3 آلاف مقاتل ، وهم قادرون على ترسيخ أقدامهم في المنطقة، في حال سقط نظام الأسد".
وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى تواجد القاعدة في اليمن والذي يبقى مصدر مقلق أيضا، لاسيما مع قدرتها على تزويد العديد من الإنتحاريين بالادوات المتفجرة الحديثة".
واعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية -في افتتاحيتها- أن الحكومات الأمريكية والأوروبية محقة في قلقها هذا، لاسيما في ظل توسع انتشار تنظيم القاعدة في العديد من دول المنطقة، الأمر الذي يجعلهم أكثر تهديدا ويجعل بالتالي من كيفية مواجهتهم أكثر تعقيدا.
ورأت الصحيفة أن هناك ما يبرر هذا القلق الذي يتمثل أولا في استحالة الحكم على مدى التهديد الذي ستشكله هذه الجماعات بصورة مباشرة على الولاياتالمتحدة وأوروبا حتى الوقت الحالي.
وأضافت الصحيفة "وثانيا، إن الحكومات الغربية لا تحبذ تصوير بعض هذه المجموعات على أنها شيئ أكثر مما هي عليه ، لاسيما في ظل تصوير هذه الجماعات نفسها على أنها تابعة لتنظيم القاعدة ، برغم عدم وجود أدلة دامغة على وجود أي صلة بينهم"..وتابعت "وأخيرا، يتعين على الولاياتالمتحدة وحلفائها أن يدركوا أن رد فعلهم قد يحدد إلى حد كبير ما إذا كانت هذه الجماعات ستستمر أو سيتم القضاء عليها نهائيا.
واختتمت صحيفة "فاينانشيال تايمز" افتتاحيتها قائلة" إلى أن فرنسا محقة في التدخل في مالي، وأن السياسة الغربية تجاه هذه الجماعات الجهادية ينبغي أن تكون سياسة براجماتية ، فضلا عن ضرورة تكاتف الدول الغربية، كلما أمكن، مع القوى الإقليمية لمواجهة هذا التحدي الجهادي".