لم تعد القنوات الدينية المتشددة المحسوبة على تيار الإسلام السياسى تلعب دورها فى اللعب فى عقول البسطاء باسم الدين فحسب، بينما وصل الأمر لحد السباب العلنى بألفاظ يعاقب عليها القانون، فبعد أن كانت الألفاظ مخصصة لرجال ونساء الوسط الفنى، امتدت للنيل من جبهة المعارضة ورموزها حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى والدكتور وحيد عبد المجيد. آخر تجاوزات «ضيوف» قناة الحافظ، فى البرنامج الذى يقدمه الشيخ عاطف عبد الرشيد، فيديو تداوله النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك يجمع بين النائب البرلمانى السابق محمد العمدة والمحامى نبيه الوحش، سب فيه العمدة الدكتور البرادعى وصباحى ووحيد عبد المجيد، وجبهة الإنقاذ، وقال العمدة إنهم يريدون إسقاط البلد كى لا تكون مرجعيتها إسلامية، بالاتفاق مع دول الاتحاد الأوروبى والسفيرة الأمريكية التى زارت حزب الوفد.
وثار العمدة قائلا: «أنا بقول لهم إن البلد هتفضل مرجعيتها إسلامية رغم أنفكم، والإعلام غصبن عن عين أمه، هيمشى بمرجعية إسلامية، والقضاء أيضا، وهنلغى لكم قناة التت بتاعة الرقاصات، وهنلغيلكم القنوات الوسخة كلها، وهنلغى المناظر الخارجة عن الآداب مش هنخليكم يا خالد يا يوسف ويا هيفاء وهبى، ترتزقوا على قفا قيم هذا البلد.. وأنا اختم بدعوتى لكل القوى الإسلامية والأحزاب الشريفة والمواطنين الشرفاء اللى عايزين يحموا البلد من هؤلاء الناس المرتزقة التابعين لأمريكا، بالاحتفال يوم 25 يناير فى كل شوارع وميادين مصر، ولازم الشوارع ميبقاش فيها شبر فاضى لأن الكلاب دى لازم تخش جحورها، عشان منخليش أى ابن كلب يروح عند أى مؤسسة، إحنا اللى هنحكم بلدنا مش هتحكمنا أمريكا ولا إسرائيل ولا وحيد (يقصد وحيد عبد المجيد)، ولا حمدين ولا البرادعى، ولا أى (.....) من ال (......) اللى عايزه تسقط الدولة، وهنا تدخل نبيه الوحش قائلا : اللى يخرب مصر يبقى ابن كلب.. وهنعلمهم الأدب بالمركوب.
الأمر برمته كان أشبه بوصلة ردح فى حارة ضيقة من الحوارى التى يشير لها الرئيس مرسى فى خطاباته، الآن أصبح البرادعى وحمدين ورموز المعارضة هم من ينتمون لأمريكا، وليسوا الإخوان الذين ناموا تحت أرجل الأمريكان وضمنوا أمن وسلامة إسرائيل حتى وصلوا إلى كرسى الحكم، الآن يتبرأ العمدة «الإخوانى» - فى نيولوك حسب الموضة والرائجة – من الأمريكان، ويتهم معارضين بأنهم ينتمون إليها، حقا صدق من تحدث عن أكاذيب هذا الفصيل الذى تحدثه « يلاهيك وما فيه يحسبه فيك»، يتحدث عن إسرائيل وعن استحالة أن تحكم مصر، أولم يصبح الرئيس محمد مرسى حبيب الشارع الإسرائيلى بعد أن سوى لهم الأمور مع حماس وضمن لهم أمنهم الداخلى فى الوقت الذى لا يضمن فيه أمن المواطن من أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل، أم هى إسرائيل غير التى قال لرئيس وزرائها إنه الصديق العزيز، أم أنها إسرائيل ثالثة غير التى نادى الدكتور عصام العريان بعودة اليهود منها ليسكنوا مصر، الحقيقة أن العمدة لم يحدد لنا أى أمريكا وأى إسرائيل، وأظن أن الهدف من البرنامج برمته هو الحشد ليوم 25 يناير القادم، كى تفشل مظاهرات المعارضين التى أعلن عنها قبل ذلك، استباقا لحجز الميادين، ورعبا وهلعا من ثوار لا يمثلون أحزابًا، ورجال لا يبحثون سوى عن لقمة العيش فى بلد أوشك على الإفلاس.
ليس هذا هو الفيديو الوحيد لمحمد العمدة، فله فيديو آخر يقف فيه خلف البرادعى فى جمعة الغضب يشيد به، قبل أن تصبح السفالة على قناة الحافظ بما لا يخالف شرع الله.