اجتمع الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي الذي يحاول وقف اراقة الدماء في سوريا في جنيف يوم الجمعة مع مسؤولين أمريكيين وروس لكن الفرص ضئيلة أمام حدوث انفراجة. وأجرى الابراهيمي محادثات منفصلة مع ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ووليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية في المقر الأوروبي للأمم المتحدة. وتساند كل من الحكومة الروسية والامريكية طرفا من طرفي الصراع الممتد منذ 21 شهرا. وقال مسؤول امريكي إن المحادثات ستركز على "توفير الظروف لدفع الحل السياسي قدما .. وعلى وجه التحديد تشكيل هيئة حكومية انتقالية" وهو ما تم الاتفاق عليه خلال محادثات جرت في جنيف في يونيو حزيران. ولم يحدد ذلك الاتفاق مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه مقاتلين يحاولون الاطاحة به في صراع أودى بحياة نحو 60 الف شخص. واقترح الابراهيمي هذا الأسبوع تنحى الاسد. ونددت سوريا يوم الخميس بالابراهيمي ووصفته بانه "منحاز بشكل سافر" ما ألقى بظلال من الشك على قدرة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية على مواصلة مهمته. وقال المسؤول الامريكي الذي طلب عدم نشر اسمه "الموقف الامريكي واضح: الاسد فقد كل الشرعية ويجب ان يتنحى ليفتح الطريق امام الحل السياسي والانتقال الديمقراطي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري." وقبل الاجتماع كرر بوجدانوف موقف روسيا الرافض لاخراج الاسد من السلطة من خلال قوى خارجية وقال ان خروجه يجب الا يكون شرطا مسبقا للمفاوضات. ونقل عن بوجدانوف قوله لتلفزيون روسيا اليوم إن روسيا "تتطلع إلى تفعيل حقيقي لبيان جنيف دون المساس بسيادة ووحدة الاراضي السورية وعدم التدخل في حق شعبها باختيار حكامه." وقال دبلوماسي عربي مقره موسكو انه يتوقع ان تطرح موسكو بعض الأفكار الجديدة على مائدة المفاوضات. وأضاف "الروس طلبوا عقد هذا الاجتماع لذا لابد ان بجعبتهم شيء... في الوقت نفسه لا يريدون تنحي بشار." وتصعب الأحوال الجوية في الشتاء حياة نحو مليوني سوري نزحوا من بيوتهم وأكثر من 600 ألف مسجلين كلاجئين في لبنان وتركيا والعراق والأردن ومصر. وقالت المتحدثة باسم صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ماريكسي ميركادو في افادة صحفية في جنيف "أكثر من مليوني طفل سوري تأثروا بالصراع أو يعيشون في مخيمات للاجئين في الدول المجاورة يناضلون ليشعروا بالدفء في واحد من أقسى فصول الشتاء في السنوات القليلة الماضية."