تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة عددا من الموضوعات المهمة. وفي عموده (هوامش ) بصحيفة "الأهرام"، وتحت عنوان " في معركة الدستور كلنا خاسرون" قال الكاتب فاروق جويدة إن " معركة الاستفتاء على الدستور انتهت وتركت خلفها جراحا عميقة في جسد المجتمع المصري بكل طوائفه وفئاته ‾.. مشيرا إلى أنه لا يوجد منتصر أومهزوم في معركة الدستور ، وقد يبدو أن هناك تيارا حقق ما أراد واقتنص لحظة تاريخية حلم بها يوما ولكن المؤكد أن في النصر مرارة تعادل تماما مرارة الهزيمة. وأوضح الكاتب " كان ينبغي أن يكون الدستور الجديد عرسا لكل المصريين أمام وفاق اجتماعي متكامل يصنع أساسا لبناء وطن جديد، وكان ينبغي أن نتصافح جميعا ونحن نقرأ مواد دستورنا الجديد بفخر واعتزاز، وأن يكون هذا الدستور بداية صفحة جديدة من تاريخ مصر فقد انتظرنا هذا اليوم زمنا طويلا، ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وكان الانقسام الحاد الذي أصاب المجتمع المصري أمام أحداث وتطورات تلاحقت بشدة ابتداء بالحشود التي رفضت الدستور وانتهاء بحشود أخري وافقت عليه. وأكد جويدة " نحن أمام حقيقة مؤكدة حذرنا منها كثيرا ولم يسمع أحد وهي أن قصة الدستور من البداية فتحت كل أبواب الانقسامات بين القوى السياسية في مصر ولم تعد مقصورة على النخبة التي انقسمت ولكن الأحداث اصابت المصريين جميعا.
وأوضح الكاتب " في تقديري أن معركة الدستور تركت الجسد المصري منهكا ومقسما ومشوها على كل المستويات وهنا غابت تماما معارك الفكر وخصومات الرأي والجدل حول مواد الدستور لتحل مكانها معارك دينية هي أبعد ما تكون عن ثوابت العقل المصري الرشيد وإيمانه الوسطي المترفع".
وأعرب الكاتب عن أمله أن يقوم مركز إعداد القرار في مجلس الوزراء بتقديم قراءة موضوعية لما حدث في معركة الدستور وحجم القوى التصويتية التي شاركت فيها والقوى التي غابت عنها ومنها قوى العمال والصوفية.. وهنا لا بد أن نرصد الأرقام الحقيقية لمشاركة المرأة المصرية فقد كانت من أهم وأخطر المؤشرات في معركة الدستور.
والخلاصة عندي .. لابد للفرقاء أن يجتمعوا على كلمة سواء إذا كنا نريد لهذا الوطن الأمن والإستقرار والمشاركة.