نظم معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ندوة بعنوان " الاكتشاف المبكر للإعاقات " وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل المعاق ، ناقشت الندوة كيفية الاكتشاف المبكر للإعاقة وطرق تفادي حدوثها قبل الحمل إلي جانب كيفية التعامل مع الطفل المعاق دون تمييز سواء لصالحه أو ضده . وتحدثت أ.د. ليلي كرم الدين أستاذ علم النفس بالمعهد ورئيس لجنة قطاع دراسات الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلي للجامعات عن أن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة لم يعد معترف به من المجلس الدولي للتربية الخاصة والذي يعد مسئولاً عن هؤلاء الأطفال علي مستوي العالم وأصبح يطلق عليهم ذوي الحقوق الخاصة . وأضافت أن الاكتشاف المبكر للإعاقة سواء كانت طفيفة أو شديدة يعد خطوة سليمة في سبيل الوقاية منها او تفادي آثارها فمثلاً الطفل ضعيف أو فاقد السمع إذا ماتم اكتشافه مبكراً وتم علاجه يستطيع أن يعيش بشكل أفضل بينما إذا ترك دون ملاحظة أو علاج حتي سن الكلام فلن يتكلم أبداً وسوف يصبح أصم وأبكم أو ربما يتطور الأمر ليصل إلي حالة تخلف عقلي .
وأكدت أن الأسرة تلعب دوراً أساسياً في تحول الطفل المعاق إلي متحدي إعاقة وذلك عن طريق عدم التمييز في المعاملة بينه وبين أخوته والحرص علي دمجه في المجتمع ، وأكبر مثال علي ذلك الموسيقار الراحل عمار الشريعي الذي كان دائماً يعزو الفضل في تفوقه الفني وابتسامته الدائمة إلي تعامل أسرته معه .
وعن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية أشارت إلي أن هذه العملية ليست بالسهلة حيث تتطلب تدريباً وإعداداً للأطفال العاديين إلي جانب توفير أساتذة قادرين علي التعامل مع تلك الحالات ، ومحاولات الدمج في المدارس المصرية كانت فاشلة نظراً لغياب تلك الأدوات .
وفيما يتعلق بالاكتشاف المبكر للإعاقة والوقاية منها أكدت أ.د. هويدا الجبالي أن لها طريقتين أولهما فحص السائل الأمنيوني الذي يحيط بالجنين منذ تكونه وهذا الفحص يساهم في تحديد ما إذا كان الجنين يحمل جينات إعاقة وراثية التي تنتقل من الأم لأبنائها الذكور مثل أنيميا الفول أو ضمور العضلات ، أما الطريقة الثانية هي التحكم في نوع الجنين بحيث تكون إناث فقط .
وأضاف أ.د. إيهاب عيد أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي أن عدد كبير من العلماء العباقرة عانوا من صعوبات التعلم وصل بعضها إلي وجود بعض سمات التوحد مثل جراهام بل و أينشتاين وبل جايتس ، مشيراً إلي أن الآباء يجب عليهم الانتباه إلي أن تلك الإعاقة ليست نقمة بل قد تكون في كثير من الأحيان كنز ، وينبغي عليهم ملاحظة سمات التوحد في أبنائهم والعمل علي بث الثقة فيهم وتوفير مناخ أسري دافئ لهم يجعل نموهم أسرع.