أكد د. إيهاب رجائي نائب رئيس قسم الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز القومي للبحوث أن أهم أسباب الإعاقة العقلية للأطفال تحدث للأم أثناء فترة الحمل عندما يكون أحد الأبوين مدخن أو كلاهما. وأضاف رجائي أن هناك عوامل أخري تزيد مخاطر الإصابة بالإعاقة العقلية وتشمل سوء التغذية وكثرة تناول الوجبات الجاهزة والعصائر التى تحتوي علي مواد حافظة، بالإضافة لبعض ملوثات البيئية التي تؤدى لخطورة كبيرة علي صحة الجنين وإصابته بأمراض أخري منها الحصبة الألمانية، فيروس الهربس، ومرض التوكسوبلازما. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها مكتبة مبارك العامة مؤخرا تحت عنوان "الرعاية الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة وسبل الوقاية والعلاج الطبيعي"، ونظمتها ريهام المصري صاحبة جروب زواج المعاقيين علي الفيس بوك، ود.اسماعيل ابو شادي المتخصص في العلاج الطبيعي. أسباب الإعاقة وعدد د.رجائي أهم أسباب الإعاقة، وقال إن هناك أسباب وراثية للإعاقة تحدث نتيجة خلل في الجينات المورثة من الوالدين أو عند التقاء، كما أن هناك مشكلات تحدث للأم بعد الوضع مثل إصابتها بأمراض الحميات الشديدة والالتهاب السحائي أو التهاب المخ. وأضاف رجائي أن الإعاقة يمكن أن تكون ناتجة أيضا لتعرض الطفل لحوداث أو كدمات شديدة في رأسه مثل تعرضه لضربة قوية أو حدوث ملخ للطفل أثناء الولادة من قبل الطبيب، أو تعرض الطفل لمواد بيئية سامة كالرصاص والزئبق التي تلحق ضررا كبيرا بالجهاز العصبي الطفل. وقال د.رجائي إن هناك تصنيفات متعددة للإعاقات منها غير حركية، وحركية ، وحسية، ونمائية، وذهنية، واجتماعية ومركبة . وأوضح أن الإعاقات" الغير حركية" تتمثل في عيوب القلب الخلقية وشق الحلق والشفاه الارنبية و"حركية" كعيوب الإطراف الخلقية أو الوراثية والشلل الدماغي وشلل الأطفال ، و"حسية" كفقدان البصر والصمم . وأضاف أن مرضي الصمم والبكم مصابون بإعاقة ذهنية وهي حالة ناتجة من انخفاض مستوي الذكاء عن 70 في المائة باستخدام مقاييس خاصة ومقننة يستخدمها الأخصائيون النفسيون، ويمكن تصنيف الإعاقة الذهنية إلي : إعاقة بسيطة يقدر مستوي الذكاء بين هذه الفئة من "50 الي69" في المائة وهي قابلة للتعلم باستخدام تمارين خاصة، وإعاقة متوسطة وتتراوح بين نسب الذكاء من "35 الي 49" في المائة، وهذه الفئة قابلة للتدريب، وهناك إعاقة شديدة تصل نسبة الذكاء من "20 الي 34" في المائة وهذه الفئة تحتاج لمهارات الاعتماد علي الذات، بينما هناك إعاقة أكثر شده بمستوي ذكاء أقل من 20 في المائة وتحتاج لرعاية مؤسسات خاصة. أما عن أبرز إشكال الإعاقة الذهنية فهي متلازمة داون ومتلازمة كروموسوم اكس الهش. وفيما يتعلق بالاعاقة النمائية فهي تتمثل في طيف التوحد واضطرابات اللغة والتواصل وصعوبات التعلم، أما الإعاقة الاجتماعية فهي تتمثل في الحرمات الاجتماعي والبيئي، والإعاقة المركبة تواجد مجموعة من الإعاقات السابقة في فرد واحد. طرق الوقاية وعن سبل الوقاية من الإعاقة أوضح د.رجائي أن هناك ثلاث مستويات : المستوى الأول: يتمثل في الوقاية الأولية، والهدف منها منع حدوث الإعاقة من خلال تطبيق إجراءات وقائية قبل التخطيط للحمل وقبل الولادة وأثنائها وفى مراحل الطفولة حتى النبوغ، وتشمل الاستشارات المتعلقة بالوراثة، والتغذية والرعاية الصحية للام والطفل. وفيما يتعلق بالاستشارات المتعلقة بالوراثة أكد د.رجائي أن الحد الاقصي لعمر الأم لولادة أطفال أصحاء من الناحية الوراثية هو مابين 20 إلي 30 عاما ، ولكن بعد تخطي الأم عمر الثلاثين إلي 35 عاما يصبح احتمالية كبيرة لولادة أطفال غير طبيعيين من الناحية الوراثية مثل متلازمة دوان. وطالب د.رجائي الحد من زواج الأقارب في المجتمعات ذات الطبيعة القبلية او البدوية، وضرورة نشر الوعي الوراثي والتطعيم علي مستوي الأم والطفل والتثقيف الصحي. وشدد الدكتور رجائي علي تقدم الأشخاص الذين يعانون من أمراض وراثية أو أقارب بالحصول علي الفحوصات الطبية المتاحة قبل عقد الزواج بمدة لا تقل عن 6اشهر. المستوي الثاني: يتمثل في الوقاية الثانوية ويشمل التشخيص المبكر للإعاقة والعلاج ، وفيما يتعلق بالتشخيص المبكر يجب علي الأباء أن يعرضوا أطفالهم علي استشاريين متخصصين عقب الولادة مباشرة، ويقوم الأطفال بتشخيص حاله الطفل، وإذا كان يعاني من إعاقة يحددون درجة إعاقته عن طريق فحوصات القدرات الطبيعية. المستوي الثالث: وهو إعادة التأهيل ويستخدم كافة الإجراءات الطبية والتعليمية والاجتماعية والمهنية لتدريب الأشخاص المعاقيين لبلوغ أعلي المستويات الممكنة من القدرات العلمية والعملية. العلاج وعن طرق العلاج، قال د. رجائي إن الأطفال المعاقين يحتاجون لعلاجات خاصة مثل العلاج الطبيعي وعلاج تأخر الكلام واضطرابات اللغة والعلاج المهني والتدريب والتعليم وأخيرا العلاج بالعمل. فيما يتعلق بالعلاج الطبيعي وهو معالجة المرض بالوسائل البدنية والميكانيكية كالمساج والتمارين الرياضية والماء والضوء والحرارة والكهرباء. والعلاج المهني يعني تكليف المريض بأداء نوع معين من العمل الخفيف يصرفه عن السلوكيات السلبية ويساهم في شفائة، ويقوم خلالها الطفل بممارسة إعمال فنية كالتلوين والرسم والخياطة واشغال الخشب وصناعة الفخار وغيرها من الإعمال الفنية. وفيما يتعلق بالتدريب والتعليم، فمهمته أن يتم تأهيل المعاق ليعيش حياة مستقلة ويمرن علي القيام بأعمال تتناسب مع قدراته، ويمكنه من خلالها أن يكتسب رزقه ولا يكون عبأً علي الآخرين.