بقلم د على ثابت وقف سيدنا على كرم الله وجهه وهو أمير المؤمنين امام القاضى شريح وخصمه يهودى ,وحكم القاضى لليهودى لعدم وجود شهود معه يؤيدون كلامه , ولم يتظاهر اتباعه المسلمين بالسيوف مثلما فعل اتباع النظام الجديد امام المحكمة الدستورية اليوم , بل وقف سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم امام القاضى فى خلاف مع يهودى أيضاً وطلب اليهودى ان يحضر النبى شهوداً يؤيدو كلامه وهو النبى الخاتم صلوات الله وسلامه عليه واستجاب سيدنا النبى لطلب القاضى , ولم يثور الصحابة على القاضى كيف يطلب من سيدنا النبى من يشهد على صحة كلامه وهو المعصوم من الخطأ , عصمة الهية من المولى عز وجل وليس عصمة دستورية كما ارادها رئيسنا لنفسه الذى تجاوز سيدنا النبى وكل البشرعندما جعل قراراته واعلاناته غير قابلة للطعن او الالغاء او الايقاف امام اية جهة, فى سابقة هى الاولى فى تاريخ العالم الاسلامى بل والعالم أجمع منذ نهاية حقبة الفراعنة , وقد اراد سيدنا النبى ان يعلمنا كيف نحترم القضاء وكيف يكون العدل بين الناس , فالكل امام القاضى سواء يتساوى الامير مع الغفير , الغنى مع الفقير, انها دولة العدل ولذا سادوا الدنيا وما فيها , ولكن عندما ابتلانا الله بتجار الفتاوى وبائعى الذمم كان ما كان , وضاعت الدولة الاسلامية كما تضيع الدولة المصرية اليوم أمام جحافل الجهل والصلف الفكرى والتعصب الاعمى الذى يساوى بين الحق والباطل , ولا اعرف كيف سمح النظام الحالى بهدم دولة القانون , فما حدث اليوم من حصار للمحكمة الدستورية هو بمثابة هزيمة للدولة اقسى من هزيمة 67 , فعندما دخل ديجول فرنسا بعد انتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية سأل عن أحوال البلاد فقالوا له انها خراب , فسأل عن القضاء فقالوا له : انه بخير فقال : أذن فرنسا بخير . أنه رجل فطن الى أصل الدولة وهو القضاء فاذا ذهب ذهبت الدولة , ونحن نريد ان نقرر للقاضى الحكم الذى ياتى على هوى الحاكم ! وللأسف نقول هذا بأسم الاسلام , ذلك الدين العظيم الذى أنتمى اليه القاضى العز بن عبد السلام الذى حكم ببيع السلطان المملوكى الذى كان حاكماً لمصر فانصاع السلطان لحكمه , واليوم يأتى نظام يدعى انه أسلامى ويحاصر المحاكم فى سابقة خطيرة سوف يتبعها كوارث لا حصر لها , فاذا كان بعض اتباع الرئيس يحاصرون المحكمة الدستورية لخلاف الرئيس معها , فما المانع من ان يحاصر اتباع اى مسئول اى محكمة أخرى منظور له قضية أمامها وكما قال الشاعر العربى (اذا كان رب البيت للدف ضارب , فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ) ففى نفس يوم حصار بعض أتباع الرئيس للدستورية كان اتباع احد المجنى عليهم يحاصرون احدى محاكم الجنايات فى الصعيد لأقتحامها كى يقتلوا قاتل قريب لهم دون أنتظار لحكم القضاء , فبعدما اضاع بعض أتباع الرئيس هيبة المحكمة بمنع دخول القضاة اليها , وشككوا الناس فى مصداقية احكام القضاه فلا تنتظروا من المواطن البسيط ان يحترم القضاء المصرى وأحكامه . ان هذا اليوم الاسود فى تاريخ مصر سوف يُسجل على انه حدث بموافقة ضمنية من النظام الحاكم بصمته عليه , فالكل كان يعلم بوجود بعض أتباع الرئيس امام المحكمة الدستورية منذ ليلة الامس , وتهديداتهم بقتل القضاة كانت ترج اصداء المكان واعلام تنظيم القاعدة كانت مرفوعة فوق علم مصر امام الجميع , والتاريخ لن يرحم بعض اتباع النظام الحالى , وموعدهم يوم القيامة عندما يسألهم الملك العدل عن عدل ضيعوه وقاضى من أجل الدنيا وكراسى الحكم أهانوه , بسم الله الرحمن الرحيم (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 )) صدق الله العظيم .