أكد الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتى أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا شاملا في مسيرة البلاد وطريقة الطرح والمعالجة والاسلوب، وقال "لقد تأخرنا كثيرا في الكويت وآن الاوان لان نلتفت الى بلدنا وان نكون قدوة لغيرنا من الدول"، مشيرا إلى أن الكويت تملك "المال والعقول والشعب الواعي". وأضاف الشيخ جابر المبارك، في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المحلية الكويتية وبحضور وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، أن الحراك السياسي الذي تشهده الكويت أمر ايجابي ودليل على حيوية المجتمع الكويتي ونتمنى استمراره، غير أنه أشار إلى أن هذا الحراك يجب أن يساهم في دفع عملية التنمية ولا يكون معرقلا لمسيرتها. واعتبر أن ما سمي بكتلة الأغلبية في مجلس الامة لم تكن موفقة، وأن فلسفة دستور الكويت لا تحبذ أن تكون هناك أغلبية سواء في المجلس أو الحكومة، لأن أغلبية المجلس تعرقل القرارات والمشاريع، وأغلبية الحكومة لا تشجعها على اتقان اتخاذ القرارات وتنفيذ الخطوات بايجابية. وأوضح أن الاختلاف في وجهات النظر "أمر جيد" ويصب في صالح الجميع ، وقال "لكن علينا ألا نرفع سقف الخلافات إلى هذه الدرجة وتلك الحدة وتصل إلى حد أن يتهم بعضنا البعض بالخيانة وتسود بيننا الاحقاد والضغائن". وأشار إلى أن لجوء الحكومة في المرة الأولى إلى المحكمة الدستورية كان للنظر في دستورية الدوائر وعدد الاصوات، وحكمت المحكمة حينها بدستوريتهما ، لافتا إلى أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان حينها يراقب ويلاحظ أن الاوضاع لم تكن طبيعية وانه لا يمكن الاستمرار في تلك الاوضاع، ورأى أن التغيير سيكسر من حدة كثير من التجمعات والتحالفات التي كانت موجودة، موضحا أن أمير البلاد استشار الاختصاصيين ومجموعة من الخبراء الدستوريين ، الذين قالوا نعم إن التغيير سيكون قانونيا ودستوريا ، ولذلك أصدر مرسوم ضرورة تحسبا أن تجرى انتخابات وفق الدوائر الانتخابية الخمسة والاصوات الاربعة ونرجع إلى نقطة البداية وما كنا عليه سابقا ، وقال "هذا ما التبس على الناس كيف تلجأ الحكومة إلى المحكمة الدستورية ثم تتراجع عن حكمها وتتخذ قرارا آخر". وشدد الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتى على أن الاعلام له دور كبير في المجتمعات المتقدمة، وقال "علينا أن نحسن توجيهه بما ينفع بلدنا وشعبنا، وإن الاعلام اليوم قد يحول الهزيمة إلى انتصار والانتصار إلى هزيمة وقد يرفع المعنويات أو يحبطها، لذا فمسؤوليات القائمين على الاعلام كبيرة لاسيما أن الاعلام يشكل قوة دفاع للوطن". وأكد الشيخ جابر المبارك ضرورة تشجيع المواطنين على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة ، وقال "إن واجب الحكومة أن تحث الناخبين على اختيار ممثليهم الذين سيتولون مهمة التشريع ، وألا تترك الساحة لمن يدعون الى مقاطعة الانتخابات"، موضحا أن أمير البلاد دعا المواطنين في خطاباته إلى المشاركة في عملية الاقتراع انطلاقا من حرصه على مصلحة الكويت، معربا عن تمنياته أن يستجيب المواطنون إلى هذه الدعوة. وأشار إلى أنه عندما أقرت الكويت الحقوق السياسية للمرأة في عام 2005 ، وجدت هذه الخطوة منتقديها وكان هناك من يدعي أن دخول المرأة في المعترك السياسي سيقوض التجربة الديمقراطية في الكويت، وقد أثبت التاريخ خطأ هذه الانتقادات ، مؤكدا أن التغيير الجديد سيثبت مصداقيته من خلال نوعية البرلمان، مشيرا إلى أن كثيرا من المرشحين لديهم أطروحات جيدة تحقق أملا كبيرا لمستقبل الكويت ومصلحة أبنائها ونفى أن تكون هناك قرارات بتجريم من يقاطع الانتخابات أو يدعو لمقاطعتها ، موضحا أن التجريم سيطبق على من يمنع الاخرين للادلاء بأصواتهم. وقال "نأمل في أن تكون هناك مشاركة تخولنا لأن نمضي في مسيرة الديمقراطية بلا عقبات"، مشيرا إلى أنه في البداية كانت هناك مزاعم عن عزوف المواطنين عن الترشيح للانتخابات لكن الحقيقة أن عدد المرشحين كان كبيرا. وحول موافقة الحكومة على مسيرة " كرامة وطن 3 " بعد منعها، قال الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتى إن المنع تم لأن المسيرة لم تكن مرخصة غير أن منظموها عندما سلكوا الطريق الصحيح وطلبوا الاذن تم منح الرخصة بعد وضع ضوابط للمسيرات وتعهد منظموها بالالتزام بهذه الضوابط ، موضحا أن هذا الامر متبع في كافة الدول المتحضرة، وسوف تقوم وزارة الداخلية بتوفير الحماية للمشاركين طالما التزموا بالقانون. وردا على سؤال بشأن القاء مسؤولية التقصير على مجلس الامة دون الحكومة اقر الشيخ جابر المبارك بوجود تقصير في اداء وعمل الحكومة ، مؤكدا انه لن يكون هناك تهاون او مجاملة على حساب الكويت بعد اليوم. وحول ما تردد عن تدخل جماعة الاخوان المسلمين في الشؤون الداخلية للكويت، قال "إننا نحترم هذه الفئة ونقدرها ولهم تواجد في الكويت ونأمل ان يكونوا عند ثقة أهل الكويت فمصلحة الكويت فوق كل اعتبار"، ونفى ما يشيعه البعض عن دور لدولة قطر في دعم بعض نواب المعارضة وتحريضهم على الحكومة ، وأكد أن هذا الكلام غير صحيح ، معربا عن اعتقاده أن دولة قطر الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا يساندون الكويت ولا يريدون لها الا الخير. واكد ان الفترة المقبلة ستشهد انطلاقة اقتصادية جديدة مشيرا الى ان هناك عددا من المشاريع التنموية الهامة التي تم اقرارها بالفعل ، . وشدد على انه لن يسمح لأي مسؤول او موظف بأن يعرقل ايا من هذه المشاريع وان تدفع الكويت ثمن اي مخطيء ، واكد اهمية الشباب وضرورة الاستفادة من جهودهم في البناء والتنمية باعتبارهم الثروة الحقيقية للكويت ، مشيرا إلى ضرورة وجود وزارة للشباب في الحكومة المقبلة تعنى بشؤونهم واحتياجاتهم.