أحمد نبيل : تعلمت من محمد محمود إنه يمكن ان يقتل المصريين بعضهما هدير مكاوى : محمد محمود علمنا معنى الإخوة الحقيقية
محمد الجمل : كان الموت فى كل جانب والخروج آمنا اشبه بالمستحيل
أصبح الموت إلينا أقرب من حبل الوريد هكذا رأى كل من نزل "محمد محمود" ذلك الشارع الذى ارتوت أرضيته بدماء الشهداء لم يكن يوماً عادياً جائت الأحداث فيه بطريقة درامية غريبة نهاية جمعة الإسلاميين, الإعتداء على أهالى الشهداء, الحديث عن أن الإنتخابات أهم من قِبل التيارات الإسلامية رفض من القوى الثورية, ضوء أخضر بالتعامل أمنياً , سقوط شهداء .
كان بداية اليوم فى فاعلية جمعة الإسلاميين والتى كان مطلبها الأساسى هو إلغاء "وثيقة السلمى" والتعجيل بوضع حد لتسليم السلطة بعد الإعلان أن السلطة ستكون فى أواخر 2013 .
انتهت الجمعة وبدأ الاعتداء على أهالى الشهداء ، وتهافت على الميدان من كل حدب وصوب الثوار ليجدو البنادق والمطاطى والرصاص الحى يواجههم ومات منهم من مات وهرول الأهالى يسألون عن أبنائهم ما بين قتيل ومصاب وعاجز ومن هو فى حالة حرجة .
أحداث "محمد محمود" لم يكن يوماً من أيام الثورة بل هو تاريخ شكل وجدان الكثير من الثوار فى هذا اليوم ومع مرور الذكرى السنوية له كان حوارنا مع ثائرين من "محمد محمد" يتذكرون ذلك اليوم ويبوحون بأسرارهم وما شكله هذا اليوم فى وجدانهم .
ويتذكر "محمد سيد أحمد" محاسب وأحد المشاركين فى أحداث "محمد محمود" فيقول: كنت فى الميدان بالليل فى 18 نوفمبر وبعد ما "البلتاجى" فك منصة الإخوان "وأبو إسماعيل" قال: هنروح نحمى صناديق الإنتخاب بعد ما كان بيقول هنعتصم تأكدت أن هناك ضرب هيحصل بكره لكن كان لازم أروح لإن معايا مفاتيح خزنة البنك، و ثانى يوم فضلت فاتح صفحات الأخبار مترقب ولما بدأت الإشتباكات تركت الشغل بسرعة وروحت البيت "اتوضيت" ونزلت متجه للتحرير.
عندما وصلت كانت الموجه الأولى من شباب الثوار تم إبادتها وكان لايوجد أى سيطره على أى مدخل من مداخل التحرير والإشتباكات فى "محمد محمود" وشارع مجلس الوزراء، دخلت محمد محمود وإشتبكنا مع الأمن لفترة طويلة ونجحنا نسبياً إننا لا نجعلهم يخرجوا خارج "محمد محمود". وفى ذلك الوقت جاء لنا أحد الأشخاص من شارع مجلس الوزراء وقال لنا إن الثوار هناك انكسروا ولابد أن نلحقهم فإنسحبت أنا ومجموعة من الشباب فى إتجاه مجلس الوزراء وهناك نجحنا فى إننا نرجعهم تانى للشارع وبعدها أصبت وروحت قضيت بقيت الليل فى "الصينية".
ويضيف "محمد" يوم الثلاثاء كان يوم غريب بالنسبة لى لإنه شهد نزول إثنين من أصدقائى لم أتخيل إنهم ينزلوا "مصطفى سعد" صديقى ذو الميول الإخوانية الذى كان رافض النزول لكن فى النهاية الإنسانية والثورة إنتصرت حتى على أوامر الجماعة ، وخالد القاضى اللى عاش معظم حياته فى الكويت ولقيته بيكلمنى يقول لى أنا هنزل معاك وهناك إصيب يومها 3 مرات وكل مرة كان بيصمم يدخل تانى
ويضيف "محمد" كان يوم غريبا فى حياتنا جميعا لقد رأينا الموت عدة مرات فى أيام الثورة لكن لم نكن نرى قبل ذلك هول هذا المنظر فى ذلك الشارع ولن أنسى هرولتنا إلى الميدان أوالشوارع الجانبية خصوصاً إننا كنا نرى الموت فى كل جانب
محمد الجمل" أحد المشاركين فى أحداث "محمد محمود" قال" نحن كأعضاء فى 6 ابريل دائما فى وقت الضرب والإشتباكات كان يطلق على "الجنرال" أو قائد الأستطلاع لإنى فعلا كنت بعمل ده ,بستكشف كل حاجة الأول ثم نحدد خطواتنا على أساس استطلاعة على الأرض وأماكن تواجد الأمن المركزى .
ويقول "الجمل" أكتر موقف أثر فيا فى أحداث "محمد محمود" كان ثالث يوم فى الاحداث تقريبا هو وفاة دكتورفى المستشفى الميدانى هذا الموقف جعلنى أبكى ودى حاجة نادرة بالنسبة لى كنت بتعالج وقتها فى المستشفى الميدانى وكانت عمرى ما دمعت من أول الاحداث بس الموقف ده جعلنى فعلا ابكى على الرغم من إنى حملت جثث كتير ،المهم كنت قبل أى خطوة بتتاخد لازم يحصل استطلاع وكان الأمن المركزى متحصن وكان يوم عادى بالنسبة لنا كله ضرب وغاز وشهداء كنا قد إتعودنا على هذا وكان هدفنا نخوف الأمن اللى فى المدرسة لإنهم كانوا بيصطادوا الشباب منها .
وقتها شعرت بألم جامد اوى فى قدمى لدرجة أن المشى كان بصعوبة ذهبت للمستشفى الميدانى عباد الرحمن لقيت ظفر رجلى واقع من كتر ما "الكوتش فى رجلى بقالة كام يوم".
وفجأة وجدت الأمن بيضرب غاز فى قلب المستشفى كان معى "الماسك" بتاعى لبسته على طول وكنت ببخ للناس محلول ملح للعين وبعد فترة وجدت الأطباء جميعا فى حالة هيسترية من البكاء ودكتور شكله صغير بيقول انا السبب انا السبب وفهمت أن الحالة دى لإنهم رأو زميلتهم جثة ولإن هذا الدكتور حاول يسعفها ولم يستطيع وكان فية 3 شباب ماتوا فى نفس الوقت الكل بقى فى حالة بكاء تركت كل هذا وصممت إننا لازم نرد علي الأمن ونقتل منهم كمان من كتر الحزن والغضب عالشباب اللى بيموت وبدأت أنسق مع "6 ابريل" جبهة ماهر وثورة الغضب والالتراس ، والشباب اللى معانا وبدأنا نبتكر شماريخ طورت مولتوف ودروع كأننا جيش بالضبط ، ومحمد صبحى وسيد صبحى ( أعضاء بحركة شباب 6 ابريل) كانوا عاملين تروسكل اسعاف لنقل المصابين بصراحة الأتنين ابطال .
أما لدكتورة "نجلاء أحمد" تتذكر ذكرياتها مع الميدان فتقول فى هذا الوقت فتحت حسابى على "الفيس بوك" يوم فض الإعتصام وكنت نازلة أتضامن مع المصابين وأهالى الشهداء وكنت فى عربيتى وفجأ' بدأ الضرب ووجدت الضابط ضرب عند قدمى خرطوش وقد وقعت وحملنى شباب وبدأت أنضم إلى الأطباء الميدان فى محاولة لإنقاذ الشباب ولما القنابل ترمى عليا كنا نجرى
وندخل الشوراع الجانبية وكنت اعاود االغناء مرة أخرى "الجدع جدع والجبان جبان"
وإستمر الضرب بصراحة حينما ترى بعينيك شباب يضحوا من أجل غيرهم تعرف انه شارع الابطال اضافة الى اصحاب التروسكيلات فقد حققوا دورا ناجحا ولولاهم كان سيوجد شهداء اكثر
وتضيف نجلاء ذكريات كثيرة ومواقف لا تحصى فى شارع الابطال وده موقف واحد من المواقف التى مرت بنا فى شارع عيون الحر
أما "هدير مكاوى" أحد المشاركين فى أحدث "محمد محمود" تتذكر ذكرياتها مع الشارع وتقول إن "محمد محمود" يمثل اليوم الذى عرفت فيه معنى الأخوة بجد ففى يوم الأربعاء ليلاً في أحداث محمد محمود يوم 23نوفمبر الساعة 8 تقريباً "اتحجزت" في الشارع جانبى، و كان أمامى الناس فى شارع باب اللوق يتواجد أمن مركزى بس مطلعوش للمكان المتواجدة فيه انا ومحمود زميلى وشارع محمد محمود كان فيه جيش مع أمن مركزى والناس كانت عند هارديز ساعتها .
وقتها وجدت محمود قال هأمن ضهرك وإجري علي باب اللوق ولما جينا نعمل كدة الأمن ضرب علينا رصاص وانا رجعت لمكانى في شارع الخرابة تانى وبقيت لوحدى كل اللي شايفاه قنابل وصوت رصاص ولو الأمن طلع من الشارع اللي جنبي من الناحبتين يا هموت يا هياخدونى وقتها اتشاهدت وجريت من محمد محمود لقيت محمود واقف وبيعيط وفاكرهم خدونى ساعتها لم استطبع أن اوقف دموعى التى نزلت أكتر من خوفه عليا وعرفت معنى الأخوة بجد ، وتضيف هدير هذا هو محمد محمود الذى استوعبنا جميعاً وربطنا برابطة الدم .
اما "أحمد نبيل" أحد أعضاء "الوايت نايتس" قال فى هذا اليوم لم أكن متواجدا فى التحرير فلم أكن مشارك فى جمعة الاسلاميين ووجدت الضرب قد بدأ من خلال متابعتى للأحداث على شاشة التلفاز وقتها اتصل بى أحد زملائى وأخبرنى أن "الوايت نايتس" نازل وبالفعل تجمعنا عند كوبرى قصر النيل كان الدخول إلى شارع محمد محمود أشبه بالمهمة المستحيلة فالناس على جوانب الميدان شمال ويمين ما بين مغمى عليه وما بين فار وما بين هارب يستنشق هواء بعد سيل القنابل ووجدنا ايضا شباب يتجمعون للدخول مرة اخرى للهجوم على الأمن المركزى ومن الواضح إنهم كانوا خارجين توا من الشارع لمعرفتهم بالمداخل وتتبعناهم ودخلنا معهم وبدأت الاشتباكات .
ويضيف "نبيل" إنى من المشاركين فى الثورة ولكن قنابل "محمد محمود" كان أثرها قويا ولا اعرف هل هى حقا كما ترددت محرمة دوليا أم إنها إشاعات المهم كان الضرب قوى ويدل على إنه لن يحاسبهم أحد بل يدل ايضا أن هناك من أمر بهذا المهم ظللت هكذا حتى آخر الليل وبعدها اصيب احد اصدقائنا وإتجهنا به إلى مستشقى القصر العينى وظللنا هناك حتى الثانية عشر ظهرا بعدها رجعت الى البيت مرة اخرى وبدأت بالمتابعة لصديقى لإنه فى حالة حرجة وكنت أنزل التحرير لمشاهدة تطورات الأمر.
ويضيف "نبيل" أن اهم ما استفدت به من أحداث محمد محمود إنه من الممكن جدا ان يقتلك اخاك وجيشك ولا تخدع بتلك المقولات الرنانة التى تقول إنه من المستحيل حدوث ذلك لإنه حدث ورأيناها وتكرر الأمر كثيرا فى العباسية وفى ماسبيرو
هؤلاء نسبة قليلة من مشاركين "محمود محمود" وسيشاركون فى الذكرى الأولى ومصرين على ان يكون الأسم هو شارع "عيون الحرية" ويطالبون بالقصاص .