ذكرت صحيفة الجارديان خبراً بعنوان" السياسيون في مصر لا يزالون تحت تأثير المؤسسة العسكرية" نشرت فيه ، أن الإحتجاجات على المأساة الأخيرة لكرة القدم المصرية هي جانب من أعراض الحياة اليومية في الثورة المصرية المستمرة.
وحتى الآن لا يكاد أن يمر شهر ، أو أسبوع أو حتى يوم على الأقل دون أن يفقد شخص آخر حياته فى سبيل الحرية، أو أن يتعرض للإصابة في النضال اليومى ، أن جوهر الثورة المصرية هو النضال اليومى من أجل الشرعية الجديدة بين البرلمان المصري والجيش والمؤسسة وباقى الشعب في ميدان التحرير.
على الرغم من أن الثورة إندلعت في بادأ الأمر ، بإعتبارها إحتجاجا على الظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي فى ظل حكم حسني مبارك ونظامه للبلاد ، وكان هناك عدد من الخطط النظامية ، والتي إرتفعت فوق بقية خطط النظام الأخرى ، فعلى سبيل المثال كان للرئيس السابق أفضلية واضحة من خلال علاقته الخارجية، بالإضافة إلى خطته التى تضمن توريث السلطة لإبنه.
ولكن لم تأتى الرياح بما تشتهى السفن ، حيث سحق الشباب المصري العنيد والمناضل هذه الفكرة المترسخة فى ذهن مبارك ، والتي تحولت لتكون نقطة ضعف مبارك في العلاقة بين الرئاسة والجيش.
لكن القادة المصريين مازالوا لا يفهمون كيفية التوفيق بين إعتراضاتهم على مبدأ توريث السلطة وبين ضرورة حماية شرعية مبارك ، وفي النهاية إستقر الأمر فى يد شباب ميدان التحرير ، الذين تمكنوا من فهم كيفية التوفيق فى هذا الأمر وأسقطوا مبارك بكل مايحمل من خطط تاركاً السلطة للجيش.
ولكن مازال الجيش يؤثر على أفراد الشعب ، حيث لا يستطيع أحد أن يترك وظيفة في الدولة المصرية دون تدخل ضباط الجيش ، لكن الحقيقة أن كل أفراد الشعب هم الذين يستطيعون إعادة تعيين أى صاحب منصب فى الدولة ، بداية بالرئيس وزرائه إلى قادة المجالس البلدية والقروية ، وبعد عام على طريق الثورة، يبدو أن الجيش قد فشل في فهم أن هذه الثورة ، قد أحدثت تغييرات في المجتمع بأسره.
فإن رحيل العسكريين سوف يضع الكرة بقوة في ملعب البرلمان، حيث أنها ستمنح الفرصة الأولى لوضع الأسس السليمة لمصر الحرة مع سلطة قضائية مستقلة قادرة على تحقيق أهداف الثوار وطمأنتهم بأن الدم الذي سال على الأراضي المصرية من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية لم يسيل عبثا، حيث سال هذا الدم المصرى ليضمن لمصر أن تخرج من ظلمات الفقر والجهل، وتساعد على الإنتقال نحو الإستقلال الحقيقي.
فإذا تفهم هذا البرلمان تلك الفكرة ، فإن الثورة المصرية سوف تحقق نجاحاً لترقى بمصر إلى جو تسوده الديموقراطية.
شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - الجارديان: السياسيون في مصر لا يزالون تحت تأثير المؤسسة العسكرية