اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحل الوحيد لنجاح الثورة المصرية وتحقيقها أهدافها التي من أجلها قامت وتحولها بالفعل نحو الديمقراطية، هو ضرورة التخلص من تأثير المؤسسة العسكرية على الحياة السياسية، فالجيش لم يفهم حتى الآن أن الثورة التي ترعاها المواقع الالكترونية ليست مثل ثورة عام 1952، وأنه طالما ظل في السلطة ولم يعود لثكناته، فسوف تستمر التوترات والمظاهرات التي تطالب برحيله. وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات على مأساة كرة القدم الأخيرة هي من أعراض الحياة اليومية في الثورة المصرية، فحتى الآن، لا يكاد شهر واحد، أو أسبوع يمر يوم دون فقدان حياة شخص ما من أجل الحرية، أو أن يصاب شخص، فالثورة التي اندلعت في البداية احتجاجا على الظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي لحسني مبارك، كان هناك عدد من الأشياء التي كرهها المصريين بشدة من بينها سياسة مبارك الخارجية، وخطته لتوريث السلطة لابنه. وزعمت الصحيفة أن الجيش لم يفهم الثورة جيدا وينظر إليها على أنها تشكل تهديد لشرعيته السياسية والثورية التي ورثها من ثورة عام 1952،فعلى مدى السنوات ال 60 الماضية، أصبح مرتدي الكاكي مميزين في مصر، فلا أحد يترك وظيفة في الدولة دون تدخل ضباط الجيش، وبعد عام على الثورة، يبدو أن الجيش قد فشل في فهم تلك التغييرات التي وقعت في المجتمع بأسره، مفهوم الثورة التي ترعاها مواقع الشبكات الاجتماعية غريبة على الجنرالات. وأوضحت الصحيفة أن النضال من أجل الشرعية لن تنتهي بسرعة، فمن الواضح أنه من مصلحة مصر دعم الثورة تماما، والمطالبة برحيل فوري للجيش من الحكومة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ومع ذلك، فإنه من المهم أيضا للمسؤولين من نظام مبارك أن يقدموا لمحاكمة عادلة، وهذا يضمن وضع حد للسيطرة العسكرية على المواقف السياسية الأبرز في مصر، وسيمهد الطريق لانسحاب نفوذ الجنرالات على بقية أروقة السلطة في مصر، وعندئذ فقط البرلمان المنتخب والرئيس الجديد يرث دولة حقيقية حيث سيكون لديهم القدرة على تنفيذ قراراتهم. وأشارت إلى إن رحيل العسكريين وضع الكرة بقوة ملعب البرلمان، لأنها سوف تتاح لي الفرصة لوضع الأسس لمصر الحرة مع سلطة قضائية مستقلة قادرة على تحقيق أهداف الثوار وطمأنتهم بأن الدم الذي سال على الأراضي من أجل التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية لم يذهب عبثا، بحيث يمكن لمصر أن تخرج من الفقر والجهل، وتساعد على الانتقال نحو الاستقلال الحقيقي، وإذا كان البرلمان يستطيع فهم هذا المفهوم، فإن الثورة سوف تنجح.