افادت مصادر إعلامية من داخل الكيان الاسرائيلي بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واصل مداولاته مع أطراف دولية كالرئيس الأميركي باراك أوباما، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في سعي لتخفيف حدة الضغوط عليه وضمان شروط اتفاق وقف إطلاق النار لايظهر انتصاراً للمقاومة. وأشار المحللون الصهاينة إلى مأزق الكيان الإسرائيلي الراهن في ظل فشل العدوان في تحقيق أهدافه المعلنة . وكتب المحلل السياسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” شمعون شيفر، إن “إسرائيل” باتت تدرك أنه لم يعد أمامها خيار سوى الذهاب باتجاه تهدئة طويلة الأمد . وأشار إلى أن من شأن استمرار العدوان على غزة التسبب باندلاع مواجهة مع مصر، وتأثيرات سياسية في الأردن. وبحسب شيفر سيضطر نتنياهو في الأيام القريبة المقبلة الرد على اقتراحات المصريين لوقف إطلاق النار، وسيكون عليه أن يسأل نفسه هل يقبل بتهدئة تم خرقها أكثر من مرة في السابق . شيفر الذي يقول إن نتنياهو فاوض “حماس” في صفقة شاليت، يوضح أن أمام نتنياهو خياراً آخر بعيد الأمد: بمقدوره أن يحاول أن يعرض على “حماس” الالتزام بعدم المس بقادتها وبرفع الحصار عن غزة، مقابل وقف التزود بالصواريخ وبجعل غزة منزوعة السلاح تحت إشراف دولي . ويعلل رأيه بالقول إن أية تهدئة لن تكون ذات معنى وستشكل توطئة للجولة المقبلة، تقوم خلالها “حماس” بالتزود بأسلحة أكثر تطوراً . من جانبه، قال أليكس فيشمان، المحلل العسكري للصحيفة إن من يديرون الحرب من الجانب “الإسرائيلي” لا يدفعون ولا يرغبون حقاً بالذهاب إلى الجولة البرية، وأنهم أبلغوا واشنطن بذلك قبل أيام . وأشار إلى أن الحملة تخرج لحيز التنفيذ فقط في حال نجحت “حماس” في إلحاق ضربة دراماتيكية ب”إسرائيل” للحصول على “صورة النصر” النهائية للحرب . وأضاف “عندها لن يتمكن وزراء في الحكومة من ضبط أنفسهم وعدم الوقوع في إغراء “تصحيح” مثل هذا الانطباع عند الناخب “الإسرائيلي” . وكشف فيشمان أن المسارات الدبلوماسية والسياسية نشطت للغاية في السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أن دول الغرب أكثرت من الثناء والإطراء على الرئيس المصري محمد مرسي الى حد “التزلف”، حسب تعبير فيشمان . واعتبرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية العدوان على قطاع غزة حرباً لوزير الحرب “الإسرائيلي” إيهود باراك الذي منحه رئيس حكومة الكيان نتنياهو فرصة أن يخرج مستفيداً سياسياً منها في حال نجاحها وكبش فداء في حال فشلها . واستذكرت أن الفشل “الإسرائيلي” في لبنان هو الذي أعاد باراك إلى مقدمة القيادة الأمنية . وفي سياق الحديث عن الحسابات الانتخابية للحرب يقول محرّر الصحيفة إنه في حال فشلت العملية الحالية في غزة، فسيبدو رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت وقائد الجيش السابق جابي اشكنازي بمثابة المخلصَيْن ل”إسرائيل” ويطرحان نفسيهما بديلين للقيادة الحالية . أما “إذا نجحت” فيضطران إلى تأجيل تحقيق تطلعاتهما السياسية إلى موعد المواجهة المقبلة . وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحملة تضع على المحك كل المفهوم الأمني والعسكري لباراك رجل الوحدات الخاصة الذي يفضل عمليات عينية خاطفة تصاحبها عمليات تضليل وخداع . واتهمت باراك بأنه يعتقد أن “إسرائيل” ملزمة بالخروج كل بضع سنوات لجولة عسكرية، تستعرض فيها قوتها “لتعزيز الردع” وفرض وقف لإطلاق النار مع جيرانها .