فريدة النقاش: التيار السلفى يريد تحويل مصر إلى أفغانستان جديدة عبد الرحمن أبو الفتوح: يريدون تطبيق شريعتهم هم, وشريعة الله موجودة بالفعل
عصام الشريف: مسْحُهُم لرسوم الجرافيتى جريمة فى حق الشهداء
عماد العريان: الثورة مستمرة وما حدث مجرد "جر شكل" للقوى الثورية
لا تنازل عن تطبيق الشريعة الإسلامية, هكذا يُعْلِن التيار السلفى فى مصر بأنه لن يكون هناك دستور إلا بهذه المادة, هكذا أعلنوا من خلال إستمرار تظاهرهم من أجل تطبيق شريعة الله,
فلو توقَّف الأمر عند هذا الحد, لكان الخلاف سيبدو طبيعيًا, ولكن بعدما قام التيار السلفى فى جمعة "تطبيق الشريعة" بمسح رسوم "الجرافيتى" الخاص بالشهداء وإستبداله بآيات قرآنية, وهو ما جعلهم يقفوا فى صدام مع القوى الثورية أيضًا, إضافة إلى القوى المدنية والليبرالية واليسارية التى هى فى حالة صدام معها بالفعل .
لم يكن الصدام مع من يختلفون فقط فى الأيدلوجية بل إن الأمر أصبح مواجهة من نفس التيار فإن مظاهرات الجمعة "تطبيق الشريعة", كانت لطلب الشريعة من نظام إسلامى يحكم البلد ومن تأسيسية يغلب عليها التيار الإسلامى ومع وجود مادة تقول أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع .
إضافة إلى تصريحات الإخوان المسلمين التى لا تريد معاداة التيار السلفى وفى نفس الوقت لا تتضامن معه, فإنها مكتفية بما تقوله دائما بأنها لن تفرط فى تطبيق الشريعة .
والآن نحن أمام فصيل يغرد بعيدا عن الأخرين, فلا يتفق مع الليبراليين ولا العلمانيين ولا حتى مع الإسلاميين, ومسحه لرسوم الجرافيتى ما هى إلا معاداة للقوى الثورية والشبابية, إضافة إلى الأعلام التى طار فيها النسر ورُفِعَت فيها الرايات السوداء, والآن هل لنا ان نسأل ماذا يريد التيار السلفى ؟, ولماذا يواجه تلك التيارات جميعا وكذلك الإصرار عليها ؟ .
تقول "فريدة النقاش", الكاتبة الصحفية والقيادية بحزب التجمع: إن هذا التيار بكل ما يفعله من تصرفات وفتاوى, والتى تُجيزُ هدم الآثار وما إلى ذلك ليس إلا مطلبا من أجل أن يُحوّلوا مصر إلى أفغانستان جديدة, بسبب فكرهم التطرفى والرجعى .
وأضافت "النقاش": أن ممارسات التيار السلفى بالطبع تؤثر تأثيرا قويا على الحياة السياسية, ولكن للأسف التأثير سلبى, وذلك من خلال رفع شعار غامض وهو تطبيق الشريعة, على الرغم من أن الشريعة فى مصر مُطبَّقة بطريقة معتدلة ليس فيها مبالغة أو مزايدة, وفيما تعلَّق بمسح رسوم الجرافيتى لإعتبارهم أن الرسم والتصوير حرام وموقفهم من الشهداء والمرأة ومعاداتهم للمواثيق الدولية, فكل هذه العناصر تُبيِّن لنا ماهية التيار السلفى .
أما الدكتور "عبد الرحمن أبو الفتوح", أستاذ كلية الدعوة الإسلامية, يقول: أن ما يحدث من قِبَل السلفيين هو فهم خاطئ عن الإسلام, فما أُثيرَ حول الآثار وما إلى ذلك, فهذا تاريخ وتراث وهم ليسوا أكثر إيمانا من سيدنا "عمر بن الخطاب", (الفاروق), وهم ليسوا أكثر تديّنا من سيدنا "عمرو ابن العاص", بل إنها علامة (وتمرون عليهم مصبحين ) .
وأضاف "أبو الفتوح": أن ما يُعْلَن من قِبَل التيار السلفى من كلمة تطبيق الشريعة هو أمر خطأ فهم يريدون تطبيق الشريعة من وجهة نظرهم ليس أكثر, فالأزهر موجود وهو أهم بالشريعة ولا يستطيع أحد أن يُنْكِر ذلك, ولكن ما يريده التيار السلفى هو التشدد ليس أكثر .
بينما إعتبر "عصام الشريف", المنسق العام لجبهة التغيير السلمى: أن مسح التيار السلفى لرسوم الجرافيتى هو أمر فى غاية الخطورة وتعدى واضح وصارخ على الثورة وشهدائها ورموزها الذين دفعوا أرواحهم فى سبيل هذه البلد والثورة بعيدا عن أى مناصب, مُعْتبرا أن ما حدث كان أفظع مما فعلته وزارة الداخلية .
وأضاف "الشريف": أن التيار السلفى يتعمد دائما عدم التفاوض لإمكانية الإتفاق على أى شئ غيجابى لصالح البلد, وكانت النهاية أنه يتظاهر ضد تيار إسلامى آخر وهو ما يجعلنا نعرف كيف يفكر هؤلاء, فإن التيار السلفى يريدها ديكتاتورية لا حدود لها .
فيما يقول"عماد العريان", المنسق العام لإتحاد شباب ماسيرو: لم يعد أمامنا إلا الوقوف أمام هذه التيارات التى تثبت يوما بعد يوم أنها تعمل لمصالحها الخاصة فقط, وليس من أجل الثورة, وهو ما أثبتته الأيام والمواقف, مشيرا إلى, ما صلة الشريعة الإسلامية برسم الجرافيتى, الذى يُخلّد ذكرى شهداء ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن, إن ما يفعله التيار السلفى ليس إلا "جر شكل" لجميع القوى الثورية .
وأضاف "العريان": أن هذه التيارات ستسقط والثورة ستستمر, لأن شباب الثورة لن يتنازلوا عن الحرية, ورغم إصرارهم وإستعراضهم لعضلاتهم, إلا أن هذا لن يدوم وسيعرف الشعب من يريد مصلحته, وليست المصالح والمناصب .
هذه هى صورة مُبسَّطة حول أحداث جمعة "تطبيق الشريعة" وعن رسوم الجرافيتى الموجودة على مختلف جدران مصر, فمتى سيكون عندنا ثقافة الحوار ولغة الإختلاف ؟, أم أنها مجرد شعارات لا مصير لها إلا أنها تُذكَر فقط فى محاولات للتظاهر بالعصرية والإنفتاح ؟ .