قام مركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC) بإنشاء أربع مراكز توظيف وتطوير مهني (ECDCs) في ثلاث جامعات مصرية، بتمويل من جائزة حصل عليها المركز من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). يهدف المشروع، الذي أنشئ بالتعاون مع شركات مساهمة ومنظمات غير حكومية، إلى تقديم تدريب مهني لمساعدة الشباب المصري على كسب المهارات اللازمة لتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة. تقول مها جندي، المدير التنفيذي لمركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو التأكد من أن الشباب المصري يتخرج من الجامعة ولديه الأدوات التي تمكنه من النجاح في حياته المهنية. وتضيف: " نضمن للطلاب، من خلال هذا المشروع، مغادرة الجامعة بخبرات تفيدهم مدى الحياة، من خلال تزويدهم بالمهارات الأساسية في البحث عن العمل، وكذلك نصائح مقابلات التوظيف وكتابة السير الذاتية".
بدأ المشروع، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في يونيو 2012 وينتهي في مايو 2015 حيث يقوم مركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بتوفير المصروفات اللازمة و تخصيص مساحات في جامعات عين شمس، قناة السويس وأسيوط لإنشاء مراكز توظيف وتطوير مهني على شاكلة مركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. سيقوم فريق من المتخصصين من مركز الاستشارات المهنية بالجامعة والمخولين من المؤسسة الوطنية للتنمية المهنية في الولاياتالمتحدة، على العمل بشكل وثيق مع هذه المؤسسات لتأثيث مراكز التوظيف والتطوير المهني، وكذلك تدريب وتأهيل مساعدي التطوير المهني. سيقوم الفريق أيضاً ببناء قدرات موظفي المراكز من خلال تقديم تدريب عملي على كيفية تشغيل المراكز المهنية، وتنظيم فعاليات ومعارض التوظيف، فضلا عن إنشاء وتنسيق الأنشطة المهنية.
وتضيف جندي: "الشباب في مصر بشكل عام قادر على تحقيق مستويات كافية من التعليم، ومع ذلك، كثير منهم لا يعرفون كيفية التخطيط لحياتهم المهنية وليسوا على علم كاف بالاستراتيجيات الفعالة في البحث عن عمل". وتوضح أن هنا يأتي دور مراكز التوظيف والتطوير المهني وهو توفير الدعم للشباب المصري وتدريبهم على كيفية بناء العلاقات مع الشركات وأصحاب العمل المحتملين، وكذلك كيفية الانتقال الناجح من الدراسة إلى العمل".
ينطوي جزء كبير من المشروع على توفير تدريب توظيفي لتحديد الطلاب المتفوقين. كما يتم تقديم التدريب في مسارات تقنية محددة، حيث أن أحد أكبر المراكز الأربعة تم إنشاؤه خصيصاً لطلاب الهندسة بجامعة عين شمس. ويتحتم على الطلاب الذين تم اختيارهم أن يكونوا في السنة الأخيرة أو قبل الأخيرة من دراستهم، وحاصلين على درجات عالية ولديهم مهارات تناسب المعايير المتفق عليها.
يقول مصطفى يحيى، طالب في السنة الرابعة بكلية هندسة البناء، جامعة عين شمس: "كنت أبحث عن التدريب لتعزيز مهارات القيادة والتوظيف بهدف الإضافة إلى مستقبلي المهني". وأضاف: "في الواقع، لم أكن أتوقع أن يكون التدريب ممتعاً، حيث أنه يعتمد على تقديم المعرفة بطريقة مبتكرة من خلال الألعاب والممارسة". وأشار يحيى إلى أنه تعلم كيفية التعامل مع الناس بشكل محترف اعتمادا على تحليل شخصياتهم المختلفة.
وتقول مها فخري، مدير التوظيف والعلاقات المهنية في مركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: " نستطيع تقييم مهارات الطلاب من خلال هذه الدورات التدريبية." وأشارت إلى أن الطلاب سوف يصبحوا قادرين على إدراك أن اتخاذ القرار الوظيفي هو عملية ديناميكية، وسيستطيعون النظر لمجالات خارج نطاق تخصصاتهم الدراسية. "كما قد تخلق التدريبات عند بعض الطلاب الاهتمام بريادة الأعمال، حيث يبدع الطلاب في خلق فرص للعمل بدلا من مجرد استخدام الفرص المتاحة".
جدير بالذكر أن مراكز التطوير المهني ستقوم بخدمة طلاب وأعضاء هيئة تدريس 14 جامعة مصرية بشكل عام. كما تقوم منظمة نهضة المحروسة غير الحكومية والمنظمة العالمية للتعليم، بالإضافة إلى مركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والذين تلقوا أيضاً جوائز من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالعمل على إنشاء مراكز تطوير مهنية مستقلة في الجامعات المصرية الأخرى. ومن المتوقع أن يستفيد من تلك المراكز أكثر من 300,000 طالباً مصرياً، الذين يمثلون 20 بالمئة من مجموع الطلاب الجامعيين.
وطبقاً لفخري فإننا في مصر نفتقد إلى ثقافة تقديم التوجيه المهني في المدارس والجامعات. "في الكثير من الدول حول العالم، تقدم الاستشارات المهنية لطلاب الصف الثانوي. فنحن نطمح، من خلال هذه المبادرة، إلى إعداد خريجين لديهم وعي وتركيز وإلى تقليل الفجوة بين سوق العمل والتعليم العالي".
تأسس مركز الاستشارات المهنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1991 كأول مركز جامعي مهني في الشرق الأوسط يوفر فرص عمل شاملة وخدمات توظيف للخريجين والطلاب وأرباب العمل. قام المركز لسنوات عديدة، بتدريب طلاب وخريجين على التخطيط الوظيفي مدى الحياة، وتقديم المساعدة في تحديد الأهداف المهنية، وتصميم وتنفيذ استراتيجيات في البحث عن العمل، وكذلك استكشاف التعلم التجريبي والتوظيف وفرص الدراسات العليا.