يحتفل العالم فى الفترة من 16 إلى 22 نوفمبر بأسبوع ريادة الأعمال العالمى، لتنمية ثقافة الأعمال بين الشباب، وهو الأمر الذى يحتل صدارة اهتمام صناع القرار فى العالم فى ظل تراجع دور الدولة فى توفير فرص العمل للخريجين الجدد وهيمنة اقتصاد السوق الذى تحكمه معايير العرض والطلب. وعلى الرغم من أن تركيبة السكان تضم نسبة عالية من الشباب وأن الاقتصاد المصرى يحقق تحسن فى معدلات النمو، بلغت 4.9% فى الربع الثالث مقارنة ب4.7% فى الربع الثانى من 2009، إلا أن الاقتصاد المصرى يشهد معدلات مرتفعة من البطالة أيضا، وصلت إلى 9.4% من إجمالى قوة العمل فى الربع الثانى المنتهى فى 30 يونيو 2009. وبينما يخلق النمو الاقتصادى فرصا جديدة للعمل يبحث الكثير من أصحاب الشركات عن عمالة مؤهلة بمهارات يطلبها السوق ولا يوفرها التعليم الجامعى. وهو الأمر الذى دفع غرفة التجارة الأمريكية لتقديم برامج تدريبية منخفضة السعر للشباب، علما بأن هذه البرامج صممت بناء على استقصاءات استطلعت فيه آراء أعضاء الغرفة عن المهارات الناقصة بسوق العمال المصرية، «نقدم برامج تدريبية بمعايير دولية محدثة فى مجالات المحاسبة والمراجعة والتسويق والموارد البشرية وإدارة الموارد المالية للشركات بأسعار أقل من ٪50 من أسعارها الفعلية، قال محمد أمين مدير مركز التدريب والتطوير المهنى بالغرفة الأمريكية موضحا أن الغرفة أنشأت مركزا تدريبيا للطلبة فى جامعة عين شمس وآخر فى جامعة القاهرة لتدريب الطلبة أثناء العام الدراسى. وقد نجح المركزين فى تدريب أكثر من 600 طالب فى العام الماضى، «نساعد الشباب المتخرجين على الالتحاق بسوق العمل بعد إنهاء التدريب من خلال مركز التوظيف بالغرفة، أضاف أمين. مبادرات تدريبية بسعر رمزى وفيما تصل أسعار برامج التدريب التى يقدمها مركزى الغرفة الأمريكية الى 1250 جنيها فى مجال التدريب على التسويق و1800 جنيه فى برنامج التدريب على المحاسبة، وهى أسعار قد تكون مناسبة للكثيرين من الكوادر الشابة من أبناء الطبقة الوسطى، تحاول جمعية «مؤسسة التعليم من أجل التوظيف مصر» أن تقدم برامج تدريبية بأسعار مزية، حوالى 150جنيها لبرنامج تدريبى يتراوح بين 300 و400 ساعة، كما قالت شاهيناز أحمد المدير التنفيذى للجمعية «نهتم بعمل مقابلات لاختيار المتدربين مع مراعاة أن يتوافر فيهم عاملى الحاجة الاجتماعية لمساعدتنا للحصول على الوظيفة والرغبة فى التعلم» أضافت شاهيناز. وبدأت الجمعية فى تقديم خدماتها التدريبية فى مصر فى مايو الماضى وقامت بتخريج 13 متدربا فى قطاع التسويق فى مجال الملابس الجاهزة. وسيتم تدريب دفعات جديدة فى مجالى البنوك والملابس الجاهزة كما تخطط الجمعية لتقديم برامج تدريبيه فى مجال مراكز الاتصال «كول سنتر». وتتطلع «مؤسسة التعليم من أجل التوظيف مصر» إلى تدريب 60 إلى 100 متدرب هذا العام آخذة على عاتقها مسئولية البحث عن فرص عمل للمتخرجين. «نصمم برامجنا التدريبية على أساس الوظائف المطلوبة فى السوق وتشارك الشركات التى تبحث عن كوادر فى دعم البرامج التدريبية لتشغيل الكوادر المدربة بعد التخرج، وحتى الآن تصل نسبة التوظيف للخريجين ٪100» تبعا لما قالته شاهيناز. أما مبادرة بنك جولدمان ساكس التدريبية فاستهدفت تقديم تدريب مجانى لصغار سيدات الأعمال من خلال مركزGoldman Sachs Women» Entrepreneurship and Leadership» بالجامعة الامريكيةبالقاهرة، «تخرجت 101 سيدة من برنامجنا التدريبى فى عام 2009 وبدأ الكثير منهن بتطبيق ما تعلمنه فى مجال المشروعات الصغيرة « قالت مها الشناوى، مديرة المركز، موضحة أن المركز يقدم تدريبا يهدف إلى تطوير قدرة السيدات على تأسيس المشروعات الصغيرة والتوسع فيها من خلال تطوير مهارتهن فى مجالات كعمل خطة للمشروع والمحاسبة والتسويق. «نستضيف بنوك خاصة ومندوبين من الصندوق الاجتماعى لتنمية مهارات المتدربات لدينا على كيفية الحصول على القروض» أضافت الشناوى. ويقول أحمد محمد، أولى هندسة ميكانيكا جامعة عين شمس، أنه متحمس لالتحاق بالبرامج التدريبية التى تنمى قدراته على التواصل مع الشركات ولكنه يرى أن السعر المناسب لهذه الدورات بالنسبة له يتراوح بين 400 جنيه و600 جنيه. تمويل البحث العلمى عمرو الوكيل واحد من فريق عمل من ستة طلاب فى هندسة القاهرة، فكروا فى اختراع جديد لإنقاذ حياة المرضى من خلال تطوير جهاز يحمله المريض لنقل ضربات القلب وإشارات التنفس للطبيب عن طريق البريد الإلكترونى أو الهاتف المحمول. «حصلنا على منحة من جمعية نهضة المحروسة ساعدتنا على تمويل مشروع التخرج وقدموا لنا محاضرات عن كيفية الحصول على براءة الاختراع والتوعية بكيفية الإدارة المالية للمشروع» بعد التخرج في عام 2007 أسس عمرو واثنان من المجموعة شركة خاصة لتسويق هذا الاختراع الجديد بعد إتمام إجراءات تسجيل براءة الاختراع. اهتمت جمعية نهضة المحروسة اهتمت بدخول مجال مختلف وهو رعاية بحوث وابتكارات الشباب من خلال برنامج جوائز المبتكرين الشباب الذى بدأته من خمسة سنوات. «بدأنا بمسابقة يتنافس فيها طلبة كلية الهندسة بجامعة القاهرة بتقديم تمويل 4 آلاف جنيه لمشروعات التخرج ثم توسعنا بعد ذلك وقدمنا تمويلا لمشروعات ل380 مشروع تخرج فى كليات الهندسة والعلوم والزراعة وصلت إلى 6000 جنيه للمشروع «تبعا لما قاله محمد زرقانى مدير البرنامج. وأضاف الزرقانى أن البرنامج يدرب الطلبة على كيفية تسويق أفكارهم للشركات بعد التخرج ونجح بالفعل الكثير من الفائزين بالمنح فى بيع مشروعات التخرج لشركات فى قطاعات مختلفة «نهدف من هذا البرنامج تشجيع الطلبة على تقديم ابتكارات جديدة فى مشروعات التخرج بدلا من تكرار الأفكار السابقة» أضاف الزرقانى. وتقدم الجمعية أيضا منحا قدرها 12 ألف جنيه للماجستير و24 ألف للدكتوراه سنويا «أردنا أن نساعد الطلبة من خلال هذه المنح على التفرغ لإعداد الماجستير والدكتوراه وتشجيعهم على الاستمرار فى مصر بدلا من البحث عن منح أجنبيه فى الخارج وخسارة مصر لهذه الخبرات بعد ذلك» قال الزرقانى. «مشاركة الحكومة والقطاع الخاص مع المجتمع المدنى فى إعداد وتمويل مبادرات تطوير مهارات الشباب وربطهم بسوق العمل أمرا بالغ الأهمية لنجاح مثل هذه المبادرات» كما أضاف الزرقانى مشيرا إلى تجربة برنامج جوائز المبتكرين الشباب بالجمعية والذى يتشارك فى تمويله برنامج تحديث الصناعة وشركات خاصة.