كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الثلاثاء أن مؤسسة الرئاسة وعدت وفد مطروح بإرسال مندوبين من الرئاسة لتقصي الحقائق حول مشروع الضبعة النووي "الذي تسبب في انقسامات بين مسئولين في الدولة"، مؤكدة أن "الحكومة تصر على إقامة المشروع في مكانه القديم وأهالي مطروح يرفضون". وتابعت الصحيفة أن أرض المشروع النووي البالغ مساحتها نحو 60 كيلومترًا مربعًا في الضبعة تعرضت لاعتداءين كبيرين عقب ثورة 25 يناير 2011 من قبل سكان غاضبين، وتسبب الاعتداءان في تدمير ممتلكات ومنشآت تابعة للمشروع تبلغ كلفتها ملايين الدولارات الأمر الذي يشكل أكبر عقبة أمام تنفيذ المشروع. من جانبه قال الدكتور محمد عزت عبد العزيز، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، إن مصر دخلت عام 1981 في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ولذلك لم يبق أمام الهيئة في ذلك الوقت إلا إنشاء مفاعل نووي سلمي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه.
مشيراً ان علماء الطاقة قاموا بدعوة القيادة السياسية لهذه الخطوة في ذلك الوقت حتى صدر قرار من المجلس الأعلى للطاقة في عام 1986 بالاتجاه لإنشاء محطة نووية لإنتاج الطاقة بمنطقة الضبعة ، ومنذ ذلك الوقت "الثمانينيات" بدأ الجدل بين المناهضين للمشروع والمدافعين عنه، لكن تم تجميد المشروع في العام نفسه "1986"، بحجة التخوف من حدوث مشاكل مماثلة لما حدث لمفاعل "تشيرنوبل" الذي انفجر في الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. وإستطردت : تم إحياء مشروع الضبعة مجددًا في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، حين أعلن في مؤتمر لحزبه الحاكم آنذاك أن مصر قررت استئناف العمل في مشروع الضبعة، لكن سقوط نظامه مطلع العام الماضي حال دون استكمال المشروع، وفي خضم الفوضى العارمة التي ضربت البلاد، قام آلاف المواطنين في الضبعة بهدم السور الضخم الذي كان يحيط بأرض المشروع، وتسويته بالأرض.
وجاءت أكبر نسبة من الأصوات التي حصل عليها مرسي في إعادة انتخابه في يونيو الماضي، من محافظة مطروح التي ينشط فيها التيار السلفي بشكل كبير، وخلال جولاته الانتخابية زار مرسي الاعتصام الذي قام به أهالي الضبعة ضد مشروع المحطة النووية في مطروح، وبدا من كلمته أمام ألوف المحتجين وقتها أنه يؤيد مطالبهم في وقف تنفيذ المشروع، لكنه حين زار المحافظة الشهر الماضي لم يعط إجابات قاطعة عما إذا كانت الدولة عازمة على تنفيذ المشروع أم لا.
وأشارت الى أن مصادر الرئاسة المصرية قالت أمس إن مرسي رد على طلبات وفد مطروح دون أن يؤكد لهم الاستمرار في تنفيذ المشروع النووي أو التوقف عنه، لكنه قال للوفد إن أبناء الضبعة لن يضار منهم أحد و"عليهم أن يقوموا بالزراعة والاستصلاح في أرض المشروع دون خوف"، وأشارت المصادر نفسها إلى أن الرئيس قرر إرسال وفد من مستشاريه خلال اليومين القادمين للوقوف على مشاكل مطروح والضبعة على الطبيعة.