سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على إعلان إيران وتركيا تأييدهما للهدنة المقترحة بين السلطة السورية والمعارضة المسلحة في عيد الأضحى حسب اقتراح مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي ، معتبرة أن هذا الإعلان يعد بمثابة خطوة إيجابية وموفقة لكل الأطراف. ووصفت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- هذا الاتفاق بأنه بمثابة "لحظة نادرة من التوافق" بين اثنين من القوى الإقليمية والتي تدعم كلا منهما طرف مختلف في النزاع السوري الممتد على مدار 19 شهرا والذي أدى إلى مواجهات طاحنة بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة. واعتبرت الصحيفة أن هذه الهدنة أيضا قد تساعد على تهدئة التوترات المتصاعدة بين سوريا وتركيا، القوى الإقليمية الداعمة للمعارضة والتي تستضيف أكثر من 100 ألف لاجئ سوري،والتي جاءت إثر تبادل تركيا وسوريا القصف عبر الحدود المشتركة بينهما في الأسابيع الأخير،إضافة إلى حظر تركيا الطيران السوري في اجواءها . ولفتت الصحيفة إلى أنه ومع ذلك،يبدو أن الحكومة السورية أعربت عن شكوكها في احترام المعارضة المسلحة لهذه الهدنة،وفقا لما قاله الإبراهيمي الذي أكد على أن الوقف المؤقت للقتال الدائر في سوريا من شأنه أن يشكل خطوة ولو كانت "صغيرة" نحو حل الصراع الذي خلف أكثر من 20 ألف قتيل. ورجحت الصحيفة أن اقتراح الإبراهيمي الذي وصفته ب"المعتدل" يبدو وكأنه مؤشر على أنه في الأشهر الأخيرة النزاع اتخذ مسارا آخر بعيدا عن هذا القرار،مشيرة إلى أن ردود الفعل من قبل بعض أبناء الشعب السوري تعكس مثل هذا التقييم. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أحد سكان مدينة حلب الشمالية المحاصرة،قوله "لا أعتقد أن أي من الجانبين مستعد لوقف إطلاق النار والرضوخ لهذه الهدنة،التي استنكر ماتعنيه، متساءلا "هل تعنى خفض عدد الشهداء من 40 شهيدا يوميا إلى 20 شهيدا فقط . ونسبت الصحيفة إلى رجل أعمال سوري مقيم في العاصمة دمشق قوله "إن جهود الأخضر الإبراهيمي ستكون من الافضل لو تم توجيهها إلى المضى في إقناع السلطات السورية للافراج عن الآلاف من الأشخاص الذين تم القبض عليهم أو اختطفاهم من قبل الميليشيات الموالية للحكومة خلال الصراع الدائر،معتبرا أنه لاحاجة حاليا لوقف إطلاق النار الذي اعتادوا عليه،مؤكدا على حاجتهم الأشد لعودة الأشخاص المعتقلين أو المختطفين.