استنكر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون الدكتور محمد بديع أن تعين فئة من الناس، أو نخبة من أصحاب الرأي نفسها وصيًا على الشعب "حتى يبلغ رشده، ويستكمل وعيه، كما كان يفعل النظام البائد" استنادا إلى تصور خاطئ بأن الشعب قاصر وعاجز عن إدراك مصلحته، أو أنه غير قادر على الفهم في السياسة. وأهاب بديع بالقوى السياسية احترام رأى الأغلبية باعتباره أساس الديمقراطية، قائلا "ليس للأقلية أن تناقش رأيا اجتاز دور المناقشة، أو تشكك في رأى وضع موضع التنفيذ". وقال - فى رسالته الأسبوعية اليوم - "سندعو الزعماء إلى الصف الأول.. وسندعوهم إلى القيادة، ونقول لهم: هذا هو الطريق.. وهذا هو الشعب، فهيا سيروا على بركة الله، ونحن قوم مؤدبون بأدب الإسلام، فلن نتقدمكم ما تقدمتم، ولن نخالفكم ما استقمتم، وعليكم الجد ما استطعتم، فإن فعلوا ذلك فذاك، وإلا فقد تخلوا عن الأمانة، وجردوا أنفسهم عن معنى الزعامة". وحدد بديع ما وصفه بضوابط ضرورية لنجاح الديمقراطية، فى مسارعة الأقلية التى لم يؤخذ برأيها فى تنفيذ رأى الأغلبية بإخلاص باعتباره الرأي الواجب الاتباع، وأن تدافع عنه كما تدافع عنه الأغلبية، وأن لا تناقش رأيا اجتاز دور المناقشة، أو تشكك في رأى وضع موضع التنفيذ، والإمساك عن تبادل الاتهامات عند الاختلاف، مع حرية كل شخص فى الدفاع عن رأيه، لكنه أهاب بكل صاحب رأى أن يعبر عن رأيه قبل اتخاذ القرار، دون أن يجرح أصحاب الآراء الأخرى. ودعا بديع القوى السياسية إلى التحرك متحدة فيما تتفق عليه وترك ما تختلف فيه لحين، مستدلا على صواب ذلك ب "أننا حين نزلنا إلى الميدان في 25 يناير بأهداف اتفق عليها الجميع، كان لنا نصر الله، وأهاب بكل الفصائل عدم النزول إلى الميدان "إلا بما اتفقنا عليه من مطالب"، على أن تقوم اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة بدورها بينها.