انتحر سياسي موريتاني ينتمي لحزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يشارك في الحكم, في ظروف غامضة في مدينة تجكجة وسط موريتانيا. ويعد انتحار محمدي ولد بلال أول حادثة من نوعها يقدم عليها سياسي في موريتانيا.
وقال شهود عيان: إن أسرة المتوفى عثرت عليه معلقًا في جذع شجرة قرب منزل العائلة، وأكد المحققون الذين باشروا الانتقال إلى الموقع ومعاينة مسرح الحادث أن المتوفى أقدم على الانتحار.
وقالت مصادر من عائلة السياسي محمدي ولد بلال: إنه تعرض في الأيام الأخيرة "لأزمات نفسية وعصبية"، واختفى عن الأنظار بعد أن أقنع عائلته أنه سيخرج لممارسة الرياضة، وكان ولد بلال كان قد أخبر أحد أصدقائه بإصابته بمرض يستحيل شفاؤه منه، ثم أصيب باكتئاب مزمن وحاول الانتحار سابقًا بشرب بعض الأدوية قبل أن يتم إنقاذه.
وتعيد هذه الحادثة مرة أخرى ظاهرة الانتحار لواجهة الأحداث، بعد مسلسل حوادث الانتحار المتكررة في صفوف الشباب والتي شهدتها موريتانيا مؤخرًا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الجريمة في المجتمع.
وكانت موريتانيا قد عرفت خلال التظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت البلاد موجة من حوادث الانتحار، حيث أقدم عدد من الموريتانيين من قطاعات مختلفة على الانتحار، لكن انتحار محمد ولد بلال هي الأولى في صفوف السياسيين.
وفي وقت سابق، أصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بطلق ناري، في محاولة اغتيال تعرض لها مساء السبت، نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقالت مصادر مطلعة: "إن الرئيس الموريتاني هوجم مساء اليوم (السبت) من طرف مجهولين أثناء عودته من مزرعة يملكها خارج العاصمة نواكشوط؛ ما أدى إلى تعرضه لإصابة لم تعرف حتى الآن درجة خطورتها".
وقامت سيارات تابعة لفرقة أمن الطرق بإغلاق الطرق المؤدية للمستشفى العسكري التي نقل إليها الرئيس الموريتاني.
ونقلت أربع سيارات تابعة للحرس الرئاسي عددًا من المصابين في الحادث، إلى ذات المستشفى العسكري، ولم يتم تحديد عددهم ولا درجة إصاباتهم.
وقد تجمهرت أعداد كبيرة من المواطنين بالقرب من المستشفى قبل أن تتدخل وحدات الحرس الرئاسي لإبعادهم عن المستشفى.