انجى حمدى : 9 أكتوبر وصمة عار في تاريخ المجلس العسكري
راغب: لا خروج أمن للمجلس العسكري
عبد الرحمن عباس - نجوى مصطفى
مرّ عام على أحداث ماسبيرو ، و المعروفة إعلامياً " مذبحة ماسبيرو" ، وتعرف أيضًا بأسم "أحداث الأحد الدامي أو الأحد الأسود" ؛ و التي بدأت بكونها عبارة عن تظاهرة انطلقت من "دوران شبرا" باتجاة مبنى الإذاعة والتلفزيون ، المعروف بأسم "ماسبيرو" ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، ردًا على قيام سكان من قرية المريناب بهدم كنيسة ، قالوا إنها غير مرخصة ، وتصريحات لمحافظ أسوان اعتبرت مسيئة بحق المسيحيين. ثم تحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وإنتهت بمقتل بين 24 إلى 35 شخصًا أغلبهم من الأقباط، علماً أنه شارك عدد ليس بالقليل من المسلمين.
وكانت النتيجة ، لجان تقييم وتقصي حقائق، وتحقيقات عسكرية بحق قساوسة ونشطاء سياسيين، ومطالب بإقرار قوانين، ومحاكمة مسؤولين وكلام عن تطهير الإعلام، وجملة أحلام بتحقيق مطالب الثورة التي لا تزال تنبض في قلوب الثوريين ولا يتذكرها المسؤولون و في الذكرى الأولى للمذبحة ننعي الشهداء و نبارك للجاني الذي لايزال طليقاً ! . وصرحت الناشطة السياسية "ماري دانيال" ، المتحدثة الرسمية بإسم حركة " كلنا مينا دانيال" ، و شقيقة الشهيد مينا دانيال الناشط السياسي الذي استشهد جراء أحداث ماسبيرو ؛ على مدى عام كامل، في الذكرى السنوية الأولى للمذبحة ، قائلة :" لم يتحقق شئ مما طالبنا به ، وراح ضحيته شهداء في مذبحة ماسبيرو" . مشيرة إلى أن محافظ أسوان كما هو في موقعه ، رغم استمرار الإعتراض عليه، وقانون دور العبادة الموحد دخل إلى الأدراج مرة أخرى، أما الفتنة الطائفية فمازالت حتى اليوم تشعلها أطراف بعينها، كي لا ينعم الشعب بحريته.
و أشارت "دانيال" إلى عدم تحقيق المطالب بقولها : "هذا لا يعني بالنسبة لنا سوى أن النظام مازال مستمرًا ولم يطرأ أي تغيير، بدليل أن الأوضاع كما هي إن لم تكن أسوأ، وتضيف مخاطبةً من وصفتهم بالقائمين على الحكم ، اعملوا على تحقيق أهداف الثورة ليحسب لكم شيء أمام الشعب الذي خذلتموه حتى من انتخبكم منه".
و أنهت "دانيال" تصريحها بتأكيد ثقتها في استرداد حق الشهداء وتحقيق مطالب الذين ماتوا من أجلها مهما طال الزمن ، موجهة رسالة للثوار ومن يقف ضدهم وكذلك "الإعلام الفاسد" بقولها الثورة مستمرة .
و من جانبه أكد " رامي نبيل " منسق إتحاد شباب ماسبيرو، فى تصريح خاص ل"بوابة الفجر" ، على إننا جميعاً نستنكر ما اَلت إليه الأحداث بعد المذبحة من التعتيم عن التحقيقات و التي لم تسفر عن أي جديد ، و أن الجاني لا يزال طليقاً ، و تأكد لنا جميعاً أن دم الشهداء الذي راح ضحية الأحداث فقد ذهب هباءً و أن الثورة لم تكتمل بعد.
وأعلن نبيل أن الإتحاد قام بتنظيم مسيرتين، الأولى من دوران شبرا، والثانية من ميدان طلعت حرب ، و المسيرات تحركت في تمام الرابعة عصراً، وتم إقامة مسيرة جنائزية ومارشال جنائزي وتم عزف مقطوعات موسيقية عالمية، مشيرًا إلى أن المسيرات وصلت إلى ماسبيرو فى السادسة والنصف مساء اليوم الثلاثاء، وبدأت من السابعة إلى العاشرة فعاليات التأبين، بعرض فيديو عن الشهيد مينا دانيال، وعدد من فيديوهات المذبحة، والمجلس العسكري، أعدتها حملة "كاذبون".
وأشار إلى أنه لن تكون هناك أي اعتصامات، وستنتهي الفعالية في العاشرة مساء اليوم الثلاثاء.
و من جهتها قالت إنجي حمدي، عضو مؤسس وعضو المكتب السياسي لحركة 6 ابريل، " يوم 9 اكتوبر هو وصمة عار علي جبين الجيش المصري يتحملها المجرمين من أعضاء المجلس العسكري، ففي مثل هذا اليوم منذ عام قام الجيش المصري بدهس المتظاهرين بمدرعاته بأوامر من المجلس العسكري، وسقط 27 شهيد مصري جثث تحت مدرعات الجيش.. فلا خروج أمن لهؤلاء .
ووجهت حمدي رسالة إلى الرئيس محمد مرسي ، قائلة :"أين مطالب الثورة؟ أين حق الغلابه؟ أين التطهير؟ أين حق الشهداء؟ أين حق المصابين؟ أين العدالة الاجتماعية؟ أين العدالة الإجتماعية ؟ أين القصاص؟ أين إعادة المحاكمات؟"، موضحة أن الرئيس مرسى هو من وعد بتنفيذها .
ومن جهته قال "مصطفي الجندي" عضو التيار الشعبي وعضو مجلس الشعب المنحل ، أنا لن أصرح بأي تصريح في ذكرى هذه الأحداث البشعة ، و لكني سأوجه نداء إلى الرئيس "محمد مرسي" ؛ "ديننا يامرسي يقول ولكم في القصاص حياة يأولي الألباب" , وأنت تعلم جيداً مين الذي قتل .. فلماذا لم تحاكمهم ؟ ، مؤكدًا بأن الثوار لن يتركوا حق الشهداء يضيع هدراً .
و في نفس السياق إتهم "أحمد راغب" ، أحد مؤسسي "الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان"وحملة هناحكمهم" ، المجلس العسكري بقتل شهداء مذبحة ماسبيرو ، مطالباً بالقصاص ممن قتلهم وغيرهم على مدار الأحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير.
و تسأل راغب ، لماذ لم يحاكم المجرمين الذين قتلوا شهداء الوطن رغم العلم بهم؟ , مشيرًا إلى أن السبب في عدم محاكمة هؤلاء القتلة هو أنه مازال هناك إيمان واستخدام لقوانين مبارك ، مشددًا على ضرورة القصاص للشهداء بطريقة ثورية وليست محاكمات هزلية كالتي حدثت مع مبارك والعادلي .
وطالب راغب ، الرئيس "محمد مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين والقوى السياسية بأن يكونوا جادين في عدم الخروج الآمن للمجلس العسكري , وإنشاء هيئة للتحقيق في الجرائم التي ووقعت منذ اندلاع الثورة, وأخري لمحاكمة الجناة، مطالبًا أيضًا بوقف كل المتورطين في قتل الثوار عن العمل وإلغاء مرسوم 45 لسنة 2011 ، والذي يقضي بتحصين العسكريين من المثول أمام المحاكم المدنية ، مضيفاً بأنه من لم يسعى من الحكام والقوي السياسية لتحقيق هذه المطالب فهو شريك مع القتلة .