عبد الرحمن عباس :قصيدة فى ذكرى شهداء الثورة

اقتلونى ان كان فى قتلى راحة
مادام يرويكم دم الشهداء
ولا ترهقوا انفسكم فى جراحة
فكل الحكاية اننى نفس جاء اجلها
فالامر قدر وقضاء
شرحوا جسدى
واخرجوا بيانكم
وقولوا مات بضربة شمس
فى عز الشتاء
وتلقوا عزائى ليلا
الم تسمعوا عن القاتل
يقتل بالنهار
وفى الليل يتلقى العزاء
اقتلونى ان كان قتلى
هو النصر الوحيد
واكتموا صوتى
لانى رفضت حكم جبار عنيد
فانتم معذورون
فحين يشعر الانسان بالفشل
ويصبح كالبهيم
ساعتها يبطش وينسى
ان على كل فعل رقيب عتيد
اقتلونى ان كان قتلى
هو النصر الوحيد
اقتلونى ان كان فى قتلى شجاعة
وحرقونى وصلبونى
واكتبوا لعمرى نهاية
ولن اتعجب
فقد علمت ان القتل فى وطنى هواية
وانه لافرق بين الثائر والمجنون
فكلاهما يحتاج الهداية
اقتلونى ان كان فى قتلى شجاعة
اقتلونى لان قتلى
هو الشوط الاخير
ولانى اعلم بعد العطش
يأتى الطوفان الكبير
فاقتلونا صفا بعد صفا
لاننا طلبنا التغيير
اقتلونى ان كان قتلى
سيحييكم كراما
والعنوا جسدى
واعطوا قاتلى
وساما وشارة
واغلقوا ابواب الحرية
وافتحوا ابواب الدعارة
اقتلونى ان كنتم تظنون
ان قتلى هو افضل عقاب
وانكم بذك تنالون حسن المئاب
فقد قتلتم ابى من قبلى
فخرجت من صلبه
اردد الهتاف
وقتلتم جدى فقال يا بنى
ان الاحلام لا يواريها التراب
فعلام تتعجبوا انى
اخرج لكم من كل زاوية وباب؟!
وعلام تتعجبوا
لانى لم اعد اخشى العذاب
ففى عصركم
اصبحت شاب
مشوشا
مهلهلا
جملة لا محل لها من الاعراب
اقتلونى ان كنت تظنون ان قتلى
هو افضل عقاب
اقتلونى وهذه لكم نصيحة
واقتلوا غيرى
واعلنوا الفضيحة
وحولوا مصر الى سرادق كبير
وكل ساعة افواج جديدة
فكل الارواح على ارض الكنانة قليلة
اقتلونى واقتلوا غيرى
فثورتنا ثورة مجيدة