منذ سنوات وعندما كنت فى احد مراحل التعليم الاولى ، قررت مدرستنا الموقرة ان تصحبنا فى زيارة الى احد مصانع الشيكولاتة الكبرى لتعرفنا على مراحل صناعتها والنظام وسير العمل وكيف يصل هذا المنتج الينا . وعلى الرغم من المجهود الكبير الذى بذله هذا الرجل الانيق الذى قابلنا منذ ان وصلنا الى المصنع فى شرح كل ما تقوم به تلك الماكينات وكيف تمر الشيكولاتة بمراحل عدة قبل ان تغلف ، الا انى لم يكن يشغلنى الا امر واحد ، متى سيحين الوقت واتذوق تلك الشيكولاتة . ومرت السنوات ونسيت هذا الموقف ، ولم اتذكره مرة اخرى الا فى زيارتنا الى ميتشجان بالولايات المتحدةالامريكية ، فى جولة داخل فورد فى مدينتها الام " دير بورن " والتى تجمع عشرات المنشآت التابعة لفورد وعلى رأسها المقر الرئيسي للشركة وقاعدة تجاربها العملاقة والتى سبق وقدمنا تقرير عن زيارتنا لها . وما ذكرنى بزيارتي الى مصنع الشيكولاتة ، هو رؤيتي لطرازات الموستانج المختلفة والتى تجدها فى كل مكان داخل منشآت فورد وكأنها تطاردك مطالبة بحقها فى الحصول على تجربة قيادة بصحبتك ، وهو ما جعلنى على الرغم اهمية تلك الزيارة عدت كطفل صغير ، استبدل عشقة بالشيكولاتة فى الصغر بعشق العضلات الامريكية فى الكبر ، راغباً فى ترك كل شئ وتذوق موستانج ، وهو امنية تحققت سريعاً وبشكل افضل بكثير مما جرى منذ سنوات فى نهاية زيارة مصنع الشيكولاتة ، والتى كانت نهاية لا تنسى ، ولكن دعونا نتركها جانباً الان . ففى اليوم الاول لزيارتنا الى قاعدة تجارب فورد سنحت لنا الفرصة لتجربة طرازين مختلفين من موستانج ، وهما طراز ال GT ومن ثم نسخة شيلبي GT500 ، واللذان اشبعا شغفنا لموستانج ، حتى قبل ان نعلم ان فى اليوم التالي سنجرب المزيد من طرازات موستانج . فورد موستانج GTجاءت التجربة الاولى لطراز موستانج GT ، والذى بمجرد ان وقعت عينى عليه احسست بمخطط خفى تحاول فورد القيام به ، فهذا اللون الاخضر الذى تم طلاء السيارة به ويحاول ان يخبرك انها مجرد سيارة رياضية بريئة يعد حيلة غير قابلة للتصديق من امثالى ممن يعرفون جيداً ان هناك وحش قابع تحت المحرك ينتظرك بنوايا شيطانية لإخراج ما لديك من طاقة . فالمحرك ال V8 سعة 5 لترات والذى زودت به السيارة ويولد 420 حصان و 528 نيوتن . متر من العزم ، هو المحرك المناسب لكل ما قد يرغب جنونك فى القيام به . وحيث اننا فى قاعدة تجارب فورد فهذا هو المكان المناسب لإطلاق هذا الجنون لنترك انفسنا نصل الى سرعة 100 كم فى الساعة خلال اقل من خمس ثوان ، مع شعور لا يوصف بالقوة خاصة من محب للعضلات الامريكية مثلي ممن يقدرون صرير العجلات وسحابة الدخان البيضاء مع نهوض مقدمة السيارة بشكل ملحوظ حينما تخبرها عبر بدال السرعة انك تبحث عن انطلاقة مثيرة . وحيث ان 420 حصان فى مكان كقاعدة التجارب وخاصة بوجود حلبة السرعة المائلة والتى يمكن ان تصل عليها بسهولة الى السرعة القصوى المحددة الكترونيا للسيارة عند 250 كم فى الساعة ، فقد سمحت لنا فورد بتجربة السيارة على ساحة اختبار المرونة والتى توفر لك اختبار قدرات السيارة فى المنعطفات ومدى ثباتها ودقة توجيهها ، وهو اختبار جعلته فورد اصعب على موستانج بكسو الساحة بالمياه ، لتصبح محاولة السيطرة على هذا الوحش ذو الدفع الخلفي وما فى جعبته من قوة مهمة ممتعة للغاية . ففورد موستانج GT على الرغم من انها ليست اقصى ما يمكن ان تحصل عليه من اداء من عائلة موستانج ، وعلى الرغم من انها سيارة عضلات ، الا انها تقدم تلك النكهة الخاصة فى قالب من الراحة والرفاهية والمرونة التى لم نكن نتوقعها خاصة فى قاعدة التجارب والتى وضعت موستانج تحت قيادتنا فى مواقف لا تحسد عليها . فورد موستانج شيلبي GT500ومن موستانج GT الى الافعى الامريكية GT500 ، والتى ستجعلك بحق تنسى انك كنت تقود سيارة عضلات منذ دقائق ، فهى مستوى جديد من الجنون والقوة لدرجة جعلت فورد غير واثقة فى نوايانا بوجود هذه الكيلومترات الواسعة والتى تخلو من ايه حدود للسرعة ، لتجعل تجربتنا محدودة لهذا الوحش ذو المحرك ال V8 سعة 5.8 لتر بقوة تصل الى 662 حصان وعزم 854 نيوتن . متر بصحبة واحد من سائقي فورد المحترفين . ولتستطيع GT500 مواكبه القوة الجديدة التى حصلت عليها ، ادخلت شيلبي العديد من التعديلات على السيارة والتى طالت تقريباً كل جزء ميكانيكي فيها لتصبح تلك السيارة بلا مبالغة وكانها سيارة جديدة كلياً تختلف تجربتها كلياً عن موستانج GT . وهو ما ينقلنا الى التجربة الثالثة والتى تعد وسط بين الاثنين . فورد موستانج Boss 302فى اليوم الثانى لزيارتنا الى عالم فورد ، اتيحت لنا الفرصة لتجربة النسخة الثالثة والاكثر جدلاً من موستانج ، وهى Boss 302 والتى استطاعت ان تزيل المزيد من القشور من على اسطورة ان سيارات العضلات الحديثة لا يمكنها التأدية بقوة على حلبات السرعة كما كان يعتقد . فتلك السيارة والتى تعد نسخة معدلة من طراز GT قد حصلت على العديد من التعديلات ، ابرزها رفع قوتها لتصل الى 444 حصان بفارق 24 حصان عن طراز GT ، مع تعديل نظام التعليق بشكل كامل ليصبح اكثر قساوة مع ممتصات صدمات بقطر اكبر وعمود ثبات خلفي اكبر وترس تفاضلي محدود الانزلاق يساعد السيارة على تحسين ادائها فى المنعطفات بشكل ملحوظ . ولتصبح تلك السيارة بحق افضل نسخ موستانج اداء فى المنعطفات ، تم تخفيض ارتفاع تلك السيارة بمقدار 1 ملم فى الخلف و 11 ملم فى الامام مع تغيير اعدادات كافة دعائم البدن ونظام التعليق لتحقق اداء افضل . ولحسن حظنا استطعنا ان نرى كافة تلك التعديلات ونشعر بها ، فالمكان الذى توفر لنا قيادة تلك النسخة فيه كان عبارة عن كورس ملئ بالمنعطفات الضيقة والتى يجب ان تنهيه بسرعة دون ان تقترب من اى من الحواجز ، وهى مهمة برعت فيها موستانج Boss 302 واثبتت مدى فعالية التعديلات التى اجريت عليها .