مع إطلالة اليوم الأول من أكتوبر، دخل جموع الأطباء، إضراباً جزئياً عن العمل، في كافة المستشفيات الحكومية بمختلف المحافظات، لحين الإستجابة لمطالبهم، وأبرزها إقرار الكادر الطبي، وزيادة ميزانية الصحة ل 15 %من الموازنة العامة للدولة.
ورغم مرور أكثر من 8 ساعات في اليوم الأول من الإضراب، إلا أن الأحداث الساخنة سيطرت عليها في عدد من المحافظات، خاصةً مع حيوية المجال الطبي، ووجود آلاف الحالات الحرجة التي يتعامل معها الأطباء يومياً.
ورغم تأكيد مجلس نقابة الأطباء، على عدم المساس بالحالات الحرجة، واقتصارها على العيادات الخارجية فقط، إلا أن كثيراً من المستشفيات، قررت التصعيد الفردي، حيث أغلقت أبوابها ب " الجنازير " ورفضت استقبال المرضى، بحجة الإضراب، واستغلالهم في الضغط على الحكومة لسرعة تنفيذ مطالبهم.
جاءت البداية، مع بيان " يتيم " من وزارة الصحة أكدت خلاله انتظام العمل في نحو 6 آلاف منشأة طبية تابعة للوزارة، خاصةً أقسام المستشفيات الداخلية، والرعاية المركزة، والحضانات، والغسيل الكلوي، والطوارئ، بالإضافة إلي معظم عيادات العلاج على نفقة الدولة.
وأضافت الوزارة، أن إضراب الأطباء، اقتصر على العيادات الخارجية، مع توجيه مديري المستشفيات للاستشاريين، والأخصائيين، للعمل في الإستقبال.
ورصدت الوزارة في بيانها، تذمر بعض المواطنين من الإضراب، خوفاً من الإضرار بهم، رافضين إضراب الطبيب عن عمله المهني والإنساني، وقد ظهر ذلك في مركز طبي سراي القبة، ومستشفي الحوض المرصود، للأمراض الجلدية، ومستشفي بني سويف العام، والحوامدية العام، والأقصر العام.
وأوضحت " الصحة " أن هناك عدد من المستشفيات قاطعت الإضراب، وتعمل الآن بكامل طاقتها، مثل مستشفيات إمبابة العام، ودار الشفاء، وحميات العباسية، والقاهرة الجديدة، ورمد قلاوون، وبولاق العام.
فيما صرح مساعد أول وزير الصحة، بأنه لا نية لعقاب الأطباء المضربين، طالما لم يمس الإضراب الحالات الحرجة للمرضى.
وعلى صعيد المحافظات، شهدت كفر الشيخ واقعة مؤسفة، حينما طرد الأطباء، أحد المرضى من غرفة العمليات، عقب إجراء جراحة سريعة، وتركوه ينزف بالخارج، دون أي تدخل طبي، قائلين له " كفاية عملنالك العملية يوم الإضراب ".
كما سيطرت ظاهرة غياب الأطباء على عدد كبير من المستشفيات العامة بالمحافظة، والتي تصل إلى نحو 18 مستشفى، واضطر المرضى للتعامل مع العيادات الخاصة، كحل بديل لعدم تواجد الأطباء.
فيما نشبت مشاجرة بين أطباء معهد السكر، وعدد من المرضي، بعد امتناع الأطباء عن صرف الأدوية، وإصرارهم على تنفيذ لإضراب، حيث اعترض المرضى، وحاولوا اقتحام النقابة الفرعية بالقاهرة، والمواجهة للمعهد بشارع القصر العيني، مما اضطر الموظفين الإداريين بالنقابة لإغلاق الأبواب.
وسجلت محافظات الصعيد نسب مشاركة متفاوتة داخل المستشفيات المركزية والعامة، كذلك بالنسبة لشكاوى المرضى، حيث اللتزم الأطباء باقتصار الإضراب على العيادات الخارجية، دون المساس بأقسام الاستقبال، والطوارئ، والغسيل الكلوي.
فيما رصدت النقابة العامة للأطباء تسجيل نسبة مشاركة بلغت 70% في 9 محافظات، تصدرتها الدقهلية، ثم محافظات الدلتا، في حين لم تجاهلت غرفة عمليات وزارة الصحة إصدار أي بيان جديد يوضح رصدها للساعات الأولى من الإضراب، واكتفت بالإعلان عن مؤتمر صحفي للدكتور محمد حامد، مساء اليوم.